مساعٍ أميركية لتسليح عشائر الموصل والتحالف الوطني يرفض

مساعٍ أميركية لتسليح عشائر الموصل والتحالف الوطني يرفض

14 يناير 2015
لقاء قريب سيجمع ممثلي العشائر مع الأميركيين (فرانس برس)
+ الخط -

تسعى الولايات المتحدة الأميركية بالتنسيق مع مسؤولين في محافظة نينوى، إلى تسليح عشائر المحافظة وتنظيمها ضمن الاستعداد لمعركة التحرير، بحسب ما كشف أحد شيوخ عشائر محافظة نينوى لـ"العربي الجديد".

وأوضح الشيخ، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنّه "تلقى قبل عدة أيّام اتصالاً من أحد المسؤولين في محافظة نينوى، والتقاه في أربيل، وقد كان المسؤول وسيطاً بين الولايات المتحدة والعشائر الموصلية".

وأشار إلى أنّ "المسؤول أبلغه أنّ واشنطن تريد تسليح عشائر الموصل وإعدادها للمشاركة بعملية تحرير المدينة من داعش"، لافتاً إلى "الاتفاق على التسليح لأنّ أهالي الموصل ضاقوا ذرعاً من داعش".

وأضاف الشيخ "لمست من خلال اللقاء أنّ الهجوم على الموصل ليس بعيداً، وأنّ واشنطن لا تغفل أهمية دور العشائر في تحقيق الانتصار".

ومن المقرر أن "يُعقد لقاء قريب مع ممثلين عن عشائر المحافظة ومسؤولين أميركيين في مبنى السفارة الأميركية في بغداد، للاتفاق على خطة لإعداد وتسليح العشائر"، وفقاً للشيخ.

من جهته، أرجع عضو مجلس محافظة نينوى، محمود البجاري، خطوة واشنطن بتسليح عشائر الموصل إلى "معرفتها بالدور الكبير الذي قدمته العشائر في إسناد قوات البشمركة الكردية في معاركها الأخيرة ضد "داعش" والتي حققت فيها انتصارات كبيرة".

وأضاف البجاري خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "المعركة (معركة تحرير الموصل) لن تكتمل من دون أن يكون هناك دور كبير للعشائر فيها، بحكم خبرتهم في المنطقة وأنّ أغلبهم ضباط في الجيش السابق، فضلاً عن أنّ لهم تأثيراً كبيراً في المجتمع الموصلّي".

وأشار إلى أنّ "العشائر تسعى للتخلص من داعش، بالتعاون مع الجيش العراقي أو واشنطن، المهم النتيجة هي تحرير مدينتهم"، مؤكّداً "رفض أبناء العشائر مشاركة مليشيا الحشد الشعبي في أيّ معركة بالموصل، أو حتى دخولهم للمحافظة".

وأكّد على "أهميّة أن يكون هناك دور لقوات البشمركة الكردية في تحرير الموصل، لأنّهم قوة نظامية وأثبتت نجاحاً متميزاً خلال معاركها ضد داعش".

من جهته، انتقد التحالف الوطني أيّ خطوة من واشنطن لتسليح العشائر.

وقال النائب عن الائتلاف صادق حسين لـ"العربي الجديد"، إنّ "أيّ خطوة من واشنطن تجاه تسليح العشائر في أيّ محافظة سيكون الهدف منها زرع الفرقة في صفوف العراقيين، ولن تصب بمصلحة البلاد أبداً".

وانتقد حسين "توجّه العشائر إلى الولايات المتحدة متجاوزين الحكومة العراقية، التي تهتم بجميع العراقيين على السواء"، داعياً إياهم إلى "التعاون مع الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي ومساعدتهم، لأنّهم أثبتوا قدرتهم على تحرير المناطق المحتلّة من داعش".

وكان مصدر سياسي مطّلع قد كشف لـ"العربي الجديد"، عن مساع حكومية تُبذَل لعقد اتفاق سرّي مع واشنطن لإشراك قوات برية أميركية في تحرير الموصل.

وتتحدث الحكومة منذ فترة عن تحرير الموصل، وتَعِدُ بقرب الهجوم عليها، فيما يشكك عسكريون وخبراء أمنيون بقدرة الجيش العراقي على حسم المعركة وتحقيق نجاحات في الموصل.