بداية متوترة للجمعة الـ24 من الحراك الشعبي في الجزائر

بداية متوترة للجمعة الـ24 من الحراك الشعبي في الجزائر

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
02 اغسطس 2019
+ الخط -
انطلقت صباح اليوم الجمعة، مظاهرات جديدة في العاصمة والمدن الجزائرية، للمطالبة برحيل ما تبقى من رموز نظام الرئيس المُستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، ورفض طريقة الحوار التي تقترحها السلطة والجيش، والمطالبة برفع يد الجيش عن إطلاق مسار الحل السياسي، وسط استمرار التدابير والتعزيزات الأمنية.

وبدأت مظاهرات الجمعة الـ 24 من الحراك الشعبي بتوتر حذر بين المتظاهرين والشرطة التي أقامت حواجز بشرية لمنع مرور المتظاهرين إلى محيط ساحة البريد المركزي، ما أدى إلى مناوشات بين الطرفين، دفعت الشرطة إلى اعتقال عدد من المتظاهرين واقتيادهم إلى شاحنات الأمن. وسيطرت قوات الشرطة على شوارع وسط العاصمة، ومنعت المتظاهرين من تنظيم المسيرات فيها.
وتجمع المتظاهرون مبكرا في شارع ديدوش مراد وساحة أودان، لكن الشرطة منعتهم من التجمع في ساحة صغيرة قرب البريد المركزي، فيما بدى أنها استراتيجية تدريجية تنتهجها الشرطة والسلطة في العاصمة للقضم تدريجي لمساحات التظاهر في العاصمة، تمهيدا لحصر في أضيق نطاق ممكن.
وقال الناشط في الحراك الشعبي، سفيان هداجي، لـ "العربي الجديد" إن الممارسات التي تقوم بها الشرطة والسلطة تستهدف تخويف المتظاهرين وإنهاك الحراك وإنهاءه، مشيرا إلى أن "هذا يثبت أن كل التعهدات التي التزمت بها السلطة لم تف بها، ويثبت مرة أخرى أن السلطة لا تملك سوى نية واحدة هي نية السيطرة والهيمنة وفرض خياراتها السياسية على الجزائريين". وأوضح أن "الشرطة تبدو كما لو أنها تشجعت بعد الخطاب الأخير لقائد الجيش (أحمد قايد صالح) الذي رفض تدابير التهدئة، والسلطة تعتقد أن تناقص عدد المتظاهرين لسبب أو لآخر يعد الوقت المناسب لإنهاء الحراك وفرض خطتها السياسية للحل".
ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطة والجيش، وأعلنوا رفض إقامة أي حوار سياسي مع ما يصفونه بـ"رموز العصابة" وبقايا نظام بوتفليقة، كما رفعت شعارات تطالب بـ "دولة مدنية وليس عسكرية"و "لا لاستمرارية النظام".
وتجمع العشرات من الشباب المناضل في حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" أمام وداخل مقر الحزب في أول شارع ديدوش مراد وسط العاصمة لتحضير اللافتات والشعارات التي سترفع في المظاهرات اليوم، بعضهم جاء من المدن القريبة من العاصمة للمشاركة في المظاهرات.
وبث الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نداءات إلى الجزائريين للخروج بقوة عقب الفراغ من صلاة الجمعة، خاصة في العاصمة، لمنع السلطة من إنهاء الحراك وإعادة التعبئة الشعبية لتحقيق المطالب السياسية العالقة.

وتزامنت مظاهرات اليوم مع جملة من التطورات السياسية في علاقة برفض قائد الجيش تخفيف التدابير الأمنية على العاصمة ورفع التضييق على المتظاهرين والإفراج عن نشطاء الحراك الشعبي، برغم تهديد هيئة الحوار الوطني بتعليق عملها والاستقالة من مهامها في حال عدم تنفيذ السلطات للتدابير المطلوبة المتعلقة بإنهاء الغلق الأمني على العاصمة يوم الجمعة والتضييق على المظاهرات والإفراج عن الحراكيين الموقوفين.
وكانت هيئة الحوار قد تراجعت عن استقالتها أمس الخميس، برغم تقلص عدد أعضائها إلى أربعة، بعد استقالة اثنين من أعضائها، بسبب رفض السلطة تنفيذ إجراءات التهدئة.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أكدت فرنسا، يوم الجمعة، وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر، في حادث يشمل عدداً من مواطنينا"، بعدما أفادت تقارير صحافية مغربية، أمس الخميس، عن مقتل سائحين يحملان الجنسيتين المغربية والفرنسية بنيران خفر السواحل الجزائري.
الصورة
كيف غيّر القائمون على فيلم "باربي" قواعد التسويق بتكلفة 150 مليون؟

منوعات

قرّرت وزارة الثقافة الجزائرية سحب ترخيص عرض فيلم "باربي" من صالات السينما في البلاد، بحسب ما ذكرته صحيفة الشروق الجزائرية. 
الصورة
عشرات الحرائق المستعرة في شرق الجزائر (فضيل عبد الرحيم/ الأناضول)

مجتمع

تتحدث السلطات الجزائرية عن طابع جنائي لعشرات الحرائق المستعرة، في حين يتواصل النقاش حول غياب خطط استباقية للوقاية، وقدرات السيطرة المبكرة على الحرائق، خاصة أنها تتكرر منذ عام 2018.
الصورة
استشهد عسكريون خلال مهمات إخماد حرائق الجزائر (العربي الجديد)

مجتمع

أعلنت وزارة الداخلية الجزائرية أنّ 34 شخصاً لقيوا مصرعهم في حرائق ضخمة نشبت في غابات بمناطق متفرقة شرقي الجزائر، من بينهم 10 عسكريين، فيما أُجليت مئات العائلات من مجمعات سكنية وصلت إليها النيران.

المساهمون