باحث إسرائيلي: انتشار "حزب الله" على الحدود يعزز التصعيد

باحث إسرائيلي: انتشار حزب الله على الحدود يعزز فرص التصعيد

21 مايو 2020
"حزب الله" قادر على تنفيذ هجوم بري(علي ضياء/فرانس برس)
+ الخط -

حذّر باحث في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، اليوم الخميس، من أن انتشار "حزب الله" اللبناني على طول الحدود يعزز فرص التصعيد بين الطرفين.

وفي تقرير أعده الباحث في المركز والعميد المتقاعد أساف أوريون، توقع المركز أن يستغل "حزب الله" وجود قواته على الحدود في تنفيذ عمليات يمكن أن تفضي إلى اندلاع جولات تصعيد، مثل زرع عبوات ناسفة، تنفيذ عمليات قنص، إطلاق القذائف.

وحذّر أوريون، الذي عمل قائداً لـ"اللواء الاستراتيجي" في شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي، من أن التصعيد العسكري الذي يمكن أن ينجم عن وجود "حزب الله" على الحدود يمكن أن يتطور إلى مستوى اندلاع حرب ذات تداعيات استراتيجية.

واستدرك الباحث أنه على الرغم من أن الردع المتبادل الذي تكرس في أعقاب حرب 2006 جعل كلاً من إسرائيل و"حزب الله" غير معنيين باندلاع حرب بينهما، إلا أن مخاطر التصعيد بين الطرفين قد تعاظمت بسبب طابع انتشار الحزب في الجنوب.

وشدد أوريون على أن ما يفاقم خطورة انتشار "حزب الله" على الحدود حقيقة أنه ليس بالإمكان التحكم في مستوى التصعيد الذي يمكن أن ينجم عن أي سلوك للحزب في هذه المنطقة، على اعتبار أن الرد الإسرائيلي على أي سلوك للحزب يمكن أن يكون خاضعاً لتقدير الجنود الإسرائيليين الذين يوجدون على الحدود، وليس بالضرورة للحكومة وكبار قادة الجيش.

وحسب المركز، فإنه في حال قررت إسرائيل توجيه ضربة استباقية لـ"حزب الله" فإن عليها أن تأخذ في الاعتبار إمكانية أن تفضي هذه الضربة إلى تصعيد بسبب انتشار الحزب القريب من الحدود، مشيراً إلى أنه يتوجب على صناع القرار في تل أبيب عدم استبعاد تأجيل هذه الضربة في هذه الحالة.

وبحسب الدراسة، فإن إدراك حقيقة أن لدى "حزب الله" القدرة على تنفيذ هجوم بري رداً على أي ضربة عسكرية استباقية يزيد الضغط على صناع القرار في تل أبيب عندما يبحثون سبل تنفيذ هذه الضربة، على اعتبار أنهم سيأخذون في الاعتبار إمكانية أن تتمكن قوة "الرضوان" من التسلل إلى المستوطنات الواقعة بالقرب من الحدود.

واستذكر الباحث أن عناصر "حزب الله" تمكنوا قبل شهر من إحداث ثغرات في الجدار الحدودي رداً على استهداف إسرائيل سيارة كانت تقل عدداً من قادته الميدانيين داخل سورية، على الرغم من أن الحادثة لم تسفر عن إصابة أي منهم.

وأعاد المركز للأذهان مشروع "الأنفاق الهجومية" التي بناها الحزب والتي كانت معدة للاستخدام في تنفيذ عمليات تسلل مفاجئة وسرية إلى داخل إسرائيل، وهو المشروع الذي تم اكتشافه وتدميره من قبل الجيش الإسرائيلي نهاية 2018.

وأشار المركز إلى عدد كبير من العمليات العسكرية التي نفذها "حزب الله" ضد إسرائيل، والتي تسنى تنفيذها بسبب وجود عناصره بالقرب من الحدود.

وحول سبل مواجهة تبعات انتشار "حزب الله" على طول الحدود، دعا المركز إلى أن تعكف إسرائيل على رصد الأماكن التي يوجد فيها عناصر الحزب في المنطقة، وكشف مظاهر انتشارهم وتوظيف ذلك في الضغط على الحزب وعناصره وعلى الأطراف الذي تمنحه الرعاية، سواء الجيش والحكومة اللبنانية أو الأهالي في الجنوب.

على الصعيد السياسي، دعا أوريون صناع القرار في تل أبيب للضغط من أجل إلزام القوات الدولية في الجنوب "يونيفل" بالانتشار على عمق 3-5 كيلومترات من الحدود وأن يتم ربط التفويض الممنوح لهذه القوة، التي يبلغ تعدادها 10 آلاف عنصر والموازنة السنوية الممنوحة لها والتي تقدر بنصف مليار دولار، بالتزامها بالوصول إلى أي مكان في المنطقة.


وحث أوريون صناع القرار في تل أبيب على الضغط على الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لاشتراط تقديم المساعدة للحكومة والجيش اللبنانيَين بضمان إبعاد "حزب الله" عن الجنوب.

واعتبر الباحث الضائقة الاقتصادية التي يمر بها لبنان و"حزب الله" فرصة مواتية لتكثيف الضغط على بيروت، من أجل الاستجابة للشروط الإسرائيلية المتعلقة بتفكيك قدرات الحزب في الجنوب. كما شدد على وجوب قيام إسرائيل بتحركات دبلوماسية في الساحة الدولية، بهدف إصدار قرارات تعتبر المسؤولين اللبنانيين في الجيش والحكومة والحكم المحلي المرتبطين بـ"حزب الله" ويقدمون له المساعدة "كداعمي إرهاب" وفرض عقوبات عليهم.

وبحسب التقرير، فإن عناصر "حزب الله" المتمركزين بالقرب من الحدود، يقدمون أنفسهم كأعضاء في منظمة "أخضر بلا حدود"، التي تعمل على تشجير مناطق في الجنوب اللبناني، مشيراً إلى أن الحزب تمكن من تدشين 16 نقطة مراقبة قريبة من الحدود إلى جانب تحويل الحزب عدداً كبيراً من البيوت إلى نقاط مراقبة؛ داعياً إلى تحرك دولي من أجل الإعلان عن "أخضر بلا حدود" كمنظمة "إرهابية" وتفكيك نقاط المراقبة الخاصة بها.

وحسب معِدّ التقرير، فإن "حزب الله" لم يلتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، الذي على أساسه انتهت حرب 2006، والذي ألزم الدولة اللبنانية بتفكيك كل البنى العسكرية غير الحكومية في جنوب البلاد، مشيراً إلى أن عناصر الحزب واصلوا الوجود في المنطقة والعمل فيها تحت غطاء مدني ومن دون الظهور بالزي الرسمي لذراعه العسكرية.

وعدّد المركز الظروف التي يمكن أن تقود إلى اندلاع مواجهة بين إسرائيل و"حزب الله"، مشيراً إلى أن هذه المواجهة يمكن أن تقع في أعقاب إقدام الولايات المتحدة أو إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، زاعماً أن "حزب الله" راكم قوته العسكرية بهدف ردع أي طرف عن مهاجمة المشروع النووي الإيراني.

وأشار إلى أن إقدام إسرائيل على تنفيذ هجمات داخل لبنان يستهدف "مشروع الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية" الخاص بـ"حزب الله"، لافتا إلى أن المسؤولين الإسرائيليين التزموا بإحباط هذا المشروع.

وأشار أيضاً إلى أن حرص "حزب الله" على التمركز عسكرياً في سورية، وجهود إسرائيل، في المقابل، الهادفة إلى إحباطه يمكن أن تقود إلى مواجهة بين الطرفين.

المساهمون