واشنطن تطالب بضمانات عراقية لحماية سفارتها في بغداد

واشنطن تطالب بضمانات عراقية لحماية سفارتها في بغداد

20 مايو 2019
مقر السفارة الأميركية في بغداد (Getty)
+ الخط -

أكدت مصادر سياسية عراقية أن الساعات الماضية شهدت اتصالات عراقية أميركية مكثفة، تهدف إلى احتواء الأزمة التي يمكن أن يخلفها سقوط صاروخ كاتيوشا، ليل الأحد، في حديقة قريبة من السفارة الأميركية في بغداد، الواقعة في المنطقة الخضراء الحكومية المحصّنة.

وبيّنت المصادر أن السلطات العراقية أجرت اتصالات مع السفارة الأميركية في بغداد، موضحة لـ"العربي الجديد" أن المسؤولين العراقيين يحاولون طمأنة السفارة التي سقط الصاروخ بالقرب من بنايتها.

وأشارت إلى أن السفارة العراقية في واشنطن تحركت هي الأخرى لمنع أية "تداعيات غير محمودة" لقصف المنطقة الخضراء، لافتة إلى أن الأميركيين طالبوا بضمانات لحماية سفارتهم ورعاياهم في العراق.

إلى ذلك، أكدت القيادة المركزية للجيش الأميركي عدم إصابة أي عنصر أميركي في الهجوم.

وأوضح المتحدث باسم القيادة المركزية، بيل أوربان، في بيان، أن الاستهداف الصاروخي لم يُلحق الأذى بأي عنصر أميركي متواجد في المنطقة، أو بأي فرد من أفراد التحالف.



ويأتي الهجوم بعد أقل من أسبوع على طلب واشنطن من موظفيها غير الأساسيين مغادرة العراق فورًا، بسبب ما وصفته بـ"تهديد حقيقي".

وأوضحت مصادر "العربي الجديد"، في السياق ذاته، أن الصاروخ معد محليا، وأطلق من مناطق شرقي العاصمة، ضمن جانب الرصافة من بغداد، وفقاً لتحقيقات أولية لقوات الأمن.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر أمنية تأكيدها العثور على منصة لإطلاق الصواريخ قرب الجامعة التكنولوجية شرقي بغداد.

يشار إلى أن المناطق المحيطة بالجامعة التكنولوجية تعد من أبرز معاقل الفصائل المسلحة في العراق.

وتضم المنطقة الخضراء مقارّ الحكومة العراقية ورئاسة الجمهورية ومكاتب أمنية، ومنازل المسؤولين الكبار، وعدداً من البعثات الدبلوماسية الأجنبية، أبرزها السفارتان الأميركية والبريطانية.

مواقف ملتبسة

وحتى صباح الإثنين، لم تعلّق الحكومة العراقية بشكل رسمي على الجدل الذي أثاره إطلاق صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء، والذي سقط قريبا من السفارة الأميركية.

كما بدت المواقف التي أطلقها زعماء عراقيون عُرفوا بعدائهم لأميركا غامضة، ولم تدن بشكل واضح الجهات التي أطلقت الصاروخ، أو التهديدات التي تتعرض لها السفارة الأميركية في بغداد، مكتفين بالتحذير من تداعيات إقحام العراق في حرب جديدة.

ودعا رئيس تحالف الفتح (الجناح السياسي لمليشيات الحشد الشعبي)، هادي العامري، إلى "إبعاد شبح الحرب عن العراق أولا، وعن المنطقة ثانيا"، محذرا، خلال تصريح صحافي، من "حرب إذا اندلعت فإنها ستحرق الجميع".

وبيّن العامري، الذي يتزعم مليشيا "بدر"، أن كل الأطراف لا تريد الحرب، موضحا: "إيران وأميركا لا تريدان الحرب"، متهما إسرائيل بـ"الدفع باتجاه الحرب".

كما رفض زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، محاولات تأجيج الحرب بين إيران وأميركا، رافضا، في تغريدة على "تويتر"، زج العراق في هذه الحرب، وجعله ساحة للصراع الإيراني الأميركي.



وشدد على ضرورة "وجود وقفة جادة من كبار القوم لإبعاد العراق عن هذه الحرب الضروس التي ستأكل الأخضر واليابس"، داعيا إلى وقفة رافضة لزج العراق في الحرب.

وتابع "إذا لم يقف العراق وقفة واحدة وجادة، فستكون تلك الحرب نهاية العراق، فيما لو دارت رحاها، وقد أعذر من أنذر"، مبينا أن "العراق وشعبه لا يتحملان حربا أخرى".

وقال فلاح البدري، وهو ضابط متقاعد في الجيش العراقي، إن حادثة أمس "يجب أن لا تتكرر"، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن "السماح بتكرارها يعني ضمنياً أن العراق أقحم نفسه كطرف في حرب يمكن أن تندلع في أية لحظة بين أميركا وإيران".

وشدد على ضرورة وجود موقف حكومي واضح من مثل هذه الخروقات، مبينا أن استهداف المنطقة الخضراء من داخل العاصمة بغداد يؤشر إلى "خلل واضح في أداء القوات العراقية".