كرّ وفرّ بين المعارضة السورية وقوات النظام بريف حماة

كرّ وفرّ بين المعارضة السورية وقوات النظام بريف حماة

24 اغسطس 2014
مقاتل للمعارضة في ضواحي دمشق (رامي السيد/فرانس برس/getty)
+ الخط -

سيطرت "جبهة النصرة" على الحي الشرقي من مدينة محردة في ريف حماة الغربي، معلنةً المدينة منطقة عسكرية، ما سهّل عليها السيطرة على حاجز الشليوط، قبل أن تستعيد القوات النظامية الحاجز الأخير، وسط اشتداد المعارك بين الجانبين، وسقوط عشرات القتلى لقوات النظام بينهم ضابطان.

وأفاد مركز حماة الإعلامي، بأنّ "مقاتلي المعارضة تمكّنوا من اقتحام الحيّ الشرقي لمدينة محردة الموالية للنظام في ريف حماة الغربي، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام المدعومة بـشبيحة ما يسمى (جيش الدفاع الوطني)"، مشيراً إلى أنّ غرفة عمليات "وما ظلمناهم" أعلنت مدينة محردة وما حولها منطقة عسكرية، في ظل حركة نزوح كبيرة من قبل الأهالي.

وأضاف مدير المركز، يزن شهداوي، في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "الثوار سيطروا كذلك على حاجز الشليوط في مدخل مدينة حماة من الجهة الشمالية الغربية، إثر اشتباكات أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر قوات النظام، وإصابة عدد آخر وتدمير دبابة"، لكن ناشطين أكدوا أن "قوات النظام استعادت السيطرة على الحاجز من جديد، بعد استقدامها تعزيزات عسكرية".

وتتواصل في هذه الأثناء المعارك بين قوات المعارضة المسلّحة التي خسرت عدداً من عناصرها، وقوات النظام التي قتل نحو 16 عنصراً منها بينهم ضابطان، وجرح 37 آخرين، خلال تجدد المواجهات في مدينة محردة. وتبعد مدينة محردة نحو 22 كلم شمالي غربي حماة، وتحديداً على الطريق السريع الواصل بين مركز المحافظة وقرية السقيلبية الموالية للنظام، وأكبر معاقل النظام في ريف حماة الغربي.

وفي السياق نفسه، أوضح شهداوي أنّ "الجيش الحرّ" أسر نحو 20 عنصراً من قوات النظام في عملية جنوب غرب حلفايا، فيما لجأت قوات النظام إلى قصف بصواريخ من طراز أرض ــ أرض، والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن تضرر عدد من المباني.

من جهته، أكّد قائد تجمع ألوية وكتائب العزة، الرائد جميل الصالح، أنّ قوات المعارضة تواصل عملها باتجاه مطار حماة العسكري، مبينّاً لـ"العربي الجديد" عن وجود خطط قادمة سيتم الإعلان عنها في وقتها". وتأتي هذه المعارك إثر سلسة من الانتصارات التي حققتها المعارضة خلال الأسابيع الماضية، بعد إطلاق سبعة فصائل معركة تحت شعار "بدر الشام الكبرى"، تمكنت خلالها  من السيطرة على موقع خطاب، وضرب مبنى قيادة المطار وشل قسم كبير منه، إضافة إلى السيطرة على عدد من المواقع الإستراتيجية.

في غضون ذلك، تتطلع المعارضة المسلّحة إلى استعادة مواقعها في ريف حلب الشمالي، والتي خسرتها لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال مراسل "العربي الجديد" إنّ "قرية احتيملات تشهد مواجهات عنيفة بين الطرفين، نجح من خلالها مقاتلو المعارضة في السيطرة على عدد من النقاط على أطراف القرية، في حين لجأت "داعش" إلى قصف مدينة مارع بالمدفعية الثقيلة".

وأضاف أنّ الثوار قطعوا طريق الإمداد باتجاه المداجن قرب مدينة مارع، بينما أسفرت غارة جوية شنها سلاح الطيران التابع لقوات النظام على مدينة اخترين، عن مقتل خمسة عناصر من مقاتلي "الدولة الإسلامية". وكان مقاتلو التنظيم قد سيطروا قبل نحو عشرة أيام على عدد من القرى والبلدات أهمها اخترين ودابق، واضعين نصب أعينهم التقدّم باتجاه مارع وإعزاز في مسعى للسيطرة على كامل ريف حلب الشمالي.

إلى ذلك، اتخذت المعارضة المسلحة خطوة جديدة نحو توحيد فصائلها في القلمون، اذ أعلنت كتائب إسلامية وفصائل من "الجيش الحر" تجمعاً باسم "القلمون الغربي"، وذلك من أجل التخطيط للأعمال العسكرية في منطقة القلمون، والتنسيق مع مختلف القوى والفصائل خارج التجمع.

وسبقت هذه الخطوة تقدّم المعارضة أمس السبت، في مدينة الزبداني بريف دمشق، وسيطرتها على ثلاثة حواجز في الجبل الشرقي للمدينة، إضافة إلى السيطرة على مبنى زعطوط شرقيها. وشهدت القلمون سلسلة من الخطوات نحو توحيد كتائب المعارضة فيها، منذ أعلنت "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" انحسابهما من مدينة عرسال على الحدود السورية اللبنانية، إذ جرى تشكيل "جيش أسود الشرقية" المكوّن من فصائل مقاتلة قدمت من دير الزور، بالإضافة إلى تشكيل "جيش القلمون" من أبناء المنطقة في ريف دمشق.

المساهمون