أمهلت فصائل مقاتلة في سورية، المعارضة السياسية وقيادة الأركان، مدة أسبوع لدعمها في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وإلا فإنها ستترك السلاح والمناطق المرابطة بها رغماً عنها. وتزامن التهديد مع مقتل أربعة أطفال وسقوط عدد من الجرحى، جراء قصف جوي من القوات النظامية على مدينة القورية، في ريف دير الزور.
ومنحت الكتائب، وعددها 11، مدة أسبوع لكل من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، والحكومة السورية المؤقتة وقيادة الأركان، لإرسال تعزيزات وتقديم دعم كامل في مواجهة تنظيم "داعش"، وإخراجه من الأراضي السورية.
وهددت الفصائل، الموقّعة على بيان تسلّم "العربي الجديد" نسخة منه، بأنه في حال عدم الاستجابة، فإنها ستترك الجبهات رغماً عنها، داعيةً الجهات المذكورة الى تحمّل مسؤولياتها أمام الانتصارات التي حققها "داعش" في محافظتي الرقة ودير الزور والهجوم التصعيدي الذي يشنه على محافظة حلب.
ومن أبرز كتائب المعارضة المسلحة الموقّعة على البيان، غرفة عمليات الريف الشمالي، الجبهة الشرقية أحرار سورية، لواء ثوار الرقة.
وتشكل الفصائل الموقعة على البيان غالبية كتائب المعارضة التابعة لقيادة الجيش الحر في ريف حلب الشمالي الشرقي والرقة. وتقع المناطق التي تنتشر فيها هذه الكتائب ضمن الحيّز الجغرافي للمناطق التي يسعى "داعش" لحسم سيطرته فيها.
ويبدو أن هذا البيان بمثابة استغاثة من قبل الفصائل، كون "داعش" من المرجّح أن يحاول التمدّد في تلك المناطق لترسيم حدود ما يسمى بـ"دولة الخلافة"، ولا سيما بعد سيطرته على مدينة البوكمال. وبالتالي، فإن المعركة واقعة بين الطرفين لا محالة، الأمر الذي يهدد وجود تلك الفصائل إذا بقي "داعش" بهذا الزخم.
وممّا يقوي احتمالات اندلاع معركة وشيكة بين هذه الفصائل و"داعش"، دخول كمية كبيرة من الأسلحة التي استُقدمت من العراق، والتي ظهرت ضمن العرض العسكري الكبير الذي أقامه التنظيم في ولاية الرقة قبل يومين، وظهرت فيه أسلحة ثقيلة، من بينها صاروخ "سكود".
ودعا المتحدث الرسمي باسم "غرفة عمليات ثوار الرقة"، المكنى بأبي محمد، "الجميع إلى التفاعل مع حجم التهديد المباشر الذي يشكله التنظيم".
وأشار إلى أن "داعش" سيطر على الرقة ولم يحرك أحد ساكناً، والدير مهددة الآن، وحلب كذلك، نافياً أن يكون توقيت البيان مرتبط بإعلان التنظيم الخلافة.
وأبدى أبو محمد، وهو أحد الذين ساهموا في صياغة البيان، لـ"العربي الجديد"، استغرابه من "نأي بعض الفصائل بنفسها، واعتمادها سياسة المناطقية في الدفاع عن مناطقها". وأوضح أن التعزيزات التي يحشدها "داعش" تؤشر الى نيته السيطرة على كامل المحافظات الشمالية لسورية.
ميدانياً، قُتل أربعة أطفال وسقط عدد من الجرحى، جراء قصف جوي للقوات النظامية على مدينة القورية، في ريف دير الزور.
وأفادت معلومات، لـ"العربي الجديد"، أن أربعة أطفال قُتلوا وجرح خمسة آخرون، جراء قصف الطيران الحربي بالصواريخ مدينة القورية، في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة دير الزور، شرقي البلاد.
في هذه الأثناء، شن الطيران الحربي السوري غارتين على بلدة البصيرة، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين، بالتزامن مع غارة على مدينة الرقة أسفرت عن أضرار في البنى التحتية.
وفي دمشق، ذكر مراسل "العربي الجديد" أن قوات النظام تقوم، بشكل مفاجئ، منذ أمس الثلاثاء، بتفكيك الحواجز الاسمنتية في ساحة كفرسوسة، والتي تعتبر أحد بوابات المربع الأمني، وكذلك من محيط فندق الكارلتون، إذ كانت القوى الأمنية تسد نفقاً هناك، من خلال نصبها لحاجز عسكري.
وفي درعا، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدة تسيل في الريف الغربي، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى. كما تعرضت بلدة الغارية الشرقية وقرية عدوان إلى قصف مماثل، من دون أنباء عن سقوط إصابات.
وفي شمال البلاد، استهدف الطيران الحربي بالصواريخ مدينة تل رفعت وبلدة مارع، في ريف حلب الشمالي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى المدنيين، إضافة إلى دمار في الأبنية السكنية.
من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة واصلت عملياتها في مدينة حلب وريفها، وأوقعت قتلى ومصابين في صفوف المعارضة. وأفاد أنها "أحرزت تقدماً كبيراً في الرحيمة، في ريف حلب الشمالي الشرقي، بعدما قضت على أعداد كبيرة من الإرهابيين ودمرت تحصيناتهم وأدوات إجرامهم".
إلى ذلك، أعلن المجلس العسكري لبلدة الدار الكبيرة، في ريف حمص الشمالي، عن "رفضه لأي تسوية مع النظام، وإخلاء مسؤوليته عن أي شخص يقوم بإجراء تسوية معه".
وأكد المجلس، في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، بأنه "سيقوم بملاحقة أي مقاتل تابع للمجلس العسكري للبلدة يُجري تسوية مع النظام".
