داخلية "الوفاق" لـ"العربي الجديد": قوات حفتر تكافح للبقاء بمواقعها

داخلية "الوفاق" لـ"العربي الجديد": قوات حفتر الغازية تكافح للبقاء بمواقعها في طرابلس

طرابلس

عبد الله الشريف

avata
عبد الله الشريف
10 ابريل 2019
+ الخط -
تحوّلت مناطق جنوب طرابلس، منذ مساء الثلاثاء، إلى ساحات كر وفر بين قوات عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة "الوفاق"، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، التي حاولت تكثيف نيرانها بهدف التقدم واسترداد المناطق التي خسرتها أخيراً.

وأكد وزير الداخلية بحكومة "الوفاق" فتحي باشاغا، في تصريح لــ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ "القوات الغازية (قوات حفتر) حاولت اختراق عدد من أحياء جنوب طرابلس، مساء الثلاثاء، لكنّها فشلت وتراجعت لمواقعها السابقة"، مشيراً إلى أنّ خلايا هذه القوات الموجودة داخل العاصمة "تكافح من أجل البقاء في مواقعها في عين زارة ووادي الربيع".

وقال إنّ "قوات الحكومة على كامل الاستعداد للدفاع عن العاصمة"، مطمئناً في الوقت عينه إلى أنّ الوضع الأمني يستتب في طرابلس، وأجهزة الأمن رفعت حالة الطوارئ إلى أعلى مستوى، وتراقب كل شاردة وواردة".

وأعلن حفتر، الخميس، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، قبل أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، بين 14 و16 إبريل/نيسان الجاري، تحت رعاية الأمم المتحدة، بهدف حل الأزمة الليبية وإطلاق العملية السياسية.

في المقابل، أعربت حكومة "الوفاق" في طرابلس المعترف بها دولياً، عن استعدادها لصد أي تهديد، وأعلنت، الأحد، إطلاق عملية "بركان الغضب"، لوقف أي اعتداء.

وأوضح باشاغا أنّه "لم يحدث أي خرق داخل العاصمة، فيما القوات تصد أي هجوم"، مؤكداً أنّ "حكومة الوفاق أمرت بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة، حرصاً على أرواح المواطنين وممتلكاتهم".

وعن الخطوات المقبلة للحكومة، قال إنّ "التقدير لدى الجهات العسكرية، لكن المؤكد أنّ خطط قوات الحكومة تشهد استعداداً لردّ القوات الغازية إلى مواقعها التي انطلقت منها".

وعن تأثيرات التصعيد العسكري على المسار السياسي، قال "لا تفاوض ولا حوار قبل أن ترجع القوات إلى قواعدها وتهدأ الحرب، وستكون هناك شروط جديدة، لتفرض على قادة القوات الغازية التقيّد بنتائج أي حوار سياسي".

وعن أسرى قوات حفتر، قال باشاغا إنّ "الإجراءات القانونية بحقهم قائمة الآن، وسيتم إطلاق سراحهم بعد إبلاغ الجهات العدلية والحقوقية الدولية بمدى جريمة الحرب التي اقترفتها القوات الغازية بحق أبنائنا"، كاشفاً أنّ "من بين الأسرى عدداً من الأطفال الذين تستخدمهم قوات حفتر في القتال".

وكانت قوات حكومة "الوفاق" قد أعلنت عن أسر سرية كاملة من قوات حفتر، قوامها 130 مقاتلاً في منطقة ورشفانة، جنوب غربي طرابلس، الخميس الماضي. وتم تداول صور نشرتها بعض كتائب قوات حكومة الوفاق على منصات التواصل الاجتماعي، مساء الثلاثاء، تظهر أطفالاً تم أسرهم من صفوف قوات حفتر. كما تم تداول صور الطفل فرج بن دردف، الذي قتل، الإثنين، وهو يقاتل في صفوف حفتر.


وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الثلاثاء، إنّ "حوالي نصف مليون طفل يتعرضون للخطر المباشر، بسبب اشتداد القتال في العاصمة الليبية طرابلس". وأفادت منظمة الصحة العالمية، نقلاً عن منشآت صحية في طرابلس، الثلاثاء، بسقوط 47 قتيلاً و181 جريحاً، خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأعلن مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ليبيا، الثلاثاء، نقل أكثر من 150 لاجئاً من مركز احتجاز عين زارة، جنوبي العاصمة، إلى مرفق التجمع والمغادرة بالمفوضية في طرابلس، بسبب الاشتباكات الراهنة.


وبينما أكدت قوات حفتر تمكّنها من استرداد منطقة العزيزية، جنوبي العاصمة، والتي كانت قد فقدتها قبل يومين، قال محمد قنونو، المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة للحكومة، إنّ "المنطقة تحت سيطرة قوات الحكومة في الأغلب"، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ هذه المنطقة "تتعرّض لهجوم بين الفينة والأخرى، ما يجعلها منطقة كر وفر بين القوتين".

وأضاف قنونو، لــ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، أنّ "مناطق طريق المطار ووادي الربيع وقصر بن غشير والساعدية، هي في الأغلب تحت سيطرة قواتنا، لكن القوات المعادية تشنّ هجومات أحياناً في محاولة لإضعافنا".

وحذر من أنّ "التعزيزات العسكرية التي تتطلبها المعركة المقبلة شارفت على الانتهاء، وسيتم قريباً التقدّم أكثر وإبعاد شبح الحرب عن العاصمة"، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" فايز السراج، قد أكد، في لقاء مع عمداء البلديات الغربية، مساء الثلاثاء، على استمرار "عملية بركان الغضب حتى تحقق نتائجها والعودة لمسار الحوار لبناء الدولة المدنية".

وبدوره، أعرب رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، عن استعداد المجلس "لدعم أي مصالحة حقيقية لوقف أعمال العنف في العاصمة طرابلس".

وقال، في كلمة مع تنسيقية الدولة المدنية بالمنطقة الغربية، مساء الثلاثاء: "مستعدون لأن نغلق صفحة الماضي، ونفتح صفحة جديدة، ونتكفل بالدعم اللوجيستي لمصالحة حقيقية مشروعها إنقاذ ليبيا".

ورغم انتقاده لحفتر بالقول إنّه "يتلقّى دعماً خارجياً غير محدود لشق الوحدة الليبية، ويزج بأطفال من أبنائنا في أتون الحرب، إلا أننا مستعدون لمصالحة شاملة بين الليبين"، مشيراً إلى أنّ البلاد "كانت على مقربة من عقد مؤتمر للحوار لولا العمليات العسكرية الجارية".


وأمس الثلاثاء، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، في بيان، إنّه سيعمل على عقد الملتقى الوطني الجامع الذي كان من المقرر أن يبدأ يوم الأحد، وإنه سيفعل ذلك عندما تتوافر الظروف اللازمة لنجاحه، في ضوء الحرب التي أعلن عنها حفتر.

وعلى الرغم من أنّ بيان سلامة لم يقل صراحة إنّ المؤتمر تأجل، فمن غير المرجح على ما يبدو عقده في موعده، في ضوء المعركة الجارية بشأن طرابلس.

ذات صلة

الصورة
من أجواء المسيرة المنددة بالعدوان الإسرائيلي في مخيم شاتيلا ببيروت (العربي الجديد)

سياسة

شهد لبنان، اليوم الجمعة، فعاليات شعبية عدة تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.

المساهمون