4 سنوات على 20 فبراير المغربي: خفوت بعد حماسة

4 سنوات على 20 فبراير المغربي: خفوت بعد حماسة

الرباط

حسن الأشرف

avata
حسن الأشرف
20 فبراير 2015
+ الخط -
تحلّ، اليوم الجمعة، الذكرى الرابعة على انطلاقة حركة "20 فبراير" في المغرب، التي استلهمت أنفاس الحراك السياسي والاجتماعي، الذي شهدته عدد من دول المنطقة العربية. وبعد مرور أربع سنوات على انطلاقة الحركة الاحتجاجية، التي طالبت بمحاربة الفساد والاستبداد وإقامة نظام ملكي برلماني، عاد شباب الحركة لتقييم مسار الحراك، وما حققه من مكتسبات سياسية، مع دراسة أسباب العجز عن بلورته في سياق محلي مختلف عن دول الحراك العربي.

وكانت حركة "20 فبراير" قد انطلقت بقوة وزخم شديدين في العام 2011، بعد خروج آلاف المحتجين من مختلف الفئات، للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية جذرية، شاركت فيها أطياف سياسية وفئات إيديولوجيات مختلفة، في توليفة جمعت تيارات إسلامية ويسارية.

لاحقاً، خفّت دينامية ومطالب الحركة، التي جاءت لتمثل الربيع العربي بنسخته المغربية، واعتراها فتور ملحوظ، خصوصاً بعد انسحاب جماعة "العدل والإحسان"، التي كانت تشكل الثقل الأكبر داخل الحركة إلى جانب اليساريين، ما خفف بشكل مؤثر من حجم التظاهرات الاحتجاجية للحركة.

ويُحسب لحركة "20 فبراير" المغربية، أنها كانت سبباً في خروج آلاف المغاربة كل يوم، للمطالبة بالإصلاحات السياسية، ما أفضى إلى تجاوب المؤسسة الملكية بالدعوة سريعاً إلى صياغة دستور جديد، منح صلاحيات واسعة للحكومة، وتُوّج بانتخابات مبكرة، جاءت بإسلاميي "العدالة والتنمية" إلى رئاسة الحكومة للمرة الأولى في تاريخ المملكة.

وارتأى شباب الحركة، في هذه المناسبة، تدوين آرائهم التي تقيّم مسار الحركة منذ توهجها إلى خفوت ديناميتها، في كتاب صغير، بهدف "حفظ الذاكرة الجماعية للمغاربة، وإحياء ذكرى حراك صنع التاريخ الحديث لشعبنا".

إقرأ أيضاً: حركة 20 فبراير المغربية في الربيع العربي..في ذكراها الرابعة

ووسم شباب الحركة الكُتيب بعنوان "4 سنوات بعد انطلاق الحراك: مسارات ومآلات"، اعتبروا من خلاله أن "حركة 20 فبراير تُعدّ رصيداً نضالياً ورمزياً يجب أن يتملكه الشعب المغربي بأكمله. كما أن الحركة تُشكّل نقطة مضيئة من أجل التحرّر والديمقراطية ومحاربة الاستبداد، لتفادي أزمة تدبير السلطات للشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي".

واعتبر شباب الحركة أن "حركة 20 فبراير جاءت كإفراز طبيعي لنضال الشعب المغربي من أجل الحرية، وضد الفساد والاستبداد، وفي واقع موضوعي إقليمي شهد تصاعد الحركات الثورية في العالم العربي، خلافاً لما كان عليه الحال في بعض دول الربيع العربي، التي كانت انطلاقته تهدف إلى رفع مطالب اجتماعية".

وكتبت إحدى الناشطات في الحركة، سهام حوري، أن "المكتسب الأهم الذي أتت به حركة 20 فبراير، يكمن في إزالة الهالة عن الاحتجاج السلمي، وإذكاء روح المواطنة الإيجابية الراغبة في التغيير، وكذلك قدرة الرأي العام على التأثير في السلطة ومراكز القرار".

كما ذكرت الناشطة وداد ملحاف، في مقال لها في الكتاب أن "تراجع حركة 20 فبراير يعود لثلاثة أسباب رئيسية: نجاح الدولة في الالتفاف على مطالب الحركة من خلال الدستور والانتخابات، ونجاح حزب العدالة والتنمية، ثم تحوّل الثورات في دول بالمنطقة إلى حروب دموية".

وفي قراءة لمسار حركة "20 فبراير"، قال الباحث في العلوم السياسية، عبد الرحيم العلام، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "20 فبراير لم تكن مجرد حركة اجتماعية لديها هياكل وفروع في مختلف ربوع المغرب، وإنما كانت ولا تزال، دينامية اجتماعية وثقافية وسياسية".

وأوضح العلام بأن "ما حدث يوم 20 فبراير لم يأت من فراغ، أو من دون مقدمات تاريخية وإقليمية، وإنما هي حركة لها جذور في التاريخ المغربي، في المضمون والمطالب، وهي دينامية ذات علاقة تفاعلية مع الواقع السياسي الإقليمي والعالمي".

وتابع أن "هذه الفكرة خرجت من رحم مطالب الحركة الوطنية، المرتكزة أساساً على مطلب الدستور الديمقراطي شكلاً ومضموناً، كما أنها حركة معاصرة متفاعلة مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، وهي دينامية لم تنجُ من واقع التأثير والتأثُّر الإقليميين".

وأشار إلى أن "ما قامت به 20 فبراير هو إزالة الغطاء الخارجي عن المطالب الداخلية، وتمكنها من كسر حاجز الخوف، الذي سخرت لتكريسه جميع أدوات الدولة الإيديولوجية، من مدرسة وإعلام ومسجد وأسرة". وأفاد المتحدث بأنه "بعد انقشاع السحابة، وعلى الرغم من الترهّل الذي عرفته حركة 20 فبراير، نتيجة مجموعة من العوامل المحلية والخارجية، فإن دينامية قطاعات واسعة من الشعب المغربي الممتدة من أكثر من نصف قرن، لا تزال مستمرة وفاعلة ولا يمكن الحكم عليها بالموت".

وشدد العلام على أن "ما حدث يوم 20 فبراير 2011 لم يكن المحطة النهائية لمطالب محاربة الفساد، والقطع مع مجموعة من السلوكيات الاستبدادية، فالذين يعرفون تاريخ الحركات الاجتماعية ومآلاتها، يدركون أن حركة 20 فبراير المغربية محكومة بالزمن والظروف".

واستطرد موضحاً "كان متوقعاً ألا تستمر حركة 20 فبراير في أوجّها، كونها محطة من المحطات الممتدة عبر التاريخ التي ترغب في تحقيق التقدم، لأن تاريخاً من الفساد والاستبداد، لا يمكن أن يُقضى عليه بالضربة القاضية دفعة واحدة".

وخلص العلام إلى تأكيد أن "التاريخ علّمنا بأن كل ما يحدث يزرع بذور لما هو أفضل منها"، مبرزاً أن "حركة 20 فبراير انطبقت عليها الدورة الخلدونية، لكن الفكرة التي انطلقت في 20 فبراير للنضال من أجلها لا زالت حية في وجدان الكثيرين ما دامت ظروفها قائمة".

ذات صلة

الصورة
يشارك أطفال المغرب في كل فعاليات دعم غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يلقي ما يعيشه قطاع غزة من مآسٍ إنسانية من جراء قتل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأطفال الفلسطينيين، بظلاله على كافة مناحي الحياة في المغرب.
الصورة
آلاف المغاربة يطالبون بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الإتصال الإسرائيلي بالرباط (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في قلب العاصمة الرباط، تنديداً بـ"محرقة غزة"، وللمطالبة بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

أطلقت شخصيات مغربية رفيعة عريضة، تطالب الدولة بإلغاء كل اتفاقيات تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي تواصل استهداف القدس والمسجد الأقصى، وتمعن في ارتكاب جرائم حرب بالجملة ضد الإنسانية.
الصورة
رفض للمجازر الإسرائيلية بحق غزة (أبو آدم محمد/ الأناضول)

مجتمع

منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هتف المغرب نصرة للفلسطينيين وأهل غزة، وخصوصاً المشجعين الرياضيين "الألتراس"

المساهمون