قناصة النظام السوري يحرقون الجامع الأمويّ في حلب

التهمت النيران أجزاءً كبيرة من المسجد الأموي الكبير في حلب، ليل أمس الأربعاء، بعدما ظلّت مشتعلة فيه لأكثر من أربع ساعات، من دون أن يتجرّأ أحد على الاقتراب لإطفائها.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" أنّ قنّاصة تابعين للنظام استهدفوا برصاص حارق أجزاء المسجد المقابلة لأماكن تمركزها، ما أسفر عن احتراق مساحات كبيرة منه، فيما لم يتمكّن أحد من الاقتراب لإخماد الحريق، بسبب انتشار قنّاصة النظام في الأبنية العالية المحيطة.

بُني مسجد "بني أميّة الكبير" بأمر من الخليفة "الوليد بن عبد الملك" في عام 715 للميلاد، ليجهز بعد سنتين في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك، أما مئذنته فبُنيت في العهد السلجوقي، وبالتحديد في عهد السلطان "عماد الدين زنكي"، ليصبح المسجد أكبر وأحد أقدم المساجد في مدينة حلب.

يمتد المسجد الأموي على مساحة من الأرض طولها 105 أمتار، وعرضها 77.75 متر، غرب قلعة حلب الأثرية، في حي الجلوم في مدينة حلب القديمة التي أدرجت على قائمة مواقع التراث العالمي عام 1986، ويشبه إلى حد كبير المسجد الأموي في دمشق.

أُحرق المسجد الأموي في حلب ثلاث مرات، الأولى عندما احتل الإمبراطور البيزنطي "نيقفور فوكاس" حلب عام 1168، والثانية من قبل "صاحب سيس" أحد قادة هولاكو عام 1280، والثالثة برصاص قناصة النظام أمس.

يُذكر أنّ قوات النظام قصفت مسجد حلب الأموي لأول مرّة في نهاية عام 2012، فور التحاق حلب بركب الثورة السورية، كما دمّرت مئذنته بالمدفعية الثقيلة في تاريخ 24/4/2013.