تيلرسون في جولته الخليجية: عدّة النجاح الأميركية غير مكتملة

تيلرسون في جولته الخليجية: عدّة النجاح الأميركية غير مكتملة

واشنطن

فكتور شلهوب

avata
فكتور شلهوب
11 يوليو 2017
+ الخط -

المهمة التي يقوم بها وزير الخارجية ريكس تيلرسون في جولته الخليجية، غير مسبوقة بظروفها وملابساتها، فهو يذهب لمعالجة أزمة حساسة وخطيرة، وليس فقط في ظلّ غياب توافق الإدارة الأميركية بشأنها، بل أيضاً على قاعدة خلاف معروف، بينه وبين ووزير الدفاع جيمس ماتيس من جهةٍ، وبين البيت الأبيض من جهةٍ أخرى. منذ البداية، رأى تيلرسون أنّه مطلوب التراجع عن حصار قطر، عبر تسوية، وأن الشروط  التي طُلبت "غير مقبولة"، لكن في المقابل، تولى الرئيس ترامب معاكسته والتخريب عليه أكثر من مرة، بتغريداته المنحازة علناً للمحور الرباعي.

بعد قمة هامبورغ، تقررت زيارة تيلرسون إلى الكويت. ثم جرى توسيعها لتشمل أكثر من محطة، سعياً وراء ضمان نجاحها، لأن الوزير لا يتحمّل الفشل فيها بعد أن تولّى "شخصياً" أمر تفكيك الأزمة، أو على الأقل وضعها على طريق سالكة. كما أنّ ثمة اعتقادا بأن جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتقبة في المنطقة، تقررت "بتشجيع" من تيلرسون، كورقة إضافية قد تساعد على زيادة الضغوط، لتليين التشدد الرباعي.

بذلك، أصبحت قدرة تيلرسون على النهوض بدوره كوزير للخارجية على المحك. بات في وضع يحتاج فيه إلى إثبات حضوره، وتجاوز القيود التي رافقته من البداية. البيت الأبيض وصهر ترامب، جاريد كوشنر بالذات، عاكسه في أكثر من جانب. عارضه في تعيينات كبار معاونيه الذين يشكلون يده اليمنى في إدارة السياسة الخارجية. كما صادر دوره واستبعده أحياناً من ساحة اختصاصه وصلاحياته، حتى خرج عن صمته مؤخراً وتعمّد مفاتحة المسؤولين في البيت الأبيض، بشكواه واعتراضاته على هذا الوضع.

والآن، تشكل الأزمة الخليجية فرصته للتصحيح. الرئيس "سلّم" تيلرسون كما تردد ملف الحصار ضد قطر لتدبير المخرج المناسب له. لكنها ليست المرة الأولى. سبق أن جرى التراجع عن مثل هذا التسليم الملتبس. وحتى الآن لم يصدر أي تصريح أو بيان عن البيت الأبيض بدعم جولة الوزير وتوجهه المعروف. ما يشير إلى أن الرئيس ترامب لم يتراجع عن موقفه الذي لا بد من أن يستقوي به الرباعي لعرقلة مساعي تيلرسون. ومن هنا، ثمة من رأى أن الوزير ربما يكون قد قام بمجازفة غير محسوبة، من شأنها أن تساهم في زيادة إضعاف دوره إذا عجز عن زحزحة المحور السعودي عن عناده، الذي لم يخف الوزير نفسه استياءه منه.

لكن في المقابل، يقوم تيلرسون بمحاولته في ظلّ أجواء أميركية ملائمة لتحركه الرامي إلى العثور على حل "معقول". وقد انعكس ذلك في ردود بعض أهل القرار والنخب وصنّاع الرأي، التي تبنت هذا الخط منذ اندلاع الأزمة. وقد تضمنت انتقادات شديدة لقائمة المطالب التي تمس سيادة قطر.

وفي هذا السياق جرى التركيز بشكل خاص ومن باب الاعتراض على مطلب إقفال قناة "الجزيرة" التي فسحت المجال لنشر وجهات النظر المتباينة، ورفعت من درجة الوعي السياسي كما يقول تايلور لاك اليوم في نشرة كريستيان ساينس مونيتور، تحت عنوان "لماذا هذا الصخب المدوي بسبب الجزيرة؟".

وفي هذا السياق تأتي التحركات الدولية، خاصة البريطانية والتركية لترفد الأجواء الأميركية الضاغطة باتجاه الحل، والتي حملت البيت الأبيض على مطالبة الرباعي بوقف التصعيد خلال اجتماع القاهرة الأخير. حالة من شأنها تعزيز دور تيلرسون الساعي للعثور على صيغة مناسبة تفك الحصار وتحول دون مفاقمة الوضع.

المفترض أن يكون الرئيس ترامب جادا هذه المرة في تفويض تيلرسون. الزيارة حاسمة، وفشل وزيره بالنهاية هو فشل لإدارته. ما هو غير واضح الآن، أنه لو احتاج الوزير إلى تدخل البيت الأبيض لدفع الرباعي نحو التزحزح، فهل يفعل الرئيس وينزل بثقله الرئاسي لكسر جدار الأزمة؟ ترامب حالياً غارق في موضوع التدخل الروسي في الانتخابات، بعد انكشاف قصة جديدة تتعلق باجتماع نجله البكر دونالد جونيور مع محامية روسية مقربة من مراكز القرار في يونيو 2016. حسب الرواية التي جرى تسريبها لـ"نيويورك تايمز"، أنه كانت بحوزة المحامية "معلومات مؤذية" عن المرشحة كلينتون، سعى ترامب الابن للحصول عليها وتوظيفها لصالح والده في الانتحابات. وقد اعترف جونيور بحصول الاجتماع ولو بعد مراوغة زادت من الشبهات بوجود تواطؤ روسي مع حملة ترامب الانتخابية.

الرئيس ترامب بارع في تغيير موضوع الساعة المحرج له. ومن غير المستبعد أن يسارع إلى تبني ما يطرحه وزيره لتفكيك أزمة الخليج، ولو بصورة مؤقتة، وبما ينزل في خانة الإنجاز الذي يخطف الأضواء ويزيحها عن الموضوع الروسي ولو مؤقتاً. مع أن السوابق تفرض التحفظ والحذر.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.
الصورة

سياسة

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأميركية" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لإرسال قنابل وأسلحة أخرى "نوعية" إلى إسرائيل.
الصورة
مسيرة وسط رام الله (العربي الجديد)

سياسة

شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في مسيرة جابت شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
الصورة
جو بايدن/بنيامين نتنياهو (رويترز)

سياسة

يتصاعد التوتر بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي على خلفية الحرب على غزة، ويبدو أن بايدن ونتنياهو يتّجهان نحو التصادم بشأن أجندة ما بعد الحرب وحكم غزة.

المساهمون