أدوار مدمرة للتحالف السعودي الإماراتي: دعم المليشيات وطعن الشرعية

أدوار مدمرة للتحالف السعودي الإماراتي: دعم المليشيات وطعن الشرعية

عدن

العربي الجديد

العربي الجديد
24 مارس 2020
+ الخط -


على الرغم من أن التحالف السعودي الإماراتي تدخّل في الحرب اليمنية بحجة دعم الشرعية ومنع الانقلاب عليها، إلا أن الضربات التي وجّهها التحالف للشرعية في السنوات الخمس الأخيرة، بدت أكثر من عمليات حمايتها، وهو ما جعله يخرج عن مهامه ويتحوّل إلى عبء، استفاد منه الحوثيون وقاموا بترتيب صفوفهم وقلب المعادلة على أكثر من مسرح عسكري وسياسي. أبرز صور هذه الطعنات تمثّلت في دعم مليشيات خارج إطار الدولة في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي، وصولاً إلى وجود غامض للتحالف في مناطق لم يصلها الانقلاب الحوثي، لا سيما في سقطرى والمهرة والمكلا، وهو ما أدى إلى تفسخ الدولة في المحافظات المحررة، كما هو حال غيابها في مناطق الحوثيين.

وبرز تطور مهم مطلع فبراير/ شباط الماضي، حين أعلنت الإمارات سحب قواتها من اليمن، والمقدر عددها بـ15 ألف جندي، لكنها أعلنت على لسان نائب رئيس هيئة الأركان، عيسى المزروعي، أنها ستستمر عبر 200 ألف مقاتل قامت بتدريبهم خلال السنوات الخمس الماضية. وتشير تصريحات المسؤول الإماراتي إلى فصائل "الحزام الأمني" و"النخبة الشبوانية" و"النخبة الحضرمية" و"النخبة السقطرية"، وهي قوات انفصالية تديرها قيادات سلفية مقربة من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. كما تضم المليشيات الموالية للإمارات فصائل في الساحل الغربي وخليط من قوات تتحدر من محافظات شمالية وجنوبية، وهي قوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، و"ألوية العمالقة" التي تهيمن عليها قيادات سلفية بعضها متشددة، بالإضافة إلى ألوية جنوبية تعرف بـ"قوات الدعم والإسناد" و"لواء المشاة".

وقبل أشهر من رحيل الإمارات بشكل رسمي، كان السيناريو المرسوم هو الانقلاب على الدولة في عدن والدخول بتسوية سياسية مع الانقلابيين تضمن للانفصاليين دوراً في مستقبل الدولة، في محاكاة للسيناريو الذي نفذه الحوثيون في صنعاء.
وتسبّب تمرد أغسطس/ آب الماضي في عدن من قبل قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، بالقضاء على مؤسسات الدولة في عدن وطرد القوات الحكومية منها إلى أبين وشبوة، فيما تندلع بشكل شبه يومي اشتباكات بين الأطراف المدعومة إماراتياً بعد ظهور شبكة مصالح تريد إزاحة كل طرف من أمامها.


وفي هذا السياق، اندلعت اشتباكات مسلحة في محيط البنك المركزي اليمني في محافظة عدن، أمس الثلاثاء، بين قوة حكومية وأخرى مدعومة إماراتياً، أسفرت عن إصابة أفراد من الطرفين واحتراق مدرعة. ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر أمني، أن الاشتباكات اندلعت بين قوة من القوات الخاصة الحكومية وقوات من "الحزام الأمني" التابعة لـ"المجلس الانتقالي" في محيط البنك المركزي في مدينة كريتر. وأضاف المصدر أن الطرفين تبادلا إلقاء القنابل اليدوية أثناء عملية الاشتباك. وفي الوقت الذي لم تصدر فيه السلطات الأمنية أي توضيح حول أسباب تلك الاشتباكات، نقلت "الأناضول" عن موظف من البنك أن وصول قوة تابعة للقوات الخاصة إلى البنك للمطالبة برواتب أفرادها المتأخرة منذ عدة أشهر، تسبّب في الاشتباكات. وتتولى قوات "الحزام الأمني" مهام حراسة البنك المركزي منذ سيطرة "الانتقالي" على عدن في أغسطس الماضي.

ويرى مراقبون أن التحالف تخلّى عن دوره بعد أشهر قليلة من تحرير عدن، وانحرفت البوصلة نحو تشكيل مليشيات بديلة عن الدولة. واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني، غمدان اليوسفي، أن اليمن هُزم يوم قرر التحالف التوقف في منطقة العند وعلى مشارف الحدود بين دولتي الشطرين، على بعد عشرات الكيلومترات من محافظة تعز، وهذه الفكرة كانت ربما مبيّتة ولم تعِ ذلك القوى السياسية والعسكرية اليمنية. وقال اليوسفي في تصريحات لـ"العربي الجديد": "منذ تلك اللحظة، بدأت فكرة تشكيل المليشيات وتمويلها بعيداً عن الدولة، وهذا يعني أن الهدف لم يكن تحرير اليمن من المليشيات الحوثية وليس له علاقة بإعادة الشرعية اليمنية". وأضاف "تبخر أول هدف عسكري وذهب أدراج الرياح وهو تحرير تعز، الأراضي التي حررت في تعز بأقل قدر من الإمكانات، ولو امتلكوا عدداً من المدرعات في البداية لكانوا سيعيدون الحوثي إلى ما وراء إب، لكن الجميع تواطأ ضد تلك المقاومة، ثم تسابق الجميع لاحتواء الفصائل، وخرجنا بهذه الكوارث بعد خمس سنوات".

وبعيداً عن دعم المليشيات خارج إطار الدولة، أثار الوجود الإماراتي والسعودي في محافظتي أرخبيل سقطرى والمهرة، شرقي اليمن، الكثير من علامات الاستفهام في اليمن، فضلاً عن نقل آلاف الشباب اليمنيين إلى الحدود السعودية ووضعهم كخط دفاع أول للقوات السعودية في مواجهة الحوثيين في الحد الجنوبي للمملكة. وعن ذلك، قال اليوسفي "التحالف انكشفت عورته حين تواجد عسكرياً في مناطق ليس لها علاقة بالحوثي كما في المهرة وسقطرى، واكتفت السعودية باستقدام يمنيين للحرب ضد الحوثي في الحدود، ليقاتلوا عنها بالأجر اليومي، فليس لديها استعداد لخسارة رجالها، وبالتالي تدع اليمنيين يقتلون بعضهم بعضاً ولا مانع من منحهم فتات المال".

ذات صلة

الصورة
مقاتلون حوثيون قرب صنعاء، يناير الماضي (محمد حمود/Getty)

سياسة

بعد 9 سنوات من تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لم يتحقّق شيء من الأهداف التي وضعها هذا التحالف لتدخلّه، بل ذهب اليمن إلى حالة انهيار وانقسام.
الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.
الصورة
موانئ ماليزيا/Getty

اقتصاد

تتسع رقعة حرب الملاحة البحرية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها التي تبحر نحو دولة الاحتلال، ولكن هذه المرة ليس في البحر الأحمر الذي يشهد هجمات مكثفة من قبل الحوثيين.
الصورة
ميناء أشدود/Getty

اقتصاد

انعطفت الأسواق الإسرائيلية سريعاً نحو أوروبا، وسط نقص وتأخير في السلع القادمة من آسيا تحديداً، بسبب استهداف الحوثيين المكثف للسفن المتجهة إلى إسرائيل.