الرئيس الجزائري: لا تسوية مع فرنسا دون معالجة ملفات الاستعمار

الرئيس الجزائري: لا تسوية للعلاقات مع باريس دون معالجة ملفات الاستعمار

08 مايو 2021
تبون: جودة العلاقات مع فرنسا لن تتأتى دون مراعاة التاريخ (نصر الدين زيبار/Getty)
+ الخط -

ربط الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، تسوية العلاقات السياسية بين بلاده وفرنسا بـ"تسوية شاملة لملف الذاكرة وآثار الحقبة الاستعمارية"، مشدداً على تمسك الجزائر باسترجاع كامل جماجم المقاومين الـ500 التي مازالت في متحف في باريس.

وقال تبون، في كلمة ألقيت باسمه في ندوة بمناسبة ذكرى مجازر الثامن من مايو/ أيار 1945، إنّ "جودة العلاقات مع فرنسا لن تتأتى دون مراعاة التاريخ ومعالجة ملفات الذاكرة، والتي لا يمكن بأي حال أن يتم التنازل عنها مهما كانت المسوغات".

تستعيد الجزائر، في الثامن من مايو/ أيار من كل عام، ذكرى المجازر الأليمة التي ارتكبتها قوات الاستعمار الفرنسي ضد المتظاهرين الجزائريين الذين خرجوا للاحتفال بانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء، وللمطالبة باستقلال بلادهم.

 وأكد تبون عزمه "مواصلة استرجاع جماجم الشهداء، وملف المفقودين، واسترجاع الأرشيف، وتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية، والتي مازالت ورشاتها مفتوحة".

وتشكل هذه الملفات أبرز القضايا العالقة التي تطالب الجزائر بتسويتها مع باريس، وتمثل إحدى أبرز المشكلات التي تخلق سلسلة من الأزمات بين البلدين، على غرار الأزمة الأخيرة التي دفعت الجزائر إلى إرجاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إلى الجزائر في 11 إبريل/ نيسان الماضي. 

وأضاف الرئيس الجزائري: "إذا كان النظر إلى المستقبل الواعد يعتبر الحلقة الأهم في توطيد وتثمين أواصر العلاقة بين الأمم، فإنّ هذا المستقبل يجب أن يكون أساسه صلباً خالياً من أي شوائب".

وشدد على أن "الجزائر مصممة دوماً على تجاوز كل العقبات وتذليل كل الصعوبات نحو مستقبل أفضل، وتعزيز الشراكة الاستثنائية لترتقي علاقاتها إلى المستوى الاستراتيجي، إذا ما تهيأت الظروف الملائمة لذلك، ومعالجة كل ملفات الذاكرة بجدية ورصانة، وتنقيتها من الرواسب الاستعمارية"، بهدف تحقيق ما يعتبرها تبون "تطلعات الشعبين تحقيق قفزة نوعية نحو مستقبل أفضل تسوده الثقة والتفاهم، ويعود بالفائدة عليهما، في إطار الاحترام المتبادل والتكافؤ الذي تحفظ فيه مصالح البلدين".

ووصف مجازر الثامن من مايو بأنها "منعطف حاسم في كشف حقيقة الاستعمار وبلورة الوعي بحتمية الإعداد للثورة المباركة"، داعياً الشباب إلى "استلهام العبر من هذه المحطة التاريخية التي تتطلب منا رصّ الصفوف والتوجه جميعاً نحو المستقبل، فنجعل من بنات الجزائر وأبنائها طاقة متكاملة وقوة موحدة (..) لكسب الرهانات القائمة" . 

وتضغط القوى السياسية والمدنية في الجزائر بقوة للضغط أكثر على فرنسا لدفعها إلى اعتراف كامل بجرائمها الاستعمارية في الجزائر، وإعلان اعتذار رسمي، وإقرار تعويضات للآلاف من الضحايا الجزائريين.   

وفي سياق آخر، وصف تبون الانتخابات البرلمانية المبكرة، المقررة في 12 يونيو/ حزيران المقبل، بأنها محطة "ستتعزز بفضلها مسيرة التجديد الوطني المبني على قيم الشفافية، والمصارحة ومحاربة الفساد بكل أشكاله"، مشيراً إلى أنه "على ثقة أبن بنات وأبناء الشعب الجزائري تحدوهم الإرادة والوعي لتثبيت أسس الاختيار الديمقراطي الحر، الكفيل بإرساء دولة المؤسسات والحق والقانون، وبناء الجزائر السيدة القوية". 

المساهمون