الأمم المتحدة: 89 قتيلاً خلال 10 أيام جراء هجمات في الفاشر السودانية
استمع إلى الملخص
- تعاني الفاشر من أزمة إنسانية وصحية حادة بسبب النزاع والحصار، مع نقص حاد في الغذاء والخدمات الصحية، وتفشي الكوليرا في دارفور، مما يزيد الضغط على الخدمات الضعيفة.
- سجلت جميع ولايات السودان حالات إصابة بالكوليرا، مع 48,768 حالة و1,094 وفاة حتى 11 أغسطس، مما يعكس انعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة أن 89 شخصاً على الأقل قتلوا خلال 10 أيام، جراء هجمات نسبتها إلى قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك المحاذي لها. وتفرض قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الجيش منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، حصاراً منذ مايو/أيار من العام ذاته على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورنس: "شهدت مدينة الفاشر المحاصَرة ومخيمُ أبو شوك... هجماتٍ وحشية شنّتها قوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 89 مدنياً خلال عشرة أيام حتى 20 أغسطس/آب". وأكد خلال إحاطة صحافية في جنيف خشيته من "أن يكون العدد الفعلي للضحايا المدنيين أعلى من ذلك بكثير"، مشدداً على أن "هذه الهجمات غير مقبولة ويجب أن تتوقف فوراً".
وأعرب لورنس عن "الصدمة" نظراً إلى أنه في آخر الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، قضى 16 منهم على ما يبدو في "عمليات إعدام بإجراءات موجزة. وقد قُتل معظمهم في مخيم أبو شوك، وكانوا ينتمون إلى قبيلة الزغاوة ذات الأصول الأفريقية". واعتبر أن "هذا النمط من استهداف المدنيين والقتل المتعمد يشكّل انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي، ويؤكد مخاوفنا العميقة من تصاعد العنف بدوافع إثنية".
إلى ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الفاشر تعاني "أزمة إنسانية وصحية حادة" بسبب النزاع المسلح والحصار والنزوح. وأشار المتحدث باسم منظمة الصحة كريستيان ليندماير إلى أن المدنيين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء وتزايد حالات الوفاة جراء سوء التغذية، ونقصاً حاداً في توافر الخدمات الصحية. ولفت إلى أن "إقليم دارفور يشهد تفشياً واسعاً للكوليرا طاول المجتمعات ومخيمات النزوح، ما يسبب ضغطاً إضافياً على خدمات ضعيفة أساساً".
وأكد ليندماير أن كل ولايات السودان الـ18 تسجل حالات إصابة بالكوليرا. ووصل عدد الحالات المسجلة إلى 48 ألف و768، وعدد الوفيات الى 1094، حتى 11 أغسطس الجاري. والكوليرا هي عدوى حادة تسبّب الإسهال وتنجم عن استهلاك الأطعمة أو المياه الملوّثة، بحسب منظمة الصحة التي تعتبرها "مؤشراً لعدم الإنصاف وانعدام التنمية الاجتماعية والاقتصادية". وتقول المنظمة إن المرض "يمكن أن يكون مميتاً في غضون ساعات إن لم يُعالج"، لكن يمكن معالجته "بالحقن الوريدي ومحلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية".
(فرانس برس، العربي الجديد)