ناشطون مصريون: السيسي يستغلّ الحرب على الإرهاب لتبرير القمع

ناشطون مصريون: السيسي يستغلّ الحرب على الإرهاب لتبرير القمع

26 سبتمبر 2014
تقليل من أهمية الاعتراف الدولي بنظام السيسي (أندرو بورتون/Getty)
+ الخط -

يحاول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تبرير قمعه للحريات في مصر في كل مناسبة، وهو ما عمد إليه في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أول من أمس، مستغلاً هذه المرة الحرب الدولية على الإرهاب. وفي الوقت الذي كانت تتعالى فيه هتافات الوفد المرافق للسيسي تأييداً له، وجّه عدد من الناشطين السياسيين، ممن كانوا جزءاً من معسكر 30 يونيو/حزيران 2013 انتقادات لخطاب السيسي.

يرى عضو المكتب السياسي لحركة "شباب 6 إبريل" ــــ جبهة أحمد ماهر، محمد نبيل، أن "السيسي حاول، خلال كلمته التي استخدم فيها كلمة الإرهاب أكثر من مرة، تبرير انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها النظام بحق معارضيه السياسيين من مختلف التيارات، وليس الإسلاميين فقط، بدعوى الحرب على الإرهاب".

كذلك يعتبر نبيل في حديث لـ"العربي الجديد" أن السيسي حاول إقناع الحاضرين بأنه "يحارب إرهاباً داخل مصر مثل الإرهاب الذي يحاربه المجتمع الدولي في عدد من الدول، لكنه لم يقل إنه من صنع الإرهاب بقتله وتنكيله بكل من يعارضه وتكميمه للأفواه".

وندد بإبداء السيسي استعداده للمشاركة في الحرب على الإرهاب، وتساءل ساخراً "هل تحول جيش مصر إلى مجموعة من المرتزقة التي تعمل لصالح آخرين مقابل المعونة وإضفاء الشرعية على السلطة الحالية؟".

واتهم نبيل وسائل الإعلام المصرية بممارسة التضليل الإعلامي الممنهج، موضحاً أن "تأكيد السيسي على استعداده لأن تكون بلاده حليفة للولايات المتحدة يتناقض مع ادعاء الإعلام بأننا ضد السياسات الأميركية التي تتآمر على الدولة المصرية".

كما انتقد القيادي في "6 إبريل" موقف السيسي الذي تجاهل مطالبة نظيره الأميركي، باراك أوباما، بإطلاق سراح مؤسس الحركة، أحمد ماهر. وقال نبيل "رفضت الحركة، في بيان رسمي، تدخل أوباما في الشأن المصري في الوقت الذي تغاضى فيه السيسي عن التدخلات الأميركية السافرة".

وعن تأكيد السيسي على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، قال نبيل إن "هذا تنازل كارثي من السيسي عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس، ما يكشف انتكاسة وتراجعاً واضحاً في دور مصر الإقليمي".

وقلل من أهمية الاعتراف الدولي بنظام السيسي، المُنقلب على أهداف ثورة يناير، بمشاركته في الدورة الـ69 للأمم المتحدة، مضيفاً "لا يهمنا الموقف الخارجي من نظام السيسي، الأهم هو واقع الوضع الداخلي في مصر".

بدوره، يعتبر عضو المكتب السياسي لحركة "الاشتراكيون الثوريون"، محمود عزت، أن "السيسي قدّم نفسه للمجتمع الدولي والدول الاستعمارية الكبرى باعتباره اليد التي يمكن أن تنفذ مخططاتها وتحمي مصالحها في الشرق الأوسط في استنساخ واضح لدور الرئيس المخلوع، حسني مبارك".

وعن دعوة السيسي إلى المشاركة في المؤتمر الاقتصادي، المقرر عقده في القاهرة، فبراير/ شباط المقبل، قال عزت لـ"العربي الجديد" "يتباهى السيسي بتبنيه سياسات النيوليبرالية المتوحشة حتى لو دفع الفقراء الفاتورة في سبيل زيادة أرباح رجال الأعمال الأجانب وجذبهم للاستثمار في مصر".