إدانات دولية لهجوم أربيل... وصمت حلفاء إيران في العراق

إدانات دولية لهجوم أربيل... وصمت حلفاء إيران في العراق

16 فبراير 2021
الهجوم تسبب بمقتل متعاقد مع التحالف الدولي (صافين حامد/فرانس برس)
+ الخط -

رغم موجة التنديد المحلية والدولية بالهجوم الذي استهدف مطار أربيل في إقليم كردستان العراق، مساء أمس الاثنين، وتسبب بمقتل متعاقد مع التحالف الدولي وإصابة آخرين، إلا أن سياسيين وزعماء مليشيات مقربين من إيران التزموا الصمت تجاه الاستهداف، كما حدث حيال هجمات سابقة طاولت مصالح أجنبية وأميركية في العراق.

واقتصر الرفض المحلي للهجوم على الرئاسات الثلاث، رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذين أدانوا الهجوم واعتبروه عملاً إرهابياً لا بد من محاسبة مرتكبيه، وكذلك بعض الشخصيات والقوى السياسية، من بينها تحالف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، الذي قال، في بيان، إنه يرفض "الاستهداف الإرهابي الخطير لمدينة أربيل، ويعده خرقاً لسيادة الدولة وضرباً لأمن المدن وترويعاً للمدنيين، ويطالب بتحقيق عاجل وشفاف لكشف الجناة".

وحاولت وسائل إعلام تابعة لفصائل مسلحة و"اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية" المدعوم من طهران تجنب متابعة الأنباء حول الهجوم، والاكتفاء بالإشارة إلى حدوثه. 

كما لم يتطرق رئيس تحالف "الفتح" (الجناح السياسي لفصائل الحشد الشعبي)، هادي العامري، خلال كلمة ألقاها بحفل في بغداد، إلى هجوم أربيل بشكل مباشر، مكتفيا بالقول إن "الوجود الأميركي في المنطقة لن يخيف الشعوب العربية".

وقال عضو في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في أربيل لـ"العربي الجديد"، إن ما حدث أمس كان "عملاً إرهابياً واضحاً ولا يمكن لأحد إخفاء ذلك"، مؤكداً أنّ "ردود الفعل على الهجوم ستميز الحريصين على أمن العراق واستقراره، عن أولئك الذين يتصيدون في الماء العكر، ويتبعون لأجندات خارجية".

وأضاف المصدر ذاته، مفضلاً عدم كشف اسمه، أنّ حكومة إقليم كردستان العراق لم تتهم حتى اليوم أي جهة بالوقوف وراء الهجوم، بانتظار نتائج التحقيقات، مضيفا "إلا أن جميع القوى السياسية مطالبة بتوضيح موقفها من هذا العمل الإرهابي، لأن الصمت عن ذلك يثير الكثير من علامات الاستفهام".

ونفى مسؤول "الحشد الشعبي" في مدينة الدبس بمحافظة كركوك إبراهيم الحمداني، اليوم الثلاثاء، انطلاق الصواريخ التي استهدفت مطار أربيل من المدينة، مبيّناً، في إيجاز صحافي، أنّ "الجهة التي تتولى إدارة الملف الأمني فيها ملتزمة ولا يمكن القيام بهذه الأعمال".

وأشار إلى أنّ "الاتهامات الكردية بأنّ الصواريخ انطلقت من الدبس ملفقة ولها أغراض أخرى"، داعياً إلى إبعاد منطقته عن هذه الاتهامات.

وأكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أنّ الهجوم الذي استهدف إقليم كردستان العراق يهدف إلى خلط الأوراق وخلق الفوضى، مضيفاً، في بيان: "هذا العمل الإرهابي يأتي مع الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لتهدئة الأوضاع في المنطقة وإبعاد البلد عن الصراعات وألا يكون العراق حديقة خلفية لها".

ولفت إلى فتح تحقيق مشترك بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق في أربيل، لإلقاء القبض على المجرمين.

كما وجه السياسي العراقي البارز عزت الشابندر انتقادات لمطلقي الصواريخ، قائلاً، في تغريدة على موقع "تويتر"، إنّ "استعراضات الفتنة وصواريخ التحدي تفتح العراق على مصراعيه للصراعات الدولية والاقليمية وتقضي على أي فرصة لإعادة بناء الدولة".

على الصعيد الدولي، حذرت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، من خروج الوضع عن السيطرة في العراق بعد الهجوم الصاروخي. وشجبت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت. في تغريدة، "مثل هذه الأعمال الشنيعة والمتهورة" التي "تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار". ودعت إلى "ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة".

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنّ الهجمات التي استهدفت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في شمال العراق "عمل شائن وغير مقبول".

وكتب راب في تغريدة على "تويتر": "هجوم الليلة الماضية على قوات التحالف والمدنيين في أربيل عمل شائن وغير مقبول... لن يغفر العراقيون للفصائل المسلحة التي تعرض استقرار العراق للخطر".

وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين للقصف الصاروخي الذي استهدف محيط مطار أربيل الدولي. ودعت وزارة الخارجية في بيان، اليوم، إلى اتباع سياسة ضبط النفس، وشددت على ضرورة تجنب مظاهر التصعيد في العراق الشقيق بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. وجدد البيان موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب.

كما صرحت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن الإدارة الأميركية تجري مشاورات مع مسؤولين عراقيين بشأن الهجوم، معربة عن غضب الإدارة واستيائها من الهجوم.
وفيما قدمت ساكي تعازي الإدارة لعائلات الضحايا، أشارت إلى أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد اوستن تواصلا مع مسؤولي حكومة كردستان العراق، وعرضا المساعدة في التحقيقات.

في سياق متصل، يعتزم حلف شمال الأطلسي توسيع نطاق مهمة التدريب التي يضطلع بها الحلف في العراق، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز" عن مسؤولين ودبلوماسيين كبار توقعوا رفع عدد القوة من نحو 500 جندي كحد أقصى في الوقت الراهن إلى حوالي 4000 أو 5000.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس الاثنين، إنه يتوقع أن يوافق وزراء الدفاع على التوسيع، بحيث يعمل عدد أكبر من جنود الحلف في مزيد من المؤسسات الأمنية بجميع أنحاء العراق.

ويحتفظ حلف الأطلسي بمهمة غير قتالية "للتدريب والمشورة" في بغداد منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018، لكن خطط توسعة المهمة تأجلت.

وقال دبلوماسيون إن الكاظمي، رئيس المخابرات السابق وحليف الولايات المتحدة الذي تولى منصبه في مايو/ أيار، هو الذي يحرص هذه المرة على أن يكون لحلف شمال الأطلسي وجود أكبر في البلاد في وقت تتزايد فيه الأوضاع الأمنية اضطراباً.

يذكر أن العراق شهد خلال الفترة الماضية هجمات متكررة لجماعات مسلحة مجهولة استهدفت مواقع للتحالف الدولي، والأرتال المتعاونة معه، والسفارة الأميركية في بغداد، ومطاري بغداد وأربيل اللذين توجد فيهما أجزاء مخصصة للتحالف الدولي.

وتزايدت تلك الهجمات العام الماضي بعد اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، بضربة جوية الأميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020.

ولم تعلن السلطات العراقية عن الجهات المتورطة باستهداف المصالح الأجنبية وخصوصا الأميركية، غير أن واشنطن سبق أن وجهت اتهامات لمليشيات مسلحة مدعومة من إيران بالوقوف وراء ذلك.

المساهمون