عزمي بشارة يحاضر عن "الثابت والمتحول في الانتخابات الإسرائيلية"

عزمي بشارة يحاضر عن "الثابت والمتحول في الانتخابات الإسرائيلية"

04 ابريل 2019
استعرض بشارة تطور النظام الانتخابي بإسرائيل (معتصم الناصر/العربي الجديد)
+ الخط -
أكد المفكر العربي عزمي بشارة أن "الليكود" سيحقق الكتلة الأكبر في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي ستجرى يوم 9 إبريل/ نيسان الجاري، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات تتميز بوجود "حزبين فاشيين علنا"، واعتبر أن مقاطعة الانتخابات من قبل فلسطينيي الداخل "ليست خيارا، إلا إذا قدموا بديلاً نضاليا".

وألقى المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات محاضرة عامة اليوم الخميس، في مقر المركز بالدوحة، بعنوان "الانتخابات الإسرائيلية- الثابت والمتحول"، أوضح خلالها أن "ثمة طرفاً مهيمناً على القرار الفلسطيني منذ أوسلو، يعتقد أنه بالتأثير على الانتخابات الإسرائيلية سيغير من سياسات إسرائيل بما فيه مصلحة الفلسطينيين، وهذا غير صحيح، فليس ثمة ديناميكيات في إسرائيل تسمح بذلك".

وقدم بشارة عرضاً لتطور النظام الانتخابي في إسرائيل، موضحاً أن النظام الإسرائيلي كان حتى عام 1977 نظام الحزب الواحد، ثم أصبح نظام الحزبين، ولم يمكث كثيرا حتى تحول بسرعة إلى نظام المعسكرين، لافتا إلى أن "الفرق كبير بين النظامين الأخيرين، ففي الانتخابات يتصارع الحزبان على مركز الخارطة السياسية، أما في المعسكرين فيتصارعان على الهوامش وليس على المركز".

وأكد المفكر العربي ظهور نمو تدريجي لمعسكر اليمين، وقدّر أن يحقق في انتخابات الكنيست المقبلة 65 نائباً، لافتاً إلى أن الانتقالات الرئيسية تكون داخل المعسكر، وإذا حاز حزب الليكود على 31 أو حتى 34 عضواً يبقى للمعسكر اليميني 65 عضواً.

وأوضح بشارة أن هذه الانتخابات تميزت بوجود "حزبين فاشيين علنا"، أحدهما كان ممنوعا، ويتشكل من أتباع مئير كهانا، الذي يدعو لطرد العرب، والذي يضعون صورته في دعايتهم الانتخابية، وحزب آخر اسمه "هوية" يتوقع له 6 مقاعد لشخص يدعى موشيه فيغلين، قادما من الليكود، وهو فاشي، مشيرا إلى ظاهرة "التقبّل التدريجي للفاشية العلنية التي تدعو لطرد العرب".

وبشأن العرب في الداخل الفلسطيني، قدم بشارة بيانات إحصائية توضح أن 81% من سكان إسرائيل يهود، وأكثر من 51% يعتبرون أنفسهم متدينين، ويشكل العرب 19%، إلا أن أصحاب حق الاقتراع من العرب 15%، موضحا أن نسبة الولادة انخفضت عند العرب في الداخل لارتفاع مستويات التعليم والمعيشة والأوضاع الاقتصادية.


وشرح الفرق الكبير في نسبة اقتراع العرب بالانتخابات البرلمانية عنها في البلدية، مؤكدا أن "القضية ليست مقاطعة، لأن نسبة التصويت في انتخابات البلديات تصل إلى 99%"، مرجعا ذلك إلى "إيلاء هؤلاء القضية السياسية أقل من الخدمية، وشعورهم بقلة الأثر الذي يحدثه صوتهم الانتخابي". 

وأوضح المفكر العربي أن "العرب في الداخل مواطنون إسرائيليون، وليسوا كالفلسطينيين في الضفة وغزة، لأن الطريقة الوحيدة للإقامة هناك أن يكونوا مواطنين إسرائيليين، ولذلك المسألة مسألة بقاء، والمواطنة أعطيت لهم، وأعلنت إسرائيل ذلك، ومن بقي من العرب داخل حدود 1948 بلغ 149 ألف مواطن منحوا الجنسية الإسرائيلية، وعانوا كافة أنواع التمييز".

وبشأن انعكاس اتفاقية أوسلو على الأوضاع، أبان بشارة أن "مع "أوسلو" جاء السلام مع إسرائيل وانتقلت السلطة للعيش في الداخل لتحكم الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن بقية الفلسطينيين ما مصيرهم؟ ما أدى لنشوب أزمة ليس على مستوى فلسطينيي الداخل فحسب، وإنما في الشتات في لبنان وسورية، وغيرهما". 

وذهب بشارة إلى أن اتفاقية أوسلو جعلت "التأسرل" شرعياً، لأن "عرب 48" حافظوا على الوجود الفلسطيني في فلسطين، ولكن "إذا "تأسرلو" لا يعود هذا الوجود فلسطينيا، فتذوب الهوية العربية والفلسطينية".


   

وعرض بشارة بعض الحقائق حول الاقتصاد الإسرائيلي، وذكر أن حجم الصادرات من السلع والخدمات من إسرائيل إلى العالم تجاوز 100 مليار دولار عام 2017، بزيادة قدرها 5% مقارنة مع عام 2016، وبلغ الناتج المحلي للفرد 6171 دولارا عام 1985، ليرتفع إلى 40146 دولارا عام 2017، بينما كان معدل التضخم 470% عام 1985، وانخفض بشكل كبير إلى 0.3 % في عام 2017.