مرشح متظاهري العراق لرئاسة الوزراء: لا انتماء سياسياً لي

مرشح متظاهري العراق لرئاسة الوزراء لـ"العربي الجديد": لست منتمياً سياسياً وعلاوي سيفشل

14 فبراير 2020
الركابي نفى أن يكون مرشح الصدريين (تويتر)
+ الخط -
نفى علاء الركابي، الذي يطرح متظاهرون من ساحات الاحتجاج في الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، أكثر مدن العراق حراكا، اسمه بديلاً لرئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، لـ"العربي الجديد"، انتماءه إلى أي حزب أو تيار ديني، وذلك بالتزامن مع ما يُثار من جدل في ميادين التظاهرات بين القبول والرفض لشخصه على خلفية انتماءاته السابقة، في حين يرى متظاهرون من بغداد أن ملف ترشيحه "لعبة سياسية".

وعرف الركابي، خلال الأشهر الماضية، كأبرز الوجوه الاحتجاجية في جنوب العراق، ولكنه كان معروفاً قبل ذلك في الحملات التي قادها قبل الانتخابات البرلمانية عام 2018، والتي دعا فيها إلى مقاطعة الانتخابات ومنع وصول الأحزاب السياسية إلى الحكم مرة أخرى.

وعلاء الركابي من مواليد بغداد 1974، ويسكن في مدينة الناصرية، وحاصل على شهادة الماجستير في الصيدلة، ويعمل استشاريا في قسم التسمم بدائرة صحة محافظة ذي قار.

وقال الركابي، الذي تُرفع صورته في الناصرية وبغداد والكوت والبصرة ومدن أخرى مرشحاً لرئاسة الوزراء، إنه "لا يسعى إلى أي منصب، ولكن الجماهير المنتفضة تُطالب بترشحه". وإليكم النص الكامل للمقابلة:

- هناك ضجة شعبية بشأن ترشحك للمنصب، فقد قلت في مقاطع مصورة نشرتها على صفحتك في "فيسبوك" إنك لن ترضى بأي منصب لأنك لا تسعى إلى الدخول في العملية السياسية، واليوم أنت خيار مطروح بديلاً لعلاوي؟ 

- صحيح، لم أكن أنوي الخوض بالعمل السياسي وما زلت، ولكن في اجتماع بمدينة الكوت (مركز محافظة واسط) قبل أيام، أجمع المحتجون، وفي حالة من العصبية والانفعال، على اختياري لمنصب رئيس الوزراء، وقالوا لي: أنت مرشحنا سواء قبلت أم لم تقبل، وإلا سيضيع العراق. 

ومن هذا المنطلق، فأنا لا أريد أن أخذل المتظاهرين، ولا أريد أن أكون جباناً أمامهم، مع أنني لم أفكر بالمناصب طيلة حياتي، ووافقت على ذلك بعد إصرار المحتجين، بشرط أن يُقدمني المتظاهرون إلى رئيس الجمهورية برهم صالح، ولست أنا من يتقدم بطلب الترشح.

- وهل تقدم المتظاهرون رسمياً بهذا الطلب لرئيس الجمهورية؟

- لا أعتقد أنهم تقدموا بذلك، ولا أعتقد أن هناك إمكانية لتقديم أي شخصية للمنصب، في ظل وجود مرشح حالي ورئيس وزراء مكلف. أنا لا أقبل أن يقدمني المتظاهرون فحسب، إنما من كل الشعب العراقي في المحافظات المنتفضة وغير المنتفضة، يعني من الشمال إلى الجنوب.

- يتحدث متظاهرون من بغداد، وحتى من الجنوب، عن أنك خيار "التيار الصدري" خلال الفترة الحالية، لا سيما أن الصدريين قد لا يدعمون علاوي، وفقاً لتغريدة لمقتدى الصدر أخيراً. هل أنت كذلك؟ 

- أولاً أنا لست صدرياً، وثانياً لا أنتمى لأي جهة سياسية أو تيار ديني، وأنا مستعد لتحمل أي عقوبة من المتظاهرين إن كنت حزبياً سابقاً أو حتى مستقبلاً، وثالثاً أنا لا أمثل إلا نفسي والمتظاهرين، بالرغم من كل محاولات الأحزاب للتقرب مني، ولكنني لم أقترب من كيان سياسي قط، وهذا سر سمعتي الجيدة بين صفوف المحتجين.

- لنفترض أن المتظاهرين أجمعوا على تقديمك إلى لرئيس الجمهورية مرشحاً لرئاسة الوزراء، هل تعتقد أنك قادر على مواجهة المليشيات التي تسيطر على القرار العراقي وتحاصر السلاح المنفلت؟ 

- نعم، بكل تأكيد، عبر العقل، ومن خلاله، نتمكن من معالجة كل مشاكل العراق، وحتى في هذه المرحلة الصعبة. والجهات المسلحة في العراق لا يمكن مواجهتها بالسلاح إنما بالعقل، وتطبيق القانون على الجميع من دون استثناءات، من أجل بناء دولة مؤسسات تصل إلى مصاف الدول المتقدمة.

- يعني أنك تمتلك برنامجاً حكومياً جاهزاً؟

- إذا تم ترشيحي من قبل الشعب وتقديمي إلى رئيس الجمهورية بشكل رسمي، فسيتم الإعلان عن برنامج حكومي، ونكون ملزمين به أمام العراقيين، وعلى مجلس النواب أن يمتثل لأمر الشعب، والإرادة الجماهيرية، وعدم استمرار الخضوع والخنوع لرؤساء الكتل والأحزاب.

والخطوات التي سأتبناها لن تكون سهلة، ولكنها ستعالج كثيرا من الأزمات خلال فترة قصيرة، عبر فريق عمل قوي، ووزراء يختارهم الشعب وفقاً لنزاهتهم، وليس عن طريقة المحاصصة.

- تعرف أن رئيس الوزراء في العراق لا يتم اختياره إلا بوجود توافق إيراني أميركي عليه، وأنت بلا تجارب سياسية. هل تعتقد أنك شخصية مُرضية للمحاور الخارجية اللاعبة في العراق؟ 

- إيران وأميركا والسعودية، وغيرها، عليها جميعاً احترام القرار العراقي والسيادة العراقية، وأن يتم التعاون المشترك على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة، وليس بطريقة فرض السياسات والتأثيرات على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري. 

المتظاهرون تمكنوا خلال الأشهر الماضية من إظهار وجه العراق الذي طمرته التدخلات الخارجية، ونحتاج في المرحلة المقبلة لتأمين سيادة العراق.


- أخيراً، ومن وجهة نظر متظاهر ومراقب. هل سينجح علاوي في تشكيل حكومة تتناسب مع طموح المتظاهرين؟ 

الركابي: أظن أنه سيفشل، لأنه يعاني حالياً من ضغوط حزبية كبيرة في سبيل تمشية مصالح الكيانات السياسية، وهذا ما كنا نتوقعه، إذ طالما اختارته الأحزاب فإنها ستطالبه بالحصص والمناصب والمشاريع والأموال، ولكنه إذا صارح الشعب بما يدور في مكتبه وطلب الدعم من المتظاهرين، فسيكون أقوى، ويشكل حكومته بطريقة جيدة، وعلى الأحزاب أن تدرك أن الوضع الحالي لا يحتمل تدخلاتها، أياً كان الرئيس.

المساهمون