صحافي إسرائيلي: محاولة إنقاذ الوزير بينيت سببت "مجزرة قانا"

صحافي إسرائيلي: محاولة إنقاذ الوزير بينيت سببت "مجزرة قانا"

05 يناير 2015
أسفرت المجزرة عن استشهاد مائة شخص وشخصين (أوريل سيناي/Getty)
+ الخط -

كشف تحقيق لصحافي إسرائيلي يدعى، يغئال سيرينا، نشره يوم الجمعة الماضي تحت عنوان "الكولونيل كورتس والكابتن بينيت"، عن أن محاولة جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال العدوان على لبنان في أوج المعركة الانتخابية عام 1996 تحت مسمى "عناقيد الغضب"، إنقاذ فرقة "قاها" التي كان يقودها في حينه نفتالي بينيت، الذي أصبح وزيراً للاقتصاد في حكومة بنيامين نتنياهو، كانت وراء القصف الجوي الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي وأدى إلى ارتكاب مجزرة قانا.

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "هآرتس"، فإن بينيت كان يومها قائداً لفرقة عسكرية تشارك في العدوان المذكور، لكنه لم يكن يحترم المسؤولين عنه، وقد قام بينيت بتغيير الخطط الميدانية والأوامر التي وجهت لفرقته، بناء على رأيه الشخصي مما أوقعه في كمين وتبادل لإطلاق نار مع قوات لـ "حزب الله"، اضطر بعدها إلى طلب المساعدة، وعندما وجهت المدفعية الإسرائيلية نيرانها إلى الموقع، الذي حدده بينيت، أصابت القذائف مخيم قانا مما أسفر عن استشهاد مائة شخص وشخصين من اللاجئين في المكان.

وأثارت التفاصيل التي نشرها سيرينا جدلاً شديداً على صفحات التواصل الاجتماعي الإسرائيلي، وادعى بينيت أنه يتعرض لهجوم يتم خلاله تحميله مسؤولية مذبحة قانا عندما كان قائداً لفرقة في وحدة ماجلان عام 1996، مدعياً أن هناك من يحفر وراءه عشرين عاماً إلى الوراء، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى فتح ملفات التحقيق ضد جنود الاحتلال في عدوان "الجرف الصامد" ضد غزة الصيف الماضي.

وانضم الصحافي، رافيف دروكر، إلى ما نشره سيرينا فكنب على موقع "تويتر" أنه وفقاً لأقوال مسؤول عسكري مطلع على تفاصيل التحقيق في مجزرة كفر قانا، قال له مؤخراً إن صوت الضابط الشاب، آنذاك، نفتالي بينيت جاء هستيرياً وإن حالة الضغط التي عصفت به أدت إلى عدد من "الأخطاء الفظيعة".

وكان شمعون بيرس، الذي ترأس الحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، قد شن حملة عدوانية ضد المقاومة في لبنان بحجة ضمان أمن مستوطنات الشمال الإسرائيلية، لرفع أسهمه أمام الناخب الإسرائيلي، وتصوير نفسه بأنه رجل أمن لا يقل عن اسحق رابين.

وأدت الحملة العدوانية الإسرائيلية إلى مجزرة بحق أهالي كفر قانا في لبنان أسفرت عن مقتل مائة شخص وشخصين، وادعى بيرس يومها أن المجزرة لم تكن مقصودة ووقعت عن طريق الخطأ عارضاً دفع تعويضات لأهالي الضحايا.

وأدى إصرار الأمين العام للأمم المتحدة، آنذاك، الدبلوماسي المصري، بطرس غالي، على رفع تقرير رسمي يحمل إسرائيل المسؤولية، إلى انقلاب إسرائيل وأصدقائها في الأمم المتحدة على غالي، وتنحيته بعد اختيار كوفي عنان خليفة له.

يشار إلى أن نفتالي بينيت يشغل اليوم منصب وزير الاقتصاد الإسرائيلي، ورئيس حزب "البيت اليهودي"، الذي تمنحه الاستطلاعات الإسرائيلية بين 16 إلى 17 مقعداً ليكون ثالث حزب بعد "الليكود" وتحالف "حزب العمل" مع "هتنوعاه".

وفي وقت سابق، عمل بينيت مستشاراً لنتنياهو في ولايته الثانية إلى أن استقال بعد خلاف شديد مع زوجة نتنياهو.

واستطاع بينيت في الانتخابات الماضية أن يفوز برئاسة حزب "البيت اليهودي"، وهو الامتداد لحزب "المفدال الراعي" والممثل للحركة الصهيونية الدينية، التي ترعى الاستيطان في الضفة الغربية.