83 ألف قنبلة ألقاها الاحتلال منذ 7 أكتوبر على غزة ولبنان وسورية ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية يتعلم القرآن
استمع إلى الملخص
- في سوريا، دمر الجيش الإسرائيلي معظم القدرات الاستراتيجية للجيش السوري، بما في ذلك 80% من نظام الدفاعات الجوية و90% من بطاريات صواريخ أرض-أرض، لمنع وصول الأسلحة الاستراتيجية إلى المعارضة.
- في لبنان، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف مواقع حزب الله، مدعياً تدمير ثلثي صواريخه وقذائفه، مع نسبة اعتراض بلغت 91%، ويجري تحقيقات حول إخفاقاته في 7 أكتوبر.
ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نحو 83 ألف قنبلة في مختلف الجبهات، منها في حرب الإبادة على قطاع غزة، والعدوان على لبنان وفي الهجمات على سورية التي كثف وتيرتها بعد إسقاط نظام بشار الأسد. هذا هو الرقم المعلن فقط من الجيش، ويحتمل أن يكون أكبر في الحرب الدموية والانتقامية التي يشنها منذ السابع من أكتوبر. كما ينفّذ جيش الاحتلال وقادته تحركات وعمليات يصنفها ضمن استخلاص العبر من عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها، وفي إطارها يدرس رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) القرآن.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الجمعة، أن الانتقال السريع لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما أسمته "الدفاع المتقدّم" داخل منطقة العازلة في الأراضي السورية، تم بسرعة، "ليس لأن هناك عدواً عند السياج، ولكن وفقاً للمبدأ القائل بضرورة الجهوزية الكبيرة في الدفاع، في منطقة أمنية أمام خط الدفاع الرئيسي، حتى لو لم تكن هناك أي معلومات أو إشارات استخبارية بأن العدو يهاجم"، وفق الصحيفة. وأضافت أن هذا "درس مباشر من السبت الأسود"، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023 رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته. وأكملت أن "درساً آخر يُطبّق الآن"، يكمن في تعلّم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء شلومي بيندر القرآن، للتعرف بشكل أفضل على الثقافة، والعقلية الإسلامية.
وبخلاف نسب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس، الفضل لنفسيهما بتحرك الجيش الإسرائيلي لاحتلال المزيد من الأراضي السورية، ذكرت الصحيفة أن عملية "سهم باشان"، خطط لها قسم العمليات برئاسة اللواء عوديد بسيوك، بينما أقنع رئيس الأركان هرتسي هليفي رئيس الحكومة والوزراء بها، وأعطى المستوى السياسي موافقة سريعة عليها. وعندما قال كاتس ونتنياهو إنهما "وجّها" (الجيش)، كان ذلك في الواقع ما أوصى به الجيش الإسرائيلي، وفقاً للصحيفة، وكان جزء كبير من التنفيذ تحت مسؤولية قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار.
وكان للخطوة السريعة في المنطقة العازلة هدف آخر أيضاً، هو "خلق وضع لا يكون فيه منذ البداية، مسلّحون إسلاميون على السياج (الحدودي)، لا الآن ولا في المستقبل البعيد". وسيبقى جيش الاحتلال في المواقع التي تقدّم إليها في المنطقة العازلة، "حتى يستقر الوضع في سورية والتأكد، من عدم تمركز الإسلاميين السنة الذين استولوا على السلطة، وحلفائهم المسلّحين أبناء المنطقة، على بعد مئات الأمتار من السياج، كما فعل حزب الله في لبنان بعد حرب لبنان الثانية (حرب تموز 2006)".
ويُلاحظ استخدام المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين لغة طائفية وفئوية لدى توصيفهم ما يحدث في سورية، وليس ذلك في معزل عن العمل على نشر الفتن ودق الأسافين بين السوريين، في مرحلة غاية في الحساسية، تتطلب تكاتفاً وجهداً كبيراً لبناء سورية جديدة وحرة ومستقرة، حاضنة لجميع أبنائها من مختلف الأطياف والطوائف والفئات.
ويرى المحلل العسكري في الصحيفة ذاتها، رون بن يشاي، أن ما فعله جيش الاحتلال في سورية هذا الأسبوع، "كان غير مسبوق، على الأقل في تاريخ دولة إسرائيل. في غضون 72 ساعة، دمّر الجيش الإسرائيلي معظم القدرات الاستراتيجية للجيش العربي الثاني من حيث الحجم في الشرق الأوسط (بعد مصر). والأهم من ذلك، أنه طبّق الدروس التي استخلصها رجاله من الأخطاء والإخفاقات التي أدت إلى السبت الأسود في 7 أكتوبر 2023، وليس أقل أهمية من ذلك، (استفادته) من الأخطاء التي ارتكبها الأميركيون والغرب في ليبيا، وأفغانستان والعراق". ونقلت وسائل إعلام عبرية، غير مرة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "سيغادر المنطقة العازلة، عندما يضمن بقاءها عازلة".
إسقاط 1800 قنبلة على سورية بعد سقوط النظام
في غضون ذلك، كشف سلاح الجو الإسرائيلي، في تلخيص بياناته، أمس الخميس، أنه ألقى نحو 83 ألف قنبلة في مختلف الجبهات منذ بداية الحرب الحالية في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وبحسب المعطيات ألقت طائراته في غضون أسبوع واحد أكثر من 1800 قنبلة، على أهداف للجيش السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، بذرائع من ضمنها عدم وصول الأسلحة والقدرات الاستراتيجية العسكرية إلى فصائل المعارضة التي أسقطت النظام. وتقول دولة الاحتلال إنها اتخذت إجراءات سريعة، بعد تقدّم فصائل المعارضة على نحو مفاجئ، لم تتوقعه استخباراتها ولا دول أخرى. ودمّر سلاح الجو الإسرائيلي، وفق بياناته، نحو 80% من نظام الدفاعات الجوّية السورية، وخاصة بطاريات SA-17 وSA-22 الفتّاكة، ونحو 90% من بطاريات صواريخ أرض-أرض، وكذلك مئات الطائرات من طراز سوخوي وميغ، والمروحيات الهجومية، وقاذفات الصواريخ من طراز رعد وسكود، وصواريخ كروز، وقدرات إطلاق أسلحة كيميائية.
قدرات حزب الله التي دُمّرت
كذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مواقع في لبنان، منتهكاً اتفاق وقف إطلاق النار. وفي تلخيصه العدوان على الجبهة اللبنانية حتى الآن، زعم تدميره نحو ثلثي صواريخ وقذائف حزب الله، وأن نسبة اعتراض الصواريخ التي أطلقها الحزب بلغت 91%. ومن بين 12 ألف عملية إطلاق صواريخ وقذائف في الشمال، أصابت 900 منها الأرض، لكن 12 منها فقط تسببت في أضرار جسيمة، بحسب المزاعم الإسرائيلية.
وأشار جيش الاحتلال إلى تسجيل نسبة اعتراض مماثلة أيضاً في مجال المُسيّرات، إذ أُطلقت 239 مُسيّرة من لبنان خلال ما أسماه عملية "سهام الشمال" التي أطلقها في سبتمبر/أيلول، أصابت 36 منها أهدافاً، من قبيل إصابة قاعدة تدريب لواء جولاني، بينما بلغت نسبة الاعتراض 94%.
في غضون ذلك، أنهى سلاح الجو التحقيق بشأن سلوكه في السابع من أكتوبر 2023، ومن المقرر عرضه على هيئة الأركان العامة الأسبوع المقبل، علماً أنه سجّل إخفاقات كبيرة في التعامل مع الوضع في حينه. وسيتم بعد ذلك، عرض نتائج التحقيق على الجمهور أيضاً، لكن سلاح الجو قد يطلب عرضاً متزامناً لتحقيقات الأقسام الأخرى، مثل تحقيقات الاستخبارات العسكرية، وقيادة المنطقة الجنوبية، وقسم العمليات وغيرها، بادعاء الرغبة في تقديم الصورة الكاملة والشاملة للجمهور عن جميع الإخفاقات والعيوب التي أدت إلى ذلك اليوم.