الإعلام البريطاني: حرق الكساسبة رسائل بالنيران

الإعلام البريطاني: حرق الكساسبة رسائل بالنيران

05 فبراير 2015
صافي الكساسبة طالب بالثأر لمقتل ابنه (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -

بينما اعتبر الموقف الرسمي البريطاني إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً "جريمة قتل سادية" ستضاعف العزم الدولي على القضاء على شرّ تنظيم "الدولة الإسلامية"، ذهب كتّاب الرأي في أبرز الصحف البريطانية إلى تحليل عملية الإعدام من حيث الشكل والمضمون وما انطوت عليه من رسائل لجميع الأطراف المشاركة في التحالف الدولي المعادي لـ"داعش".
وقد اعتبروا أن عملية الإخراج التلفزيوني والتقنيات الفنية العالية التي استخدمت في إعداد الشريط المصور الطويل الذي وثّق عملية قتل الطيار الأردني حرقاً، جاءت حافلة بالرسائل والرموز السياسية والدينية التي تم توجيهها للرأي العام الشعبي في العالمين العربي والإسلامي، كما استهدفت الحكومات العربية والإسلامية المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة "داعش".

محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان"، إيان بلاك، كتب في الصفحة الأولى من عدد أمس الأربعاء، مقالًا بعنوان "جريمة قتل معاذ الكساسبة قد تضعف دعم الأردنيين لدور بلادهم في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، ورجّح فيه أن يكون هدف "داعش" من قتل الطيار الاردني بطريقة وحشية التأثير على الأردن ودوره في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية. ورأى الكاتب أن "داعش" قصد من خلال التصوير الدعائي المتقن لعملية حرق الطيار إضعاف التأييد الشعبي لمشاركة الاردن في التحالف الدولي ومضاعفة الضغط على حكم الملك عبدالله الثاني الذي غالباً ما يصفه إعلام "داعش" بـ"الطاغية".

وعلى الرغم من أن بلاك استبعد انسحاب الأردن فجأة من الائتلاف الدولي، إلا أنه رجح أن يتخذ الملك موقفاً أكثر حذراً، ولا سيما أنّ "عدد الأردنيين المعارضين لدور بلادهم في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية في ازدياد. كما أن عدد المنضمين إلى صفوف تنظيم الدولة من الأردن تجاوز الألفين، مما يجعل الأردن ثالث أكبر بلد عربي يشارك أبناؤه في القتال ضد تنظيم الدولة الاسلامية بعد السعودية وتونس".

ويرى الكاتب أن الأردن أكثر الدول المشاركة في التحالف عرضة لخطر تمدد "داعش" نظراً لموقعه الجغرافي المحاذي للعراق وسورية. وقد يكون لخط النار الذي ظهر في الشريط المصور الذي بثه إعلام "داعش" لعملية حرق الكساسبة ما يرمز لذلك.

في المقابل، لا يستبعد بلاك أن تعزز عملية القتل الوحشي المشاركة الأردنية في التحالف الدولي استجابة لمشاعر الرأي العام المطالب بالثأر من مقتل الكساسبة. وخلص الكاتب الى أن عملية قتل الكساسبة ستلقي بظلالها على الشارع الأردني إلى وقت غير قصير، وربما تعمق الانقسام بين من يطالب بـ"الثأر"، مما يعني دوراً أردنياً أكبر في التحالف الدولي، ومن يطالب الحكومة بالانسحاب من التحالف الدولي ضد "داعش"، وهي دعوات تحركها جماعة الإخوان المسلمين المتعاطفة مع تنظيم "داعش".

أما الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ، روبرت فيسك، فكتب في صحيفة "اندبندنت" أن عملية قتل الطيار الاردني التي تمت بطريقة "جنكيز خان" انطوت على رسالة وجهها "داعش" للأردن ومن خلفه الدول العربية والإسلامية المشاركة في التحالف الدولي، مفادها أن "مصير المنافقين الذين يتحالفون مع الولايات المتحدة الاميركية ضد "الدولة الإسلامية" هو الحرق بنار جهنم في الدنيا والآخرة، وأن هذه النيران ستصلكم ولو بعد حين تماماً كما وصلت إلى جسد الطيار الكساسبة".

من جهته، اعتبر مراسل الشؤون الدبلوماسية في صحيفة "التايمز" روجير بويز، أن عملية القتل الوحشية تؤسس لـ"عصر الإرهاب بقيادة غوغائية". وقال بويز إن "تنظيم الدولة الاسلامية الذي اشتهر بإهانة الأفراد في العلن وبذبح الرهائن الأجانب، أراد أن يثبت للعالم الآن بقتله الوحشي للكساسبة أنه ليس قوة قتالية نظامية يمكن السيطرة عليها، بل قوة غوغائية بلا قيادة".

دلالات