استمع إلى الملخص
- استهدفت سياسة الاحتلال الشخصيات الدينية والوطنية الفلسطينية في القدس، مع 59 اعتداءً شملت اقتحامات واعتقالات واعتداءات على المقدسيين، وصدور 17 حكماً بالسجن الفعلي وقرارات بالحبس المنزلي والإبعاد.
- تصاعدت عمليات الهدم والإخلاء القسري في القدس، مع تنفيذ 30 عملية هدم و93 إخطاراً، و17 مخططاً استعمارياً، منها مخطط "E1" لتعزيز السيطرة الإسرائيلية ومنع توسع الأحياء الفلسطينية.
أكدت محافظة القدس، اليوم الثلاثاء، أن 8617 مستوطناً بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك خلال شهر أغسطس/آب الماضي، بالإضافة لقيام 2495 آخرين بدخول حرم المسجد تحت غطاء ما يُسمى "السياحة"، في إطار سياسة تهويدية تستهدف فرض سيادة الاحتلال على المسجد.
وبحسب التقرير بلغت هذه الانتهاكات ذروتها في ذكرى ما يُسمّى بـ"خراب الهيكل" المزعوم، إذ نُفّذت اقتحامات واسعة النطاق شارك فيها نحو 3969 مستوطناً تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، تخللتها طقوس دينية علنية واستفزازية مثل "الشماع" و"السجود الملحمي" ونفخ "الشوفار"، إلى جانب إدخال رموز توراتية كـ"لفائف التوراة" و"تابوت الشريعة"، ورفع أعلام الاحتلال وشعارات الهيكل المزعوم.
كما شملت الانتهاكات تنظيم حفلات زفاف وجولات ليلية وحفلات موسيقية بلباس كهنة الهيكل، وأكدت محافظة القدس أن هذه الانتهاكات تشكّل خرقاً صارخاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وانتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتحذر من أن استمرارها ينذر بإشعال صراع ديني في المنطقة.
استهداف الشخصيات الوطنية في القدس
وأشارت محافظة القدس في تقريرها إلى استمرار سياسة الاحتلال الممنهجة في استهداف الشخصيات الدينية والوطنية الفلسطينية، ضمن مساعٍ لفرض قيود مشددة على الخطاب المقدسي الحر وتقليص تأثيره في الساحة المقدسية. من جانب آخر، رصدت محافظة القدس 59 اعتداءً نفذها المستوطنون خلال شهر أغسطس، منها سبعة بالإيذاء الجسدي. وشملت اقتحامات المسجد الأقصى المبارك وتنظيم مسيرات استفزازية في البلدة القديمة، واعتداءات على المواطنين والممتلكات، كما شارك عدد من المسؤولين الإسرائيليين والمتطرفين في هذه الانتهاكات.
في حين، رصدت محافظة القدس خلال الشهر الماضي، 25 إصابة بحق المقدسيين، توزعت بين إصابات بالرصاص الحي والمطاطي وحالات إغماء ناجمة عن استهداف الأهالي بالقنابل الصوتية والغازية في أحداث متفرقة في محافظة القدس، فيما وثقت اعتقال 32 فلسطينياً، من بينهم أربعة أطفال وسيدتان من محافظة القدس.
كما رصد التقرير إصدار محاكم الاحتلال 17 حكماً بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين خلال شهر أغسطس، من بينها 12 حكماً بالاعتقال الإداري، أي دون تحديد تهمة ضد المعتقلين، علاوة على إصدار سلطات الاحتلال ثلاثة قرارات بالحبس المنزلي، وسبعة قرارات بالإبعاد بحق فلسطينيين، شملت هذه القرارات أربعة بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وكذلك تم إصدار قرارين بالمنع من السفر.
ونفّذت قوات الاحتلال 30 عملية هدم وتجريف، شملت 12 عملية هدم ذاتي قسري أُجبر خلالها المقدسيون على هدم منازلهم لتفادي الغرامات، و16 عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال بالقوة، إضافةً إلى عمليتي تجريف استهدفتا أراضي وشوارع فلسطينية، بحجة البناء غير المرخص، في وقتٍ تفرض القيود المشددة على الحصول على تراخيص بناء، ما يجعلها شبه مستحيلة للمقدسيين.
قرارات الهدم والإخلاء القسري ومصادرة الأراضي
وخلال الشهر الماضي، وثّقت محافظة القدس إصدار 93 إخطاراً، توزعت بين 92 أمراً بالهدم وقرار بمصادرة أرض، كما شهدت مدينة القدس المحتلة تصعيداً ممنهجاً في الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت المؤسسات الدينية والتعليمية والمسيحية، والنقابات المهنية، إلى جانب ملاحقة القيادات الوطنية والخطباء.
على صعيد آخر، رصدت محافظة القدس خلال شهر أغسطس، ما مجموعه 17 مخططاً استعمارياً، استناداً إلى المتابعة اليومية للإعلانات الرسمية الصادرة عما تسمى "الإدارة المدنية وبلدية الاحتلال في القدس"، بالإضافة إلى ما وثقه مركز بيت الشرق. وتوزعت هذه المخططات بين خمسة مخططات تم إيداعها، وثلاثة مخططات تمت المصادقة عليها، إلى جانب مخططين أُقرّت الموافقة عليهما تمهيداً لنشر إعلان بالمصادقة، وهي مرحلة تقع بين الإيداع والمصادقة، كما شملت الأنشطة الاستيطانية افتتاح ثلاثة مشاريع استيطانية، والبدء بتنفيذ مشروع واحد، وطرح ثلاثة مخططات أخرى للمناقصة، وجميع هذه المشاريع جاءت ضمن مدينة القدس وضواحيها والمستعمرات المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين.
ويعد مخطط البناء الاستيطاني في منطقة "E1" شرقي القدس المحتلة أحد أخطر المشاريع الإسرائيلية التي تهدف إلى تقويض الوجود الفلسطيني في المدينة ومحيطها، ويمتد على مساحة نحو 12 ألف دونم تشمل أراضي بلدات: العيساوية، الطور، عناتا، العيزرية وأبو ديس. ويهدف إلى خلق تواصل جغرافي مباشر بين مستوطنة "معاليه أدوميم" ومدينة القدس المحتلة ضمن شبكة تربط الكتل الاستيطانية في المنطقة الشرقية، مع قطع التواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
ويشكل المشروع جزءاً من مخطط "القدس الكبرى"، الذي يسعى إلى ترسيخ السيطرة الإسرائيلية على القدس الشرقية، من خلال تكوين ما يسمى بـ"الحلقة الشرقية" للمستعمرات، ومنع أي توسع للأحياء الفلسطينية شرق المدينة، ويرتبط بمخطط "البوابة الشرقية" الممتد حتى شارع رقم "1" على حساب أراضي شعفاط وعناتا.