العراق: "منطقة عسكرية" بصحراء الأنبار بحثاً عن متسللين لـ"داعش"

العراق يعلن أجزاء من صحراء الأنبار "منطقة عسكرية" بحثاً عن متسللين لـ"داعش"

04 مارس 2019
استنفار عراقي في صحراء الأنبار على حدود سورية(العربي الجديد)
+ الخط -
بعد يوم على تقارير إعلامية تحدثت عن تسلل مسلحين من تنظيم "داعش" الإرهابي، من الأراضي السورية إلى داخل صحراء الأنبار التي تربط العراق بالأردن والسعودية وسورية، كشف مسؤول عسكري عراقي، عن إعلان أجزاء واسعة من الصحراء الغربية "مناطق عسكرية".

الإعلان كشفه مسؤول عسكري عراقي في قيادة عمليات البادية والجزيرة؛ وهو التشكيل المسؤول عن إدارة عمليات الجيش في المنطقة الحدودية العراقية مع الأردن وسورية والسعودية غرب وجنوب غربي الأنبار، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين.

وموجب الإعلان، تمت مطالبة رعاة الأغنام والبدو الرحّل والصيادين، عبر منشورات ألقتها مروحيات عراقية، اليوم الإثنين، بمغادرة الأجزاء التي أعلنت "مناطق عسكرية"، بأسرع وقت ممكن، وسط ترجيحات بقرب إطلاق حملة عسكرية واسعة في صحراء الأنبار، بحثاً عن مسلحين مفترضين يوجدون داخلها، بدعم من الطيران الأميركي.

وقال المسؤول العسكري العراقي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مناطق واسعة من صحراء الأنبار باتت منطقة عسكرية، وتم تبليغ الرعاة والبدو الرحّل والصيادين وباحثي الكمأ بالخروج منها، وعدم الدخول إلى أوديتها، لأنهم سيكونون هدفاً عسكرياً للطيران أو قوات الجيش".

وأضاف أنّ "الجيش العراقي يأمل في أن يخرج كل من في تلك المناطق الصحراوية بأسرع وقت ممكن"، موضحاً أنّ "المهمة الحالية في الصحراء ستكون تمشيطها بشكل كامل، بواسطة القوات العراقية التي ترافقها وحدات قتالية خاصة، إضافة إلى عمليات رصد ومراقبة من قبل طيران التحالف الدولي والطيران العراقي".

وأشار إلى أنّ "هناك ترجيحات بوجود خلايا وجيوب مسلحة لداعش تتخذ من باطن الصحراء مواقع اختباء لها، ونحاول اليوم العثور عليها".

وتناقل ناشطون صوراً قالوا إنّها لمنشورات ألقتها الطائرات العراقية، اليوم الإثنين، بصحراء الأنبار، تطالب الموجودين فيها بالتوجه إلى ثلاث مناطق قريبة منها؛ هي الرطبة والنخيب والكيلو 160، والتي تعتبر أقرب البلدات المأهولة إلى الصحراء.

يأتي هذا بعدما قصفت مقاتلات يُعتقد أنّها تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، منطقتين قريبتين من بلدة كبيسة جنوب وادي حوران في صحراء الأنبار، في ساعة متأخرة من ليلة الأحد، وفقاً لمصادر أمنية عراقية.

وذكرت المصادر أنّ القصف استهدف نفقاً تابعاً لتنظيم "داعش"، يحتوي على أسلحة ومتفجرات، وتم رصده جواً وتدميره من قبل طيران التحالف الدولي.



من جهتها، أعلنت "خلية الإعلام الأمني" العراقية، اليوم الإثنين، أنّ "عملية أمنية انطلقت في الأنبار، لملاحقة واعتقال الإرهابيين والمطلوبين للقضاء".

وذكرت الخلية، في بيان نشرته وسائل إعلام محلية عراقية، أنّ "قيادة فرقة المشاة الأولى التابعة لقيادة عمليات الأنبار، شرعت في عملية عسكرية واسعة في مناطق (جنوب الصكار وقرية الضبعة)، لفرض الأمن وملاحقة المطلوبين للقضاء، والبحث عما إذا كان هناك مختطفون، فضلاً عن تدمير مخازن الأسلحة والأعتدة، وتدقيق معلومات العائلات كافة".

وأضافت أنّه "ضمن مواصلة خطط مطاردة وتتبّع الإرهابيين، انطلقت عملية نفّذتها فرقة المشاة السابعة، في مناطق غرب وشرق وادي حوران، وأسفرت العملية عن تدمير ستة أنفاق وثلاثة أوكار وتفجير 29 عبوة ناسفة".

وفي السياق، قال عضو مجلس محافظة الأنبار (الحكومة المحلية) فرحان محمد الدليمي، في تصريحات إعلامية، اليوم الإثنين، إنّ "عصابات داعش ما زالت تحتفظ بخلايا في الصحراء الغربية وبالقرب من الشريط الحدودي مع السعودية وسورية والأردن، وهنالك مناطق صعبة لم تدخلها القوات الأمنية إلى يومنا هذا".

وشدد الدليمي على ضرورة "تحرك القوات العراقية باتجاه تلك المناطق، لا سيما مناطق شرق الطويل وأبو قفل والمالحة"، وهي مناطق تربط الأنبار بمحافظتي نينوى وصلاح الدين.

وأوضح أنّ "الحكومة المركزية مطالبة بتطهير كافة المناطق الصحراوية واعتقال مسلحي داعش فيها، فوجودهم في تلك المناطق أصبح خطراً كبيراً على المدنيين".