تفجير معسكر "الحشد": إلغاء تصاريح الطيران لترجيحات بقصف جوي

تفجير معسكر لـ"الحشد الشعبي": العراق يلغي تصاريح الطيران إثر ترجيحات بقصف جوي

15 اغسطس 2019
حصرت الحكومة منح تصاريح الطيران بموافقتها أومن تخولها(فرانس برس)
+ الخط -
بعد نحو 48 ساعة على التفجير الذي ضرب معسكراً يتبع مليشيا عراقية على صلة بـ"الحرس الثوري الإيراني"، يقع جنوبي العاصمة بغداد، قالت قيادة العمليات العراقية المشتركة إن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قرر إلغاء جميع تصاريح الطيران في الأجواء العراقية والخاصة بالطيران الأجنبي، وسط ترجيحات بأن التفجير قد يكون ناجماً عن قصف جوي.

بيان قيادة العمليات العراقية المشتركة الصادر عصر اليوم الخميس، عقب اجتماع حضره رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، الذي لم يفصّل ما إذا كان المقصود من إلغاء التصاريح يشمل مقاتلات التحالف الدولي ضد "داعش" أم غيرها، أوضح بأن رئيس الوزراء وبصفته القائد العام للقوات المسلحة، ألغى كافة موافقات الطيران السابقة العراقية وغير العراقية سواء كانت متعلقة بالاستطلاع، أو الاستطلاع المسلح، والطائرات المقاتلة والمروحية والمسيّرة بجميع أنواعها، مؤكداً أن عبد المهدي حصر منح تصاريح الطيران بموافقته أو من يخوله بشكل أصولي.

كما وجّه رئيس الحكومة العراقية، بحسب البيان ذاته بإجراء تحقيق شامل بحادثة عين الصقر، موضحاً في الوقت ذاته أن "وجود المعسكرات ومخازن السلاح دون الحصول على موافقات يعدّ أمراً غير نظامي، وسيتم التعامل معه وفقاً للقانون والنظام"، معتبراً أن "أي حركة للطيران بخلاف ذلك سيتم التعامل معها على أنها طائرات معادية من قبل الدفاعات الجوية بشكل فوري".

وبيّنت قيادة العمليات المشتركة، أن عبد المهدي أوعز باستكمال الخطط اللازمة لنقل المخازن والمعسكرات التابعة للجيش والشرطة و"الحشد" وغيرها خارج المدن، على أن تكتمل الإجراءات المتعلقة بذلك قبل نهاية الشهر الحالي، موجهاً بالمباشرة بتعويض المتضررين من التفجير.

وعلى ضوء ذلك، قال خبراء بالشأن العراقي إن البيان بحاجة إلى توضيح وتفصيل بشأن إلغاء تصاريح وموافقات الطيران في أجوائه، "فالعراق منح ترخيصاً مفتوحاً للتحالف الدولي الذي يتكون من عدة دول لها مشاركة جوية قتالية في العراق، وأيضاً منح ترخيصاً مسبقاً لروسيا عام 2016 وقبلها لإيران التي حولت العراق لجسر جوي تقدم من خلاله مساعدات عسكرية لنظام الأسد لقمع شعبه"، وفقاً للخبير بالشأن العراقي علاء القيسي، الذي اعتبر بيان الحكومة "قد يكون محاولة للإفلات من ضغط المليشيات وقوى سياسية عليها حول موضوع السيادة على الأجواء العراقية".

وتابع القيسي أن "مقومات أو أدوات فرض السيادة غير متوفرة بالوقت الحالي للعراق من ناحية تقنية، فهو لا يملك حتى الآن منظومة رصد أو استشعار مبكر للطيران ويعتمد على الجانب الأميركي منذ سنوات في هذه المهمة".

وأشار في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن الحكومة "بحاجة أيضاً إلى تفصيل في ذكر عبارة الطيران العراقي وغير العراقي، فهل يقصد بذلك طيران الفصائل المسلحة ضمن الحشد الشعبي أو البيشمركة أو أطراف أخرى غير معلومة خارج الجيش العراقي"؟

ومساء الإثنين الماضي، قال مسؤولون في جهاز الشرطة العراقية، إنّ مستودعاً للسلاح والذخيرة يتبع مليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أحد الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بـ"الحرس الثوري الإيراني" جنوبي العاصمة بغداد، تعرّض لسلسلة انفجارات، ما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 29 شخصاً حسب وزارة الصحة العراقية، إضافة إلى خسائر مادّية كبيرة في المقر وبمنازل مجاورة منه، بسبب تساقط شظايا صواريخ وقذائف من داخل المستودع.

وتتخذ المليشيا من المقر السابق لشركة سكانيا السويدية، الذي كانت تتم خلاله عمليات تجميع السيارات والشاحنات الثقيلة وصيانتها مقراً لها، إذ إنه عقب الغزو الأميركي - البريطاني للعراق عام 2003، تحوّل المقر لموقعه الاستراتيجي جنوبي بغداد إلى قاعدة أميركية وجرت توسعة المكان وبناء مخازن إسمنتية عملاقة داخله. وأطلقت عليه القوات الأميركية اسم معسكر "فالكون" أو الصقر، نسبة إلى لواء من مشاة البحرية الأميركية كان يوجد بداخله.

وبعد انتهاء فترة الاحتلال الأميركي عام 2011 تم تسليم المقر إلى الجانب العراقي، الذي حوّله لمقر خاص بالشرطة الاتحادية العراقية، حيث قامت الأخيرة بدورها بمنح جزء من المقر البالغ مساحته نحو 8 كم مربع إلى مليشيات "الحشد الشعبي" كمخازن أسلحة.

تصاعد فرضية تعرض المقر لقصف جوي

في السياق ذاته، قال مسؤول عراقي في قيادة عمليات بغداد، إن شكوك السلطات العراقية بأن التفجير في المعسكر كان من خلال قصف جوي يتصاعد، بسبب وجود حفرة عميقة بقطر يصل إلى 3 أمتار داخل أحد المستودعات، وهي لا تحدث بالعادة إلا بوجود قصف بصاروخ جو ـ أرض.

وأضاف المسؤول ذاته، أن الصور التي عرضت على وسائل الإعلام كانت لمسقفات داخل المعسكر، لكن المستودعات الرئيسة للسلاح والذخيرة التي وقع بها التفجير ما زالت مغلقة، مضيفاً أن التحقيقات "ما زالت جارية، لكن بشكل عام الحشد الشعبي وقياداته يميلون إلى أن المعسكر تعرض لقصف صهيوني أو أميركي، وأن الحديث عن تفجير عرضي في معسكر آخر لم يعد مقنعاً وخاصة أنه الثالث خلال شهر واحد".

وألمح سياسيون عراقيون إلى احتمال وقوف كيان الاحتلال وراء هجمات استهدفت معسكر الصقر، إذ قال نائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الأعرجي، إن "طبيعة نيران الأسلحة التي انفجرت في معسكر الصقر توضح أنها لا تستخدم من قبل القوات العراقية أو الحشد الشعبي".

وأضاف الأعرجي في تغريدة على تويتر: "نعتقد أنها عبارة عن أمانة لدينا من دولة جارة، وقد استهدفت هذه الأمانة من دولة استعمارية ظالمة بناءً على وشاية عراقية خائنة".

المساهمون