حراك لتوحيد مواقف "الحشد": التهديدات الأميركية تستنفر حلفاء إيران

حراك لتوحيد مواقف "الحشد": التهديدات الأميركية تستنفر حلفاء إيران

13 مايو 2019
تختلف نظرة فصائل الحشد تجاه أميركا(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -


كشف مسؤول حكومي عراقي لـ"العربي الجديد"، أنّ "جهات مرتبطة بإيران بدأت العمل لتوحيد رؤى الفصائل المسلّحة المنضوية داخل الحشد الشعبي، في ما يتعلق بالتصعيد الأميركي – الإيراني". وأضاف أن "قيادات سياسية كبيرة في الحشد منها هادي العامري وآخرون، يعملون على التنسيق لهذا التوجه، إذ يجرون تحركات واتصالات بالفصائل المنضوية تحت الحشد بما فيها فصيل مقتدى الصدر (سرايا السلام) والعصائب، والنجباء وسرايا الخراساني وكافة الفصائل الأخرى لأجل توحيد الرؤى ضدّ واشنطن". وأوضح أنّ "الداعمين لهذا التوجه يريدون أن يكون هناك موقف موحد للفصائل ضدّ الوجود الأميركي، ولا يريدون خروج أي من تلك الفصائل عن هذا التوجه"، مبيناً أنّ "عدداً من تلك الفصائل محرجة بين التزاماتها للحكومة وبين ولائها لإيران، وأنّ فصائل أخرى وافقت على التوجه، بينما لا تزال فصائل أخرى متذبذبة بمواقفها". وفي الوقت الذي جدّدت بعض فصائل "الحشد الشعبي" تعهداتها للحكومة العراقية، بألا يكون لها موقف مناوئ لواشنطن، يصعب ضبط فصائل أخرى.

وأشار المسؤول نفسه إلى أنّ "التوجه الحالي للفصائل التي لديها غطاء سياسي سيكون نحو موقف موحد لتمرير قانون إخراج القوات الأجنبية من العراق، كحلّ قد يدفع عن العراق شبح الخطر في حال وقعت حرب بين واشنطن وطهران"، وسط توقعات بأن تتولى كتل بدر (بزعامة العامري) وسائرون (بزعامة الصدر) والعصائب (بزعامة قيس الخزعلي) الحشد لتمرير المشروع، وفي حال أُقرّ فإنّ المواقف الأخرى ستتحد تباعاً".
ولفت المسؤول إلى أنّ "اتحاد الفصائل المسلحة لاتخاذ أي خطوة عسكرية تجاه الوجود الأميركي ما زال قيد النقاش"، مشدّداً على أنّ "الخيار العسكري صعب على أغلب تلك الفصائل، فهي لا تريد المواجهة العسكرية مع أميركا، لعلمها أن ذلك سيكلّفها الكثير، وتريد التخلص من الوجود الأميركي عبر الطرق القانونية، وعن طريق البرلمان". واعتبر أنّ "وضع الفصائل ما زال مربكاً وهناك اختلاف فيما بينها بشأن أي تحرك عسكري ضدّ المصالح الأميركية في العراق، في حال استدعت الضرورة".



ويأتي هذا الحراك في وقت تجري فيه الحكومة العراقية، حراكاً مناوئاً. وقد كانت حصلت على تعهدات سابقة من بعض الفصائل، بعدم التحرّك ضدّ المصالح الأميركية، بينما تريد تجديد تلك التعهدات تحاول الحصول على ضمانات من الفصائل الأخرى. ويعد موقف المليشيات والفصائل المسلحة الموالية لإيران، غير مطمئن للجهات السياسية العراقية وللحكومة، إذ أنّ ارتباطها الوثيق بطهران قد يحرج الحكومة. الأمر الذي دفع سياسيين إلى المطالبة بوساطة عراقية بين أميركا وإيران.

وقال زعيم تيّار الحكمة عمّار الحكيم، في تصريح له: "يجب على العراق أن يلعب دور الوسيط، والوقوف ضدّ أي حرب قد تحدث في المنطقة"، مشدّداً على أن "تسعى حكومة عادل عبد المهدي لأخذ دورها في تقليل حدّة الصراع الدائر بين الطرفين، الذي ستكون له آثار سلبية على العراق". وأشار إلى أنّ "العراق يقع في قلب المنطقة من الناحية الجغرافية، وعليه أن يكون مؤثراً لتأدية دور في استقرار المنطقة وإبعادها عن الحروب". وعلى الرغم من اتحاد عشرات من فصائل المليشيات تحت غطاء "الحشد الشعبي"، إلّا أنّ هناك انقسامات في الرؤى والتوجهات بينها إزاء قضايا المنطقة، كما بوجود خلافات وتقاطعات بين العديد من فصائل الحشد الشعبي، لعل أبرزها الخلاف بين الصدر الذي يتزعم "سرايا السلام" والخزعلي الذي يتزعم "العصائب"، وغيرها من الخلافات والتقاطعات في الرؤى والتوجهات. وبحسب مراقبين، فإنّ الحصول على ضمانات من قبل فصائل المليشيات، بعدم الخروج عن إرادة الحكومة أمر صعب، وقد تزج تلك الفصائل، العراق بأزمات خطيرة.

وقال المحلل السياسي، جبّار العلواني، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة نفسها محرجة من إيران ومن أميركا، ولا تستطيع منح أي منهما ضمانات"، لافتاً إلى أنّ "لا شيء بيد الحكومة، وأن خروج بعض فصائل الحشد والتحرك ضدّ المصالح الأميركية في البلاد أمر وارد". وأكد أن "قادة الحشد يريدون موقفاً موحداً إزاء ذلك، ولا يريدون انقساماً في الحشد، خصوصاً مع منح بعض الفصائل تعهّدات للحكومة"، مبيناً أنّ "ذلك سيجر العراق نحو أزمات خطيرة، فالحكومة نفسها لا تعرف ماذا تعمل ومع من ستقف". وشدّد على أنه "في حال تم استهداف المصالح الأميركية في العراق من قبل فصائل الحشد، سيتكلف العراق الكثير إزاء ذلك، ولا يمكن التكهن بمستقبله مع واشنطن". يشار إلى أنّ زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، كان قد هدّد أخيراً باستهداف السفارة الأميركية في بغداد، في حال زجّت العراق في صراعها مع إيران، مطالباً بإغلاقها.



المساهمون