أنصار السيسي يوزعون "كرتونة رمضان" أمام لجان الاستفتاء

أنصار السيسي يوزعون "كرتونة رمضان" أمام لجان الاستفتاء بمباركة الجيش

20 ابريل 2019
فوجئ المصريون بطباعة هذه الكلمات على "كرتونة رمضان"(مواقع التواصل)
+ الخط -
"مبادرة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي: حياة كريمة لشعب عظيم... حزب مستقبل وطن: كلنا نعمل من أجل مصر"، هكذا فوجئ المصريون بطباعة هذه الكلمات على "كرتونة رمضان"، التي وزعت بواسطة أنصار الرئيس الحالي على الناخبين أمام أبواب لجان الاستفتاء على تعديلات الدستور، يوم السبت، وسط مباركة من قوات الجيش والشرطة المسؤولة عن التأمين، وكذلك القضاة المشرفين على اللجان.

اللافت أن الكثير من المصريين البسطاء الذين حصلوا على "كرتونة رمضان" مقابل التصويت بـ"نعم" على تعديلات الدستور، أملاً في مواجهة الصعوبات المعيشية قبيل حلول شهر رمضان، اكتشفوا فقر محتوياتها بعد الذهاب إلى منازلهم، إذ لم تضم سوى ثلاثة أكياس سكر وأرز ومعكرونة، وعلبة مسلي صناعي (أو زجاجة زيت) من الحجم الصغير، وهو ما لا يتكلف أكثر من 40 جنيهاً فقط (2.3 دولار تقريباً).

وكتب الناشط وسام عطا، على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، قائلاً: "نزلنا نصوت في المقطم بالقاهرة، وأول حاجة أخذنا البون الأصفر المسلسل، وبعدين دخلنا صوتنا بـ(لا) على تعديل الدستور... وخرجنا ختمنا البون من الراجل اللي الناس ملمومة عليه، وروحنا بعدها فيلا جنب السوق التجاري فيها الشنط... أخذوا البون والبطاقة، وسجلوا أسماءنا، وأخدنا الشنطة ومشينا... واللي في الفيلا كان منهم ناس مسلحين".

بدوره، قال الكاتب الصحافي في جريدة "المصري اليوم" محمد فتحي عبد العال: "هذه صورة الكوبون الذي يستلمه الناخب أمام لجان الاستفتاء، ويصرف به كرتونة بها زيت وسكر ومعكرونة... لقد بلغ التبجح والتزوير مداه، والصحافة لا حول لها ولا قوة، ولا يمكنها نشر أي شيء... اللهم بعض تدوينات الزملاء المهنيين والشرفاء على موقع (فيسبوك)، وفي النهاية يسألونك لماذا تراجعت الصحافة؟!".

وتحت عنوان "ثمن الصوت الانتخابي في مصر"، قال المدون عمر طاهر: "الساعة الواحدة من ظهر اليوم دخلت مقر لجنتي الانتخابية بمدرسة التربية السمعية بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، واللجنة كانت خاوية تماماً... ولا يبدو إطلاقاً أن هناك أحداً من المصريين يبالي باستحقاق انتخابي يفترض أنه مصيري وهام... اخترت (لا) ووضعت الورقة في الصندوق البلاستيك الشفاف، والذي كان فيه حوالي 50 بطاقة فقط لا غير".

وأضاف طاهر: "خرجت من المدرسة لأجد أحد أفراد وزارة الداخلية بزي مدني، يعطيني كيكة (مولتو)، وعلى الباب الجانبي وجدت 4 سيدات معهن أوراق وكروت... فسألتهن عن طريقة إزالة الحبر الفسفوري؟ فقالت إحداهن: اوعى تمسحه، أنت كده مش هتأخذ الكرتونة... طلبت مني البطاقة، وبعدين سجلت بياناتي على الكارت الموجود بالصورة، وشاورت لي على مكان يبعد 200 متر، وقالت لي أعطهم الكارت هناك، واستلم الكارتونة".

وتابع: "روحت اديتهم الكارت فعلاً، ومنحوني الكرتونة، والتي كتب عليها إهداء من شركة سي بي سي (C.P.C) مصر للتطوير الصناعي"، مستطرداً "يبدو أنها إحدى شركات الجيش... وحزب مستقبل وطن كان له حضوراً لافتاً، وهناك أتوبيسات تقف أمام لجان التصويت في الاستفتاء تحمل لافتاته... والناس اللي واقفين على (دي جي)، واللي أعطوني الكارت الخاص بكرتونة رمضان كلهم تبعه!".

مصر/ توزيع كرتونة رمضان/ مواقع التواصل الاجتماعي 

وأظهرت الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أن أكياس المعكرونة الموزعة من إنتاج شركة "كوين"، التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع، والتي تأسست عام 2008 كإحدى شركات الجيش، وتشتمل على 18 خط إنتاج بمجموع 9 مصانع في العديد من المحافظات، لعل أبرزها بمحافظتي الدقهلية والجيزة، بمساحات تبدأ من 22500 م2 وحتى 45000 م2، حسب الموقع الرسمي للشركة.

وسبق أن كشف "العربي الجديد" تدخلات أجهزة الدولة المصرية في عملية الاستفتاء على تعديل الدستور، من خلال توزيع حزب "مستقبل وطن" المشكل بمعرفة أجهزة الاستخبارات "كروت" بأرقام مسلسلة على المواطنين خارج اللجان، ومطالبتهم بختمه داخل اللجنة الانتخابية، ومن ثم تسليمه خارجها بعد الإدلاء بأصواتهم، للحصول على "كرتونة رمضان" تضم أصناف "أرز وسكر ومعكرونة ومسلي صناعي".

وتستهدف تعديلات الدستور تمديد ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي من أربع إلى ست سنوات، وتطبيق المد بأثر رجعي لتنتهي في عام 2024 بدلاً من عام 2022، مع السماح بترشحه مجدداً لفترة ثالثة تنتهي في عام 2030، فضلاً عن إنشاء مجلس أعلى للهيئات القضائية برئاسته، ومنحه سلطة تعيين النائب العام، ورئيس المحكمة الدستورية، وإضافة "حماية مدنية الدولة" و"صون الدستور والديمقراطية" إلى اختصاصات المؤسسة العسكرية.

المساهمون