مؤتمر "إصلاح إخوان الأردن" يهدّد قيادة الجماعة بعصيان تنظيمي

مؤتمر "إصلاح إخوان الأردن" يهدّد قيادة الجماعة بعصيان تنظيمي

07 سبتمبر 2014
تغيّب تيار الحمائم عن مهرجان غزّة (الأناضول/Getty)
+ الخط -
هدّد المؤتمر الثاني للإصلاح الداخلي في الاخوان المسلمين بالأردن، قيادة الجماعة، بإعلان العصيان التنظيمي، إذا أصرّت على موقفها الرافض للإصلاح.

وأقرّ المشاركون، في مؤتمر عقد السبت في إحدى قاعات المستشفيات الخاصة بالعاصمة عمّان، سلسلة إجراءات تصعيدية لاحقاً، في حال واصلت قيادة الجماعة تعنّتها.

وتتدرّج الإجراءات قبل الوصول إلى العصيان التنظيمي، بإعلان تعليق بعض أو كل النشاطات التنظيمية الرمزية وإيقاف التعامل مع المكتب التنفيذي وإيقاف دفع الاشتراكات الشهرية، وصولاً إلى اعتصام عام في مركز الجماعة، قبل الذهاب إلى الخطوة الأخيرة المتمثلة بالعصيان.

وقام المؤتمرون، الذين سمحوا لوسائل الإعلام بحضور الكلمة الافتتاحية فقط، بمأسسة حراكهم الإصلاحي في هيكل تنظيمي، إذ أقروا اعتماد هيكلية مركزية وميزانية لتوجه الإصلاح، إضافة إلى اعتماد خطة عمل وبرنامج تنفيذي مرحلي للتحرك الإصلاحي، بحسب بيان صادر عن المؤتمر.

ويعتبر هذا المؤتمر الثاني من نوعه الذي يعقده "تيار الإصلاح في الإخوان"، فقد سبق لهم أن عقدوا مؤتمرهم الأول في 6 مايو/ أيار الماضي، في مدينة إربد، شمالي البلاد، والذي أحدث آنذاك صدمة داخل صفوف الجماعة.

وتمسك بيان المؤتمر بالمطالب الخمسة التي أقرها المؤتمر الأول، والمتمثلة باستقالة المكتب التنفيذي وتشكيل قيادة توافقية للجماعة واستبعاد عناصر التأزم وتعديل القانون الأساسي للجماعة، وخصوصاً في ما يتعلق بالجوانب التنظيمية والدعوية والإدارية والمالية والقضائية وآليات الانتخاب والفرز والاختيار، إضافة إلى تصويب الوضع القانوني للجماعة، وفقاً للمستجدات المحلية والعربية والعالمية، وتعميم واعتماد برنامج توعوي تثقيفي يوضح حقيقة الواقع التنظيمي، ومواصلة كشف التنظيم السري الداخلي.

وأكد القيادي في التيار الإصلاحي، شرف القضاة، في الكلمة الافتتاحية، حرص المؤتمرين على الجماعة، وقال: "الدعوة إلى المؤتمر تهدف لتوحيد صفوف الإخوان بعيداً عن الاصطفاف والتمحور واستهداف الشخصيات". واعتبر أن المؤتمر "ضرورة دعوية وفريضة شرعية، لأن الأمة لا تُجمِع على ضلالة".

في المقابل، تحفظت قيادة الجماعة عن التعليق على المؤتمر، فيما رجحت مصادر من الحركة، لـ"العربي الجديد"، أن "تلتزم الصمت حتى لا يتحول المؤتمر إلى قضية رأي عام، يصاحبها تراشق بالاتهامات".

يذكر أن الحراك الإصلاحي داخل الجماعة، جاء في أعقاب القرار الذي اتخذته محكمة الجماعة في 20 ابريل/ نيسان الماضي، بفصل ثلاثة من قياداتها المحسوبين على تيار الحمائم، لدورهم في تأسيس مبادرة "زمزم"، التي اعتبرتها الجماعة محاولة انشقاقية، وهو ما نفاه القائمون على المبادرة والداعون للمؤتمر الإصلاحي الأول والثاني.

واشتدت الخلافات داخل جماعة "الاخوان المسلمين" في الأردن في السنوات الأخيرة، وظهرت  إلى العلن تفاصيل كثيرة من الصراع المحتدم بين تيار الصقور، الذي يسيطر على القيادة حالياً، وتيار الحمائم، الذي خسر جميع مواقعه القيادية، وكانت تجليات تلك الخلافات أخيراً تغيّب عناصر تيار الحمائم عن فعاليات الجماعة، والتي كان آخرها مهرجان انتصار غزة، نهاية الشهر الماضي.