طهران لأمانو: قدراتنا الصاروخية خارج البحث ولا نسعى للنووي

طهران لأمانو: قدراتنا الصاروخية خارج البحث ولا نسعى للنووي

17 اغسطس 2014
أمانو يصف زيارته لطهران بـ"المفيدة" (Getty)
+ الخط -

بحث رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، في طهران، اليوم الأحد، الاتفاق الذي وقعته إيران مع الوكالة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وطرح أمانو على المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم خلال زيارته القصيرة، بعض التساؤلات التي يتوجب على إيران الإجابة عليها لتبديد القلق حول نشاطها النووي، ولا سيما تلك المتعلقة بتجارب تفجيرات تحاكي الاختبارات النووية، ما يعني التشكيك ببعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني.

والتقى أمانو، خلال زيارته الثانية لإيران منذ تولي الرئيس حسن روحاني منصبه، كلاً من الرئيس ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف، فضلاً عن رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي.

ونقلت وكالات الأنباء الرسمية الإيرانية تصريحات للرئيس حسن روحاني، بعد لقائه أمانو، أشار فيها إلى أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، وهو الأمر الذي تحاول تأكيده للوكالة وللغرب. وأوضح أنه وفريقه المفاوض بدأوا بالحوار مع السداسية الدولية ومع الوكالة على حد سواء، لبحث مسائل متعلقة بالبرنامج النووي فقط، مشيراً إلى أن طهران لن تدخل في أي مفاوضات لبحث قدرتها العسكرية الصاروخية المنفصلة عن النووي.

تأتي هذه التصريحات بعد تشكيك الوكالة في سلمية البرنامج النووي. وكانت الوكالة الدولية قد نقلت سابقاً أنها تمتلك وثائق تثبت قيام إيران بسلسلة تفجيرات تحاكي الاختبارات النووية، وهو ما يثير الشكوك حول نية إيرانية لصنع رؤوس نووية تركّب على الصواريخ. وتقول الوكالة إن هذه التجارب جرت في غرفة فولاذية في موقع بارتشين، الذي تقول عنه إيران إنه عسكري بحت وتنفي القيام بأنشطة نووية فيه.

كما أن رد روحاني يأتي بعد الحديث الغربي عن التهديدات العسكرية الإيرانية، وتطور المنظومة الصاروخية التي تمتلكها، وبعد إصرار الولايات المتحدة، حسب بعض المسؤولين الإيرانيين، على مناقشة الموضوع في الجلسات الحوارية التي تعقد بين طهران والسداسية الدولية من فترة لأخرى، في محاولة للتوصل لاتفاق نووي. وجاءت تصريحاته لإيصال رسالة بعدم قبول إيران بذلك، وبالتزامها بتقديم معلومات حول النووي وحسب، للوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يتوافق والقوانين الدولية.

أما تصريحات ظريف بعد لقاء أمانو، فقد صبّت في إطار أكثر دبلوماسية. وقال ظريف، حسب وكالة "إيسنا"، إن إيران تنوي التعاون مع الوكالة الدولية، وتقديم كل المعلومات اللازمة لإثبات سلمية البرنامج النووي الإيراني.

وخلال اجتماعه مع صالحي، بحث أمانو الاتفاق الموقّع بين إيران والوكالة العام الماضي، فضلاً عن تقديمه لبعض التساؤلات الواضحة عن بعض التجارب والاختبارات والتفجيرات التي تقوم بها إيران، والتي تشكك الوكالة بسلميتها.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، "إرنا"، عن أمانو، أنه يأمل أن تقدم إيران كافة المعلومات حول تلك التفجيرات ومدى تطورها وحاجة إيران إليها، بعدما قدمت طهران معلومات حول بعض التجارب التي قامت بها بعد عام 2007.

كما أشار إلى أن الوكالة تحتاج إلى المزيد من الوقت للحصول على بعض الإجابات حول بعض الملفات المبهمة في برنامج إيران النووي، معتبراً أن زيارته لطهران كانت مفيدة رغم قصر مدتها.

من جهته، قال رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن طهران قدمت إجاباتها في وقت سابق للوكالة حول تلك الاختبارات، مشيراً إلى أن تركيز أمانو خلال زيارته كان في معظمه على هذا الشق.

كما طلب الإجابة عن تساؤلات متعلقة ببعض الملفات العالقة التي تمنع إيران من التوصل لاتفاق نهائي مع السداسية الدولية، وهو ما ستطرحه إيران لاحقاً.

كما بحث أمانو بنود الاتفاق الذي وقعته طهران مع الوكالة بحضوره وبحضور صالحي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كذلك. وينص هذا الاتفاق على أن تقدم إيران معلومات دقيقة حول منجم غاتشين، والذي يستخرج منه اليورانيوم الخام، وهو ما يستخدم لصناعة الوقود النووي اللازم للمفاعلات والمنشآت بعد تخصيبه بنسبة عشرين بالمئة.

كذلك يتوجب على طهران تقديم أي تفاصيل جديدة حول أي مفاعلات على أراضيها، أو حول تلك التي تنوي بناءها، فضلاً عن تقديم معلومات دقيقة حول ميزان تخصيب اليورانيوم، والذي يستمر حالياً بنسبة 5 في المئة بموجب اتفاق جنيف المؤقت، والذي يفرض على إيران تخفيض نصف مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة بإشراف مفتشي الوكالة.

كما عليها أن تبدّد القلق والشكوك المتعلقة بمفاعل آراك، وهو الذي يقض مضاجع السداسية الدولية أيضاً، ومَنَع القلق من المفاعل التوصل لاتفاق نهائي شامل الشهر الماضي، فهذا المفاعل يعمل بالماء الثقيل ويستطيع إنتاج البلوتونيوم، وكمية قليلة منه تكفي لصنع سلاح نووي.

أما الشكوك حول الأبعاد العسكرية لبرنامج إيران النووي، التي تزيد القلق من قبل الوكالة الدولية، فعلى طهران تجاوزها بتقديم إجابات واضحة في وقت قريب، كي تستطيع النجاح في التفاوض مع السداسية. وبحال تقديم الوكالة لتقرير إيجابي، فربما يؤثر هذا على جولة المحادثات القادمة مع دول 5+1، والتي تحدث كثر عن مدى صعوبتها، بسبب وجود ملفات خلافية كثيرة بين إيران والغرب.