سورية: تقدّم للنظام شمالي حلب.. ومقتل ناشط إعلامي

سورية: تقدّم للنظام شمالي حلب.. ومقتل ناشط إعلامي

20 أكتوبر 2014
مقتل الناشط الإعلامي قيصر حبيب بدرعا (حسن عبيد/الأناضول)
+ الخط -
تضاربت الأنباء حول سيطرة قوات النظام على معمل الاسمنت، شمالي مدينة حلب، بعد تقدمها على محور سيفات الجبيلة، في وقت أعلنت فيه حركة "نور الدين زنكي" عن تدميرها لسيارة محمّلة بالذخيرة، تابعة لقوات النظام، على مدخل مدينة حلب الغربي، بعد استهدافها بالرشاشات الثقيلة.

وأكد القائد العسكري في تجمّع ثوار الشمال، عبد الجبار أبو ثابت، لـ"العربي الجديد"، سيطرة قوات النظام على معمل الاسمنت، واصفاً الوضع الميداني بالـ"الخطير"، مشيراً إلى أنّ "قوات النظام نجحت في فتح طريق الإمداد لقواتها، التي كانت محاصرة في منطقة سيفات، وذلك عبر سيطرتها على عدة مناطق متقدمة"، فيما أكد الإعلامي، ناقد البيانوني، ضبابية المشهد العسكري، متحدثاً عن عدم وضوح الطرف المسيطر على المعمل المذكور.

من جهته، كشف مصدر عسكري، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن أوضاع سيئة تمر بها قوات المعارضة، محمّلاً لواء "المهاجرين" و"الأنصار"، مسؤولية ضعف قوات المعارضة في جبهة حندرات ومحيطها، بسبب عدم تنسيق الأخير مع الفصائل الأخرى الموجودة في الجبهة.

وحذّر المصدر ذاته قوات المعارضة من تقدّم قوات النظام المتواصل، والتي توشك على الوصول إلى طريق حريتان وحيان، وهي آخر الطرق التي تصل المدينة بريفها.


ويقع معمل الاسمنت على تلّة مرتفعة، تشرف على عدة طرق وتشكل عقدة مواصلات هامة، تصل مدينة حلب بريفها الشمالي والغربي، وبحسب مراقبين، فإن السيطرة على هذا المعمل ستكون بمثابة "ضربة قاسية" تتلقاها قوات المعارضة في المدينة.

ألوية العمري

وفي درعا، قتل مسلحون تابعون لألوية "العمري"، الناشط الإعلامي قيصر حبيب، يوم الأحد، في دار للاستشفاء في حي طريق السد، بعدما أطلقوا الرصاص عليه، انتقاماً لقتله قائد "ألوية العمري" النقيب قيس القطاعنة، قبل نحو شهر ونصف الشهر. وأفاد مدير شبكة "سوريا مباشر"، علي باز، لـ"العربي الجديد"، بأنّ مسلحين اقتحموا، في وقت سابق من يوم الأحد، دار الاستشفاء حيث يتلقى قيصر العلاج، في حي طريق السد وأطلقوا النار عليه، ما تسبّب بمقتله على الفور".

وأصدرت "ألوية العمري"، التابعة لـ"جبهة ثوار سورية"، بياناً توضح فيه أنّ "العملية جاءت بعد التواطؤ الفاضح والتراخي المقصود من محكمة غرز وتأخرهم الداعي للفتنة في المنطقة لمحاكمة المجرم قيصر حبيب، فقمنا، نحن ألوية العمري، بوضع النقاط على الحروف والقصاص من المجرم المذكور آنفاً، ووأد الفتنة التي إن اشتعلت ستحرق كل مَن حولها".

وكانت الحادثة قد بدأت عندما حاول مقاتلو "ألوية العمرية" القبض على حبيب، على خلفية مشادة كلامية دارت بينه وبين القطاعنة في قرية جلين، غربي درعا، انتهت بإطلاق حبيب الرصاص على القيادي العسكري ما تسبب بوفاته بعد نقله إلى مستشفى الرمثا الأردني بساعات إثر إصابته في الرأس والقلب، في حين أطلق مرافقة الأخير الرصاص على الناشط  الإعلامي، الذي أصيب بجروح نقل على أثرها إلى المستشفى.

ويعدّ قيصر حبيب من أبرز الناشطين الإعلاميين في درعا، وعمل بصفة مستقلة ومراسلاً لوسائل إعلام محلية ودولية، بينما يعتبر القطاعنة من أوائل المنشقين عن قوات النظام، وشكل بعد انشقاقه "كتيبة العمري"، وقاد معارك السيطرة على سجن غرز ومنطقة الصوامع وكتيبة الكيمياء.

فتور عربي كردي

وعلى صعيد آخر، وفي ريف حلب الشمالي، فجّر أحد قادة "الجبهة الإسلامية" الميدانيين، مفاجأة من العيار الثقيل، على صفحته على موقع "فيسبوك"، حيث كتب: "إنْ توقف القتال بيننا وبين التنظيم (داعش)، فإننا سوف نتجه لحرب الملحدين في عين العرب". وربط مصدر مقرّب منه هذه التصريحات بـ"أجواء استياء وتململ" بين قوات المعارضة، بسبب ما وصفه "التطاول على الرموز الإسلامية"، وتساءل: "ألم نكن نحن أول المتضررين من تصرفات التنظيم؟".

من جانبه، قال القائد العسكري في صفوف "الجبهة الاسلامية"، محمد بكور، إنّ التصريح لا يمثّل إلا الشخص الذي صرح به، مؤكداً استمرارية المعارك ضد تنظيم "داعش"، في ريف حلب الشمالي.

في غضون ذلك، حملّ مدير تحرير "جريدة كردستان"، عمر كوجير، مسؤولية التوتّر الحاصل إلى "الأطراف الجاهلة من كلا الطرفين (الكردي والعربي)"، متهماً الطرفين بأنهما "يقودان دفّة الخلاف نحو المدارك السيئة". وأشار إلى أن "طول فترة الثورة واستمرارها لما يقارب الأربعة أعوام قد جعل كثيرين من الناس، بغضّ النظر عن أجنداتهم الإثنية أو العرقية، يعانون من حالة توتر، لأن مستوى الألم كبير وبالتالي كثيريون منهم باتوا غير قادرين على ضبط أعصابهم".

وطالب العقلاء من الطرفين العربي والكردي بتحجيم الخلاف والبحث عن بدائل وطنية تؤسس لحالة جديدة من الانتماء السوري تكون بعيدة عن التخرّصات التي لا يستفيد منها غير أعداء الثورة السورية".

دلالات