العبادي: سأعمل على تطهير المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلة الجيش

العبادي: سأعمل على تطهير المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلة الجيش

28 أكتوبر 2014
العبادي: الإسلام براء من أفكار "داعش" (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عزمه على تطهير المؤسسة العسكرية من الفاسدين، وإعادة هيكلة الجيش، مؤكّداً أنّ المشكلة التي يواجهها العراق اليوم، ليست القلّة في العدد أو التجهيزات، بل هي مشكلة عزيمة وعدم قدرة على الصمود.

وأشار العبادي، خلال استقباله أمس الإثنين، وفدَ شيوخ محافظة الأنبار، إلى أنّ "تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قتل من أبناء السنّة، أكثر ممّا قتل من الشيعة، وأنّ أغلب المدن التي دمّرت على يده في العراق أو سورية كانت سنّية"، مؤكداً أنّ "الإسلام براء من أفكار (داعش)".

وأضاف "أنني مسؤول عن كل عراقي في كل مكان، بغضّ النظر عن دينه ومذهبه وانتمائه، وقد حاولنا قدر الإمكان، أن تكون الحكومة ممثّلة لجميع الأطياف والمكوّنات"، مؤكّداً "ضرورة احترام جميع المعتقدات، والأديان، والمذاهب، وعدم تكفير أو محو هوية الآخر".

ودعا العبادي إلى "عدم الاستهانة بقدرات تنظيم "داعش"، الذي يمتلك قدرة على القتل والفتك، بالرغم من كل ما يحمله من معتقدات سيّئة"، لافتاً إلى أنّ "طيران الجيش يعمل ليلاً نهاراً، من أجل تغطية جميع القطعات، وقد استطاع خلال الفترة الماضية حماية بغداد، والعديد من المناطق من خطر داعش".

من جهةٍ أخرى، شدّد على "أهمية القضاء على الفساد، وإعادة هيكلة الجيش، عن طريق إيصال أشخاص مستعدين للموت، دفاعاً عن الوطن"، مؤكّداً "وجود قلّة فاسدة تسيء إلى المؤسسة العسكرية والأمنية، سيتمّ القضاء عليها، لأنّها كانت سبباً في ما حصل للقوات الأمنية، أثناء دخول "داعش" إلى الموصل، وتكريت، وبعض مناطق ديالى، والأنبار، وكركوك".

كما قال يجب أن "نكون إيجابيين تجاه دول الجوار، ومع محيطنا العربي، عن طريق إزالة ما مضى من حروب، وعلاقات غير جيدة"، لافتاً الى أنّ "بعض الدول بدأت تعي خطر تنظيم "داعش"، بعد أن كانت تدعمه أو تغض الطرف عنه، ولكن بعدما رأت ما فعله، وقفت ضده، ودعمتنا في سبيل مواجهته".

وكان وزير الدفاع العراقي، خالد متعب العبيدي، قد توعّد عقب تسلّمه منصبه، بمحاسبة "كل من يثبت تقصيره في أحداث الموصل، ودخول الدولة الإسلامية (داعش) إلى المحافظة". كما ربط بين الفساد والإرهاب، مؤكّداً أنّهما "وجهان لعملة واحدة".

وأثبتت الأزمة الأخيرة، التي تعصف بالعراق، هشاشة مؤسسته العسكرية، التي كانت تُعدّ قوة يُحسب لها الحساب، وبعدما كان الجيش في المرتبة الخامسة عالميّاً قبل حلّه بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، بات اليوم مهدداً بالتفكك في أول اختبار يمرّ به، وذلك بعد مواجهة "داعش".

وسجّل فرار عناصر من الجيش العراقي من مواجهة "داعش"، في حزيران/يونيو الماضي، مما فتح الباب أمام تدخل الولايات المتحدة من جديد في البلاد، عبر توجيه ضربات جوية للتصدّي لزحف التنظيم.

ويتوارى عن الأنظار داخل البلاد ضباط كبار في الجيش، منهم قائد القوات البرّية الفريق الأول الركن علي غيدان، والفريق الأول الركن عبود كنبر، وقائد عمليات نينوى الفريق مهدي الغراوي، الذين هربوا من ساحة القتال قبل جنودهم، إبان دخول تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى الموصل.

وعقب هذه الأحداث، تحدّث الرئيس السابق للوزراء، نوري المالكي، عن البدء في تشكيل جيش رديف، وغضّ الطرف عن المبالغ الطائلة التي صُرفت على الجيش، وملفات الفساد التي قد تطيح بقيادات عليا في حال تم التحقيق معهم.

وعلى الرغم من إعلان واشنطن عزمها إعادة هيكلة الجيش العراقي، وتدريبه من خلال استراتيجيات عدة، وبمساعدة دول أخرى، إلا أنّ الجيش لم يوضح خطته الجديدة.

المساهمون