مصر: تظاهرات رافضة للانقلاب في أسبوع "تقدّموا للحرية والكرامة"

خرج عدد من التظاهرات في محافظات مصر، اليوم الجمعة، في بداية أسبوع "تقدموا للحرية والكرامة"، الذي دعا إليه "التحالف ‏الوطني لدعم الشرعية"، رغم تكثيف الانتشار الأمني في الشوارع وفي محيط المنشآت الحيوية.

واشتعلت شوارع مصر، عقب صلاة الجمعة، بالهتافات الأولية التي شهدتها ثورة يناير 2011، حيث هتفت الجماهير "ارحل"، خلال تظاهراتهم المناهضة لحكم العسكر، في مدن السادات ومنوف وقويسنا وشبين الكوم بالمنوفية، وفي مدينة العريش بشمال سيناء، وتحدى رافضو الانقلاب المتاريس الأمنية التي يفرضها الجيش في جميع مناطق شمال سيناء.

وفي القاهرة، دعا رافضو الانقلاب العسكري، في حي عين شمس، شرق القاهرة، إلى ضرورة العودة إلى 25 يناير من جديد، ونددوا بالممارسات القمعية والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب داخل سجون العسكر، مطالبين بالقصاص العادل لدماء الشهداء.

وفي الجيزة، نظم شباب أوسيم مسيرة حاشدة، انطلقت من مسجد "مراد"، وذلك بعد تعرض المدينة لحملة مداهمات من قبل قوات الأمن، أمس، استهدفت منازل عدد من رافضي الانقلاب.

وسيطرت ملصقات "هل صليت على النبي اليوم" على مسيرة أهالي ناهيا غرب الجيزة، التي ندد المشاركون فيها بحملات التشويه التي يقودها الغرب ضد الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، مرددين: "إلا رسول الله، لن تركع أمة قائدها محمد، أنا مسلم مش هستسلم".

وامتدت سلاسل بشرية على الطرق الرئيسية، في مدن إسنا بالأقصر، والنوبارية بالبحيرة، والرياض بكفر الشيخ، ورفع المشاركون شارات رابعة العدوية وصور الرئيس محمد مرسي وأعلام مصر، ولافتات تدعو إ‏لى الاحتشاد في ذكرى 25 يناير لإسقاط حكم العسكر.

وتظاهر أهالي السنطة في الغربية، والميمون في بني سويف، وسط مشاركة واسعة من الأهالي، مرددين "يسقط يسقط حكم العسكر، الشعب يريد إسقاط النظام، ارحل يا سيسي، ‏مرسي هو رئيسي، يا حرية فينك فينك حكم العسكر بينا وبينك". كما واصل المعارضون، في المعادي، جنوب القاهرة، حراكهم الثوري بمسيرة حاشدة، دعت إلى توحد القوى الثورية.

أما في الإسكندرية، فقد خرجت عدة تظاهرات صباحية رفضاً لحكم العسكر، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعودة المسار الديمقراطي للبلاد.

وشهدت التظاهرات مشاركة واسعة من مختلف الأعمار، إلى جانب عدد من الحركات الشبابية المناهضة للنظام، طافوا خلالها الشوارع الجانبية بمناطق برج العرب والرمل والمنتزه، رافعين كروتا حمراء ولافتات تسخر من سياسات السلطات الحالية برئاسة عبدالفتاح السيسي، ومطالبة برحيله ووقف الملاحقات الأمنية لمعارضي الانقلاب.

كما طالب المشاركون في الفعاليات، التي انطلقت عقب صلاة الجمعة في ميادين مختلفة بشرق المحافظة وغربها، بابتعاد الجيش عن السياسة، والقصاص لجميع القتلى والمصابين منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي وحتى اليوم.

ورددوا هتافات مناهضة لحكم العسكر، وسوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية، التي تسببت في تفاقم أزمات ارتفاع الأسعار، وانقطاع المياه والكهرباء، ونقص أسطوانات الغاز.

كما ندد المحتجون، الذين رفعوا صورا لمرسي وعدد من المعتقلين والشهداء من أبناء المحافظة وشعار رابعة، بقمع الداخلية لتظاهرات المعارضة وأحكام القضاء المتلاحقة بحق آلاف من المعارضين، والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل السجون وأماكن الاحتجاز، وطالبوا بإسقاط الحكم العسكري ومحاكمة قادته.

في المقابل، كثفت الأجهزة الأمنية من انتشارها في الشوارع والميادين العامة، استعداداً لتظاهرات اليوم، وانتشر عدد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بمشاركة عناصر من الجيش والقوات البحرية في الشوارع وفي محيط المنشآت الحيوية ومراكز وأقسام الشرطة والسجون العمومية والبنوك وغالبية المصالح الحكومية.