حيرة إسرائيلية في التعاطي مع تطورات الجولان السوري

حيرة إسرائيلية في التعاطي مع تطورات الجولان السوري

13 فبراير 2015
الاحتلال يراقب التطورات في الجانب السوري (فرانس برس)
+ الخط -

يسود نوع من البلبلة في التقديرات الإسرائيلية لقراءة ما يحدث في الجانب السوري من الجولان، خصوصاً بعد عملية 18 يناير/كانون الثاني التي قام بها الجيش الإسرائيلي في القنيطرة لمواجهة الانتشار المكثف لحزب الله وبرعاية إيرانية ووجود إيراني، في تلك المنطقة.

وفيما تقول بعض الجهات الإسرائيلية، إن نجاحات "حزب الله" ضد قوات "جبهة النصرة" تدعو إسرائيل إلى القلق، تنقل وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عن مصادر إسرائيلية قولها، إن المؤسسة العسكرية في تل أبيب تأمل أن ينجح نظام الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على هضبة الجولان.

وجهة النظر الأولى نقلها المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوسي يهوشواع، عن مصادر في وزارة الأمن الإسرائيلية، تخوّفها من أن يكون التواجد المكثّف لـ"حزب الله" في الجانب السوري من الجولان بدعم ورعاية إيرانية، مقدّمة لتمكين الحزب من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل عبر فتح جبهة من تلك المنطقة.

ونقل يهوشواع عن المصادر الإسرائيلية أن "حزب الله" سيكون خصماً صعب المراس للجيش الإسرائيلي، وذلك أيضاً، بفضل القدرات التي طوّرها خلال القتال في سورية ووسائل القتال الحديثة والمتطورة التي حاز عليها.

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إلى أن الوجود الإيراني ووجود "حزب الله" على الجبهة السورية يهدف إلى تحقيق هدفين، الأول حماية نظام الأسد، والثاني فرض تحدٍ جديد على إسرائيل عبر فتح جبهة إضافية للمقاومة تكون متحررة من الضغوط والاعتبارات اللبنانية الداخلية لـ"حزب الله" رداً على الاعتداءات الإسرائيلية.

في مقابل هذه القراءة، نقلت صحيفة "ميكور ريشون" عن مصدر عسكري إسرائيلي بارز قوله، إن المؤسسة العسكرية في تل أبيب تأمل أن ينجح نظام الأسد في استعادة السيطرة على هضبة الجولان، عقب المعارك الدائرة حالياً.

وفي تقرير نشرته، في عددها الصادر أمس الخميس، وأعدّه معلّقها، يائير كراوس، أوضحت الصحيفة اليمينية المقربة من دوائر صنع القرار في تل أبيب، أن قادة الجيش الإسرائيلي يتابعون عن كثب القتال الدائر، ويدركون حجم مشاركة "حزب الله" والإيرانيين إلى جانب قوات الأسد.

وأضاف كراوس أن المصدر العسكري الرفيع أبلغه أن الجيش الإسرائيلي معني بتوفير كل الظروف التي تسمح بتمكين نظام الأسد من استعادة السيطرة على جميع المناطق التي تقع جنوب سورية، مشيراً إلى أن "الجيش الإسرائيلي سيتفهّم سقوط بعض القذائف على الجانب الإسرائيلي في القتال الدائر".

وشدد المصدر على أن قوات الأسد و"حزب الله" والإيرانيين معنيون بشكل أساس بدحر عناصر "النصرة"، التي نجحت في تدشين مراكز تدريب في المنطقة.

وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة "هارتس"، في عددها الصادر أمس الخميس عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها، إن تقدّم قوات النظام السوري و"حزب الله" في جنوب سورية يواجه صعوبات كبيرة.

وفي تقرير أعدّه المعلقان، عاموس هرئيل وجاكي خوري، أشارت الصحيفة إلى أن الصعوبات التي تواجه قوات النظام السوري تتمثّل في تدني الروح القتالية لجنود النظام وقدرات الجيش السوري الذي يحارب قوات المعارضة منذ أربع سنوات، ويتحمل خسائر كبيرة، ويعاني من نقص في الوسائل القتالية والجنود.

ولفتت الصحيفة إلى أن هدف الهجوم الكبير الذي يشنّه النظام السوري، هو تأمين العاصمة دمشق ومنع استهدافها من الجنوب، مشيرة إلى تعاظم الهجمات التي تشن على العاصمة من هذه المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن قائد قوات "القدس" الجنرال قاسم سليماني، وهو رأس الحربة في الحرس الثوري الإيراني، يتواجد حالياً على رأس طاقم من المستشارين العسكريين الإيرانيين في المنطقة. واستدركت الصحيفة أن المرحلة الأساسية للهجوم التي خطط لها سليماني لم تبدأ بعد، مشيرة إلى أن هذه المرحلة ستتسم باستخدام مكثف للطائرات المروحية والطائرات القتالية الموجودة في حوزة النظام السوري.

يُذكر بأن نخباً إسرائيلية مهمة حذّرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من خطورة التورط في "المستنقع السوري"، مطالبة بالبقاء على الحياد.

وفي مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" أخيراً، قال المستشرق الإسرائيلي البارز، جاي باخور، إن إسرائيل يمكن أن تجد نفسها في ورطة تشبه إلى حد كبير "غرقها في الوحل اللبناني" عندما تدخلت لصالح أحد الأطراف اللبنانية.

وأعاد باخور للأذهان حقيقة أن الحرب اللبنانية أفضت إلى "ضياع جيل إسرائيلي بأكمله". وحذر من أن عناصر التنظيمات الجهادية الذين يقاتلون نظام الأسد يتطلعون لليوم الذي يتمكنون فيه من إسقاط النظام من أجل تحويل سورية إلى نقطة انطلاق ضد إسرائيل.

وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت في عددها الصادر، الاثنين الماضي، أن إسرائيل أرسلت طائرات من دون طيار إلى الأردن لمساعدته في تأمين حدوده مع سورية والحيلولة من دون اختراقها، مشددة على أن الحرب التي يشنّها نظام الحكم في الأردن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تُعزز من تحالفه مع إسرائيل.

وعدّت الصحيفة قرار الملك الأردني، عبدالله الثاني، إعادة السفير الأردني في تل أبيب، بأنه يمثّل مؤشراً على حاجته لتعزيز التحالف مع إسرائيل في ظل هذه الظروف تحديداً.

وأكدت الصحيفة، أن كلاً من نظام، الملك عبدالله، ونظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، باتا يريان في إسرائيل "ملجأ استراتيجياً" في ظل حالة عدم الاستقرار التي تسود المنطقة، مما أغراهما بتعزيز تحالفهما مع تل أبيب.