لماذا فشلنا في سيدي بوزيد؟

لماذا فشلنا في سيدي بوزيد؟

23 ديسمبر 2018
سيدي بوزيد غاضبة باستمرار وثائرة دائماً (ياسين قائدي/الأناضول)
+ الخط -

سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية ومولدها الذي أذن بفتح صفحة جديدة في حياة التونسيين، وغيرهم أيضاً، غاضبة باستمرار وثائرة دائماً، لا تهدأ ولا يتوقف أهلها عن المطالبة بحقوقهم البسيطة التي ثاروا من أجلها وماتوا وجُرحوا وسجنوا في سبيل تحقيقها.

ليلة الأحد، قام عدد من الشباب في أحد أحياء سيدي بوزيد بإضرام النار في الإطارات المطاطية ورشقوا السيارات الأمنية بالحجارة، بسبب إيقاف عدد منهم على خلفية احتجاجات سابقة، ما اضطر عناصر الأمن لاستعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. واليوم الإثنين ينظّم "حراك 24 ديسمبر" بمعتمدية منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد، تظاهرة "يوم الغضب" في إطار إحياء ذكرى "يوم الشهيد بمنزل بوزيان" تحت شعار "الفن المقاوم". وبين المنسق الإعلامي لتظاهرة "يوم الغضب"، زياد عماري، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، أن هذه التظاهرة تتضمن فقرات متنوعة تتواصل على امتداد اليوم، وهي تهدف إلى إبراز مدى وعي شباب منزل بوزيان "الذي لم يُجن من الثورة سوى التتبعات العدلية والسجون والمحاكمات، ولذلك فهو مصر على استكمال المسار الثوري". ويتحدث العماري عن استكمال المسار الثوري وإبراز الوعي الفكري بضرورة ذلك، والتعبير عنه ثقافياً وفنياً، ما يقود إلى السؤال أولاً عن مدى جهلنا بالثروات الكامنة في عقول تلك المدينة وقدرات أهلها، وثانياً لماذا فشلنا في سيدي بوزيد وكيف أخفقنا كل هذا الإخفاق؟

وبمناسبة عيد الثورة منذ أيام، قال مسؤول تونسي إنه على مدى 8 سنوات تمت برمجة 1878 مشروعاً في سيدي بوزيد. ويؤكد أنه تم إنجاز 1216 مشروعاً منها، وأن 297 مشروعاً بصدد الإنجاز و130 مشروعاً بصدد إعداد طلب العروض، و122 مشروعاً بصدد الدراسة و25 مشروعاً يواجه إنجازها عدد من الصعوبات المالية والاجتماعية أو العقارية أو التقنية. لا يشكك أهالي سيدي بوزيد في نزاهة التصريح أو الأرقام، وإنما يتساءلون أين هي هذه المشاريع، وإذا تم إنجاز 1200 مشروع فلماذا يبقون عاطلين في المقاهي ولماذا بقيت شوارعهم مظلمة ومستقبلهم في عداد المجهول؟ مشكلتنا أننا لم نقابل أهل تلك المدينة بما أهدوه لنا، ثورة لم نكن نحلم بها، وحرية كانت مجرد أحلام في خيالنا، قابلناهم بالنكران والكلام الذي لا يفيد شيئاً. أرقام، مجرد أرقام، بينما الحياة على حالها لم تتغير. لماذا فشلنا في سيدي بوزيد؟

المساهمون