مفتي القدس يدعو للنفير العام لأجل الأقصى

مفتي القدس يدعو للنفير العام لأجل الأقصى

القدس المحتلة

محمد عبد ربه

avata
محمد عبد ربه
15 أكتوبر 2014
+ الخط -

دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، مساء اليوم الأربعاء، إلى المشاركة في النفير العام اليوم وكل يوم للتصدي للمؤامرات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، ونقل صورة ما يحدث إلى العالم. وجاءت دعوة المفتي بعد تمكن المقدسيون وفلسطينيون من الداخل المحتل من كسر الحصار المفروض على الأقصى، ودخول باحاته وتسيير مسيرات غاضبة ومنددة باستهداف المسجد.

وحذر المفتي، في تصريح صحافي، حيث يتواجد في المسجد الأقصى مع المرابطين حالياً، برفقة عدد من الشخصيات المقدسية، من مواجهات محتملة مع قوات الاحتلال في باب الأسباط، في ظل تواجد مكثف لقوات ضخمة من جيش الاحتلال، مؤكدًا أن الوضع يشهد توتراً غير مسبوق.

من جانبها، دعت وزارة الإعلام الفلسطينية كافة وسائل الإعلام إلى التواجد في المسجد ومحيطه، لنقل ما يتعرض له الأقصى إلى العالمين العربي والإسلامي وللرأي العام الدولي والمؤسسات الدولية حتى تقوم بالدور المطلوب منها من أجل حماية المقدسات من الإجراءات التي يسعى الاحتلال لتنفيذها في خرق واضح لكافة القوانين الدولية.

وكانت مدينة القدس المحتلة قد شهدت اليوم الأربعاء مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وأهالي الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة، الذين قصدوا المسجد الأقصى؛ تلبية لدعوة لجنة "المتابعة العليا للجماهير العربية" لمنع قطعان المستوطنين من اقتحام المسجد.

وتحدثت طواقم الإسعاف عن تقديم العلاج لنحو 40 مصاباً، نتيجة الضرب وشظايا قنابل الصوت، وعشرات حالات الاختناق بفعل الغاز المسيل للدموع، بينما سجل اعتقال ما لا يقل عن عشرة شبان، فيما الحصيلة في ارتفاع، كما قال نشطاء مقدسيون لـ"العربي الجديد".

ومنعت الشرطة الإسرائيلية من هم دون الخمسين عاماً من دخول باحات الحرم القدسي الشريف، واشتدت المواجهات عند باب حطة وباب الأسباط ومنطقة وادي الجوز، حيث هاجمت الشرطة الفلسطينيين، محاولة تفريقهم بقنابل الصوت والرصاص المطاطي وآليات ضخ المياه والخيول ووسائل أخرى، فأصابت واعتقلت عدداً منهم. وتحت الضغط الكبير تمكنت مسيرة نسائية من دخول الأقصى عبر باب حطة.

ونظّم المرابطون الذين تمكنوا من دخول المسجد مسيرة في باحاته وصلت إلى منطقة باب المغاربة، الذي يستخدمه المستوطنون في اقتحاماتهم، فمنعوهم من اقتحامه مجدداً، بعد أن اقتحموه مرتين صباحاً.

ولعبت النساء الفلسطينيات، اليوم الأربعاء، الدور الحاسم في فرض إرادة المواطنين على سلطات الاحتلال التي وجدت نفسها مرغمة على إغلاق باب المغاربة أمام المستوطنين، فيما قادت النساء الصدام والمواجهة مع قوات الاحتلال على بوابات أخرى خارج أسوار الحرم القدسي الشريف، وخارج أبواب البلدة القديمة.

وعند باب المغاربة، كانت النائبة عن "التجمع الوطني"، حنين الزعبي، ضمن وفد من نواب الكنيست العرب وأعضاء لجان المتابعة العربية في الداخل، وشاركت الزعبي بفعالية في فتح الباب بعد أن صرخت في وجه الجنود وضباط الشرطة، مطالبة بمنع المستوطنين من اقتحام الأقصى، في وقت تفرض القيود على دخول المصلين المسلمين إليه.

وتوجهت بعد ذلك ضمن المسيرة الضخمة التي انطلقت من باب المغاربة داخل ساحات الأقصى ومعها أعداد كبيرة من المرابطات ورجال الوقف ونواب الكنيست العرب إلى باب الأسباط، حيث كانت المواجهات تدور هناك بين الشرطة وجموع كبيرة من الشبان.

ونجح من تواجد داخل الأقصى في كسر أقفال الحديد والسلاسل التي وُضعت لإغلاقه ليعبر من هناك أولى المجموعات من المواطنين، قبل أن تتدخل شرطة الاحتلال وتطلق قنابل الصوت على الموجودين، بما في ذلك القيادات السياسية والدينية، لكن تلك القوات أُرغمت لاحقاً على فتح باب الأسباط، الذي كانت المواجهات تمتد منه إلى سوق الحسبة في واد الجوز وصولاً إلى حي الصوانة شرق البلدة القديمة.

وفي ناحية أخرى، كانت المئات من المرابطات عند مدخل باب حطة القريب من باب الأسباط، وبالقرب من باب المجلس، وفي شارع الواد وسط البلدة القديمة يقدن المواجهة مع جنود الاحتلال، فاعتُدي على ثلاث منهن على الأقل، واعتقلت ثلاث منهن أيضاً، لكن ذلك لم يمنعهن من التقدم، واختراق صفوف شرطة الاحتلال التي تراجعت أمام اندفاع المواطنين.

فقد التقى من كان في الخارج مع من تواجد داخل الأقصى في مسيرة ضخمة طافت ساحات الأقصى والصخرة المشرفة، وهي تردد هتافات التكبير وهتاف "ع القدس رايحين شهداء بالملايين".

وقالت إحدى المرابطات لـ"العربي الجديد"، إن النساء لن "يغادرن المسجد إلى منازلهن اليوم. وقررن البقاء والمبيت فيه، لكن الخطر ما زال قائماً من قبل جماعات التطرف اليهودية". في حين أشاد أحد حراس الأقصى، ناصر نجيب، "بشجاعة النساء وإقدامهن، رغم ما تعرضن له من اعتداءات من جنود الاحتلال".

من جهته وصف أحد مسؤولي وحدات الحراسة في الأقصى، أشرف أبو ارميلة، ما جرى اليوم، بأنه "بلاء غير مسبوق من قبل المرابطات"، لكن أبو ارميلة دعا إلى "حضور دائم وكثيف وعلى مدى أيام الأسبوع في الأقصى، لمواجهة الاستخفاف الإسرائيلي بمشاعر المسلمين".

يذكر أن سلطات الاحتلال حولت النساء الثلاث المعتقلات، وعرفت من بينهن أصالة خلف، وديالا علي، إلى مركز شرطة القشلة، حيث ما زلن محتجزات هناك، في حين مددت محكمة الاحتلال في القدس اعتقال حارس الأقصى، مهند إدريس، الذي اعتقل أمس بعد الاعتداء عليه بوحشية إلى عدة أيام.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أدى أكثر من 60 ألف فلسطيني، اليوم الأربعاء، صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصى في القدس المحتلة من دون أيّ أجواء احتفالية، حزناً على ضحايا الحرب الإسرائيلية
الصورة
فلسطينيون من الضفة الغربية عند حاجز قلنديا 1 (العربي الجديد)

مجتمع

تعقّد سلطات الاحتلال وصول الفلسطينيين المسنّين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان.
الصورة
الاحتلال يضع أسلاكاً شائكة فوق باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى (إكس)

سياسة

قالت محافظة القدس في فلسطين، الاثنين، إن قوات الاحتلال وضعت أسلاكاً شائكة في محيط باب الأسباط المؤدي إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، لأول مرة منذ عام 1967.
الصورة

سياسة

لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة، للفلسطينيين من أهالي القدس والمناطق المحتلة عام 1948، بدخول المسجد الأقصى المبارك، لأداء صلاتي العشاء والتراويح.