مرحلة جديدة لتظاهرات البصرة: احتجاجات أمام منازل المسؤولين

مرحلة جديدة لتظاهرات البصرة: احتجاجات أمام منازل المسؤولين

29 يونيو 2019
تحذير من حرف مسار التظاهرات (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -

دخلت تظاهرات البصرة منذ يوم أمس مرحلة جديدة، بعدما نظمت تظاهرة أمام منازل مسؤولين بالمحافظة، وبينما يحذّر مراقبون من خطط إسكات صوت المتظاهرين وتسويف التظاهرات، أكد ناشطون قائمون عليها أن تلك المحاولات لن تثنيهم عن الاستمرار بالتظاهر والمطالبة بالحقوق المسلوبة.

وخرج العشرات من المتظاهرين يوم أمس في تظاهرة أمام مبنى محافظة البصرة، ثم انتقلوا للتظاهر أمام منزل رئيس مجلس المحافظة صباح البزوني، قبل أن تداهمهم قوات مكافحة الشغب وتفرقهم بالقوة.
عضو تنسيقية التظاهرات في المحافظة ماجد التميمي، قال لـ"العربي الجديد": "لن نتراجع عن تظاهراتنا مهما حاولوا. محاولات التسويف وإلصاق التهم مستمرة ضد المتظاهرين، فهناك جهات سياسية تعمل على شق صفوفنا وحرف مسار التظاهرات"، مؤكداً أن "التظاهرات لم تخرج عن سلميتها، لكن هناك من يحاول اتهامها بذلك".
وأكد أن "هناك تصعيد سياسي وأمني في مواجهة المتظاهرين، وأنّ تلك المحاولات تدار بغرف مظلمة من قبل جهات تغلّب مصالحها الحزبية والشخصية على مصلحة الشعب" حسب تعبيره، قبل أن يضيف: "نحظى بتأييد شعبي ومن وجهاء المحافظة وأعيانهم، وهذا هو مصدر قوة التظاهرات التي سنواصلها حتى تحقيق أهدافنا".
في الأثناء، أصدرت قيادة عمليات البصرة اليوم، قراراً بـ"منع المتظاهرين من التجمع أمام منازل المسؤولين"، داعية في بيان لها المتظاهرين والجهات التنسيقية المنظمة للتظاهرات، إلى "الالتزام بذلك، وعدم التقرب لبيوت المسؤولين، لما لذلك من بث رعب وخوف في نفوس الأطفال والنساء".
من جانبها، حذّرت قيادة شرطة البصرة من "محاولة إخراج التظاهرات من سلميتها، مهددة بردٍّ بقوة وحزم. وقالت المديرية في بيان صحافي، إنّ "المطالب الشرعية للمتظاهرين لا تروق عملاء المخابرات الأجنبية، الذين يحاولون حرف التظاهرات عن مسارها السلمي، والاعتداء على المال الخاص، من خلال استهداف الدور السكنية ومنازل المسؤولين والمواطنين، واستدراج الأجهزة الأمنية لاستخدام القوة لحماية المال العام والخاص".
وشددت أنّ "أي محاولة للتجاوز على الممتلكات العامة والخاصة ستجابه بقوة وحزم، ونحذّر من خطورة ذلك".
إلى ذلك، وجد المتظاهرون أنفسهم بمواجهة اتهامات مباشرة من قبل جهات سياسية، وقال زعيم مليشيا "العصائب" قيس الخزعلي، في كلمة خلال احتفالية أقامها "الحشد الشعبي" اليوم، إنّ "أميركا ومن خلفها الكيان الصهيوني لديها قرار بإسقاط الحكومة العراقية"، محذراً من "استغلال التظاهرات بالبصرة من أجل انفلات الأوضاع".
وشدد على أنه "لا بديل أمامنا غير دعم العملية السياسية في العراق"، داعياً الأجهزة الأمنية إلى "الحذر واليقظة من أي مخططات".
كما أثارت الاتهامات التي وجهت ضدّ التظاهرات انتقادات من قبل سياسيين ومدنيين، الذين عدّوها محاولة واضحة لتشويه التظاهرات، والدفع باتجاه تسويفها.
وقال عضو التيار المدني العراقي باسم علي العوادي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الجهات السياسية التي تحاول إلصاق التهم بالتظاهرات والمتظاهرين، تحاول تسويفها وإخراجها عن مسارها"، مبيناً أنّ "على تلك الجهات أن تعي أنّ التظاهرات هي صوت الشعب، وهي تظاهرات سلمية معبرة ومطالبة بالحقوق".


وأكد أنّ "تلك الجهات تريد من خلال اتهاماتها أن تستمر بالحصول على مكاسبها الشخصية والحزبية على حساب مصلحة الشعب"، محذراً من أي "محاولة من تلك الجهات بإلصاق التهم بقادة التظاهرات. فعند ذاك ستجد نفسها بمواجهة الشعب برمّته".