بلير مستشاراً للسيسي بتمويل إماراتي

بلير مستشاراً للسيسي بتمويل إماراتي

02 يوليو 2014
بلير خلال مشاركته بأحد المؤتمرات في السعودية (فرانس برس/getty)
+ الخط -

لم تعد الأنباء عن أن رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، هو وسيط تجاري لدى دولة الإمارات، مجرد أخبار صحفية يمكن لأحد أن ينفيها؛ فالرجل، المكروه داخلياً، والخادم الوفي لإسرائيل، وأحد المسؤولين عن الكارثة العراقية الناتجة، في أحد وجوهها من الاحتلال البريطاني ــ الأميركي لبلاد الرافدين، بات مستشاراً للاصلاح الاقتصادي لدى الرئيس المصري الجديد، عبد الفتاح السيسي، من ضمن برنامج تموله الإمارات، بحسب معلومات نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء.

وكشفت الصحيفة أن بلير، الداعم للانقلاب الذي نفذه السيسي في مصر، قبل عام من اليوم، بات مستشاراً للرئيس المصري، بموجب البرنامج الاماراتي لجذب الاستثمارات إلى مصر، عن طريق شركة الاستشارات العالمية "بووز أند كو"، التي بات اسمها اليوم "ستراتيجي آند"، وتشكل جزءاً من شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز". ونقلت الصحيفة البريطانية عن أحد المقربين من بلير تأكيده أن موافقة الأخير على شغل الوظيفة الجديدة إلى جانب نظام السيسي "المسؤول عن قتل 2500 شخص وسجن 20 ألفاً"، قد "تسبب ضرراً هائلاً له ولنا جميعاً وعلى حزب العمال" الذي كان يرأسه.

وحاول متحدث باسم بلير أن يضفي طابعاً طهرانياً على قبوله بالمنصب، مشيراً إلى الرجل "لن يستفيد مادياً من المنصب ولن يحصّل أرباحاً منه". وجزم المتحدث بأن "كل ما سيفعله بلير هو تقديم النصح وعقد الاجتماعات لأنه يؤمن بأنه يجدر دعم النظام المصري بأي طريقة ممكنة، لكن من دون أن يكون جزءاً من فريق عمل". ورداً على سؤال لـ"الغارديان" حول الفائدة التي قد تجنيها الشركات الاستثمارية في مصر أو الخليج، التي يرتبط بلير بها، من خلال وظيفته الجديدة، قال متحدث باسم السياسي البريطاني "لا نبحث عن أي فرص استثمارية في مصر".

وأشار سياسي مقرب سابق من بلير، إلى أن "بلير أصبح صاحب نفوذ كبير عند السيسي، وهو يعمل على برنامجه الاقتصادي التي تموله الامارات، وبالنسبة لبلير، يجسد منصبه الجديد كمستشار اقتصادي فرصة مزدوجة له: المساهمة في المعركة الوجودية ضد الاسلام السياسي، وتحقيق فرص تجارية كبيرة، على نسق الحملة التي قادها لإقناع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش" لغزو العراق.

وتابع السياسي نفسه لـ"الغارديان" أن بلير "هو نموذج لرجل الأعمال المربحة، لكنه لا يجدر أن يؤدي هذا الدور، لأنه بذلك، يضع نفسه إلى جانب نظام يسجن الصحافيين، وبلير يحفر لنفسه وللعاملين معه حفرة عميقة جداً".

ووفق الصحيفة البريطانية، ليس بلير وحده من يعمل لمصلحة السيسي والاماراتيين، إذ إن أليستر كامبل، المستشار الاعلامي السابق لبلير، الذي استقال عام 2003 على خلفية فضيحة تلفيق حجج غزو العراق، يشغل بدوره حالياً منصب مستشار السيسي وحكومته في مجال تجميل صورتهما، إلى جانب دارن مورفي، الذي سبق له أن عمل أيضاً في مكتب بلير أيام كان رئيساً للحكومة البريطانية.

وبحسب مراقبين، فإنّ المشروع الاماراتي المذكور، يشكل ما يشبه "حكومة الظل" الحقيقية في مصر. وتذكر "الغارديان"، أن هذا النوع من الأدوار  الاستشارية التي يؤديها بلير حالياً لمصلحة السيسي، ليس غريباً على الرجل، "إذ سبق له أن شغل، منذ العام 2007، هكذا أدوار لمصلحة شركات وأنظمة قمعية وديكتاتورية مثل كازاخستان والامارات وكولومبيا ..". وتوضح الصحيفة أن "انخراطه إلى جانب الديكتاتورية المصرية اليوم يبدو الأكثر إثارة للسجال، لأن نظام السيسي أزاح حكومة وصلت إلى الحكم ديموقراطياً، وتسبب بإراقة دماء كثيرة، ونظراً للدور المركزي لمصر في الشرق الأوسط ودوره في اللجنة الرباعية للسلام منذ العام 2007".

وفي السياق، تعيد "الغارديان" التذكير بالأدوار التي يؤديها بلير كمستشار لدى العائلة الحاكمة في الامارات، وكوسيط تجاري لهذه الدولة، وتشير إلى مواقفه المؤيدة للقضاء على "الاخوان المسلمين" في مصر على اعتبار أنهم "أعداء للغرب"، ووصفه الإطاحة بمحمد مرسي على أنه "إنقاذ ضروري للأمة"، وتلفت إلى كذبه في حرب العراق واحتلاله، وإلى صفقاته السياسية ــ التجارية مع السعودية والامارات وتحقيقه أرباحاً يتهرب من دفع ضريبة عليها، تبلغ حوالي 20 مليون جنيه استرليني في السنة الواحدة.