رئيس مجلس السيادة السوداني يلتقي نتنياهو في أوغندا

البرهان يلتقي نتنياهو في أوغندا: اتفاق على بدء تطبيع السودان مع الاحتلال

03 فبراير 2020
الاجتماع بعد أيام من إعلان "صفقة القرن" (فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤول إسرائيلي كبير، اليوم الاثنين، إن إسرائيل والسودان اتفقا على "بدء تطبيع العلاقات"، وذلك بعد لقاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، خلال زيارة لأوغندا.

وأضاف المسؤول في بيان: "يعتقد نتنياهو أن السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي.. عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، يرغب في مساعدة بلده على المضي قدما في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

وبحسب بيان لمكتب رئيس حكومة الاحتلال، التقى نتنياهو البرهان في مدينة عنتيبي.

وكان رئيس حكومة الاحتلال قد أعلن، منذ يناير/ كانون الثاني العام الماضي، خلال زيارته لتشاد ولقائه برئيسها، عن اتصالات مع السودان من أجل إقامة علاقات بين الطرفين، وألمح إلى احتمال قبول السودان السماح للرحلات الجوية الإسرائيلية المتوجهة إلى دول أميركا اللاتينية بالمرور من فوق أجوائه.

وفي سياق متصل، قالت مصادر سياسية إسرائيلية لموقع "هآرتس"، مساء اليوم، إن نتنياهو يعتزم أيضا، في حال تم ترسيخ تعاون مع السودان، البدء بـ"إجراءات لإعادة نحو 7000 لاجئ سوداني يعيشون في إسرائيل" إلى بلادهم. 

وقالت "هآرتس"، نقلا عن مصادر مقربة من نتنياهو، إن الأخير كان قد توسط لدى الإدارة الأميركية ووزير الخارجية مايك بومبيو لدعوة رئيس مجلس السيادة السوداني لزيارة الولايات المتحدة.  

ويعتبر اللقاء تغييرا كبيرا في العلاقات بين البلدين، اللذين هما نظرياً في حالة حرب. لكن التطبيع الكامل للعلاقات بينهما يعني أن السودان سيصبح ثالث دولة عربية تعترف علنيا بالاحتلال. ولم يرد تأكيد فوري من السودان. 

ومجلس السيادة السوداني هيئة انتقالية من المسؤولين العسكريين والمدنيين برئاسة الفريق البرهان. وتشكل المجلس كجزء من اتفاق لتقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير العام الماضي.  والمجلس مكلفٌ بالإشراف على انتقال البلاد الى الحكم المدني.

ومهّدت تصريحات سابقة لوزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله، في سبتمبر/ أيلول الماضي، لإمكانية تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت أسماء محمد عبد الله، في حوار تلفزيوني مع قناة "الجزيرة" بشأن فرص وإمكانية إقامة بلادها علاقات مع إسرائيل، إن "الوقت غير مناسب للحديث عن التطبيع مع إسرائيل، لأن السودان ليس بحاجة إلى مشاكل جديدة". كما قالت في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه "ليس هناك شيء ثابت في السياسة، ولكن قد تتغير السياسة وقد يقيم السودان علاقات مع إسرائيل، لكن هذا الوقت ليس هو المناسب". وأضافت: "لن نتخذ قرار التطبيع مع إسرائيل قريباً، آخذين بالاعتبار مشاعر الشعب السوداني ونظرته في حال حدث تواصل".


ويأتي لقاء نتنياهو والبرهان بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".

وقبيل توجهه، صباح اليوم، إلى أوغندا، قال نتنياهو إنه يأمل بأن يحمل معه في طريق العودة "بشائر جيدة"، فيما أشارت مصادر إلى أنه يسعى للحصول على إعلان من أوغندا ودول أخرى بشأن فتح سفارات لها في القدس المحتلة. واستذكر نتنياهو أنّ زيارته هذه هي الخامسة من نوعها إلى القارة، في السنوات الثلاث الأخيرة.

إلى ذلك، قال الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني، خلال زيارة نتنياهو لأوغندا الحليفة لدولة الاحتلال منذ فترة طويلة، إن كمبالا تدرس إمكانية فتح سفارة لها في القدس (المحتلة). وأكد موسيفيني: "إذا قال صديق إنني أريد سفارتكم هنا وليس هناك فلا أرى سببا في عدم القيام بذلك". واستدرك قائلا "إننا نعمل بشكل حقيقي، وندرس ذلك".

وقال رئيس حكومة الاحتلال: "عندما تفتحون سفارة في القدس سنفتح سفارة في كمبالا.. نأمل فعل ذلك في المستقبل القريب".

وعلى الرغم من أن موسيفيني حليف للاحتلال الإسرائيلي منذ فترة طويلة، وتقوم إسرائيل بتدريب بعض عناصر قوات الأمن الأوغندية، إلا أن كلا من البلدين ليس له سفارة لدى البلد الآخر. وتتولى حاليا سفارة إسرائيل في نيروبي شؤون العلاقات مع أوغندا. 

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فيما نصّت الخطة المزعومة التي طرحها ترامب، الأسبوع الماضي، على عاصمة فلسطينية خارج حدود القدس، وهو الطرح الذي رفضته القيادات الفلسطينية.