7 قتلى إسرائيليين في عملية إطلاق نار شمالي القدس المحتلة
قُتل 7 إسرائيليين على الأقل وأصيب 10 آخرون، مساء أمس الجمعة، في عملية إطلاق نار وقعت بالقرب من كنيس يهودي في مستوطنة "النبي يعقوب" شمالي القدس المحتلة، بحسب ما نقلته "فرانس برس" عن الشرطة الإسرائيلية.
واستشهد منفذ العملية، وفق ما أعلنته الشرطة الإسرائيلية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنّ منفذ عملية القدس هو خيري علقم (22 عاماً) من سكان شرق القدس، "وليس له ماضٍ أمني".
وأفاد قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، في تصريحات للصحافيين، بأنّ منفذ عملية إطلاق النار في القدس كان بمفرده.
وقال قائد الشرطة إنّ منفذ العملية وصل بسيارته إلى مستوطنة "النبي يعقوب"، و"أطلق النار على المصلين قرب الكنيس، واستمر في القيادة باتجاه مفترق بيت حنينا، وتمكّنت الشرطة عند وصولها إلى مكان الحادث من تحديد سيارة المنفذ، لكنه أطلق النار باتجاه الشرطة، وحاول الفرار من السيارة وتمكنت الشرطة من إطلاق النار عليه وقتله".
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، اعتقلت أجهزة الشرطة والد منفذ العملية من منزله في حي الطور بالقدس.
تغطية صحفية| مصادر عبرية: "اللحظات الأولى لإطلاق النار بمستوطنة "النبي يعقوب" المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمال القدس". pic.twitter.com/LnNk1WZ3w2
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 27, 2023
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، نقلاً عن الشرطة الإسرائيلية، أنّ "العملية صعبة جداً". وأفادت القناة "13" بأنّ عملية القدس "هي من أسوأ الهجمات التي شهدناها في السنوات الأخيرة".
مشاهد من موقع عملية إطلاق النار قرب بلدة بيت حنينا بالقدس المحتلة قبل قليل. pic.twitter.com/tVmLMnIMSs
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) January 27, 2023
وذكرت وسائل إعلام مختلفة أنّ طائرات الاحتلال حلّقت في سماء شمال القدس المحتلة، بينما علت الهتافات والتكبيرات في منازل الفلسطينيين.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطرق المؤدية إلى مستوطنة "النبي يعقوب"، المقامة على أراضي بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، بعد عملية إطلاق النار.
ووصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى مكان العملية، وتوعّد من هناك، في تصريح لوسائل الإعلام، بأنّ "سياسة التسليح ستتغير في المستقبل ومزيد من المواطنين سيحصلون على السلاح".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكتروني إنّ "عشرات المستوطنين الغاضبين هاجموا بن غفير لفظياً أثناء وجوده في مكان تنفيذ العملية، وقالوا له: "هذه المجزرة حدثت في ظل ولايتك كوزير". وبيّن شريط مصور نشرته الصحيفة أنّ الشرطة الإسرائيلية أخرجت بن غفير من المكان تحت حماية مشددة، بعدما هاجمه المستوطنون بالمكان بكلمات تحمّله مسؤولية الهجوم.
وبعدها وصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليتفقد موقع العملية في مستوطنة "النبي يعقوب"، والتقى بن غفير على أرض الموقع ولم يدلِ بأي تصريح من هناك.
وقطع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت رحلته إلى الولايات المتحدة بسبب العملية، ومن المتوقع أن يصل السبت، ويأمر بالاستعداد بكل الوسائل لاحتمال تدهور الأوضاع في القدس والضفة.
وقال معلق "القناة 12" إيهود يعاري إنه "ينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تخير السلطة، إما أن تدينوا العملية بشكل واضح، أو أن نقطع كل المعاملات معكم بما يشمل أموال المقاصة الشهرية (...)، يجب على الحكومة أن توصل رسالة إلى السلطة أنّ الهجوم على الكنس اليهودية يعني إغلاق الأقصى أمام المصلين غداً".
وتأتي العملية بعد يوم واحد من العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، والذي أسفر عن استشهاد 11 فلسطينياً، أمس الخميس.
ولاحقاً، تبنت "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" عملية القدس.
وقالت عبر حسابها على "تويتر": "تزف كتائب شهداء الأقصى الاستشهادي المنغمس خيري علقم (21 عاماً) من حي الطور في القدس المحتلة".
وأضافت أنّ "العملية تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا، والتي كان آخرها جريمة مخيم جنين، أمس الخميس، وجاءت لتؤكد صوابية خيار المقاومة المسلحة".
منفذ عملية بيت حنينا هذه الليلة خيري علقم هو حفيد الشهيد خيري علقم الذي استشهد عام 1998 طعنًا على يد مستوطنين في القدس المحتلة. pic.twitter.com/zbZdQCz5Na
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) January 27, 2023
وقد عمّت الاحتفالات مساء اليوم الجمعة محافظات الضفة الغربية، وخاصة مدينة ومخيم جنين، بعد العملية.
وجابت مركبات شوارع غالبية مدن الضفة الغربية، وأطلق الشبان أبواق السيارات، وعلت التكبيرات والأغاني الوطنية التي تمجد المقاومة الفلسطينية، فيما أطلق بعض الشبان الألعاب النارية، وسُمعت أصوات إطلاق نار ابتهاجاً بالعملية.
وفي مدينة ومخيم جنين، انطلق الأهالي بمسيرات راجلة على الأقدام وبالسيارات جابت شوارع المدينة والمخيم، ابتهاجاً بعملية القدس، وخرج أهالي مخيم جنين إلى أسطح المنازل وسط فرحة عارمة وهتافات وأغانٍ وطنية تمجد المقاومة الفلسطينية، كما سمعت أصوات إطلاق نار وألعاب نارية بالهواء، للتعبير عن الفرحة بالعملية.
بايدن يبحث مع نتنياهو عملية القدس
وفي وقت لاحق، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو ودان ما أسماه بـ"الهجوم الإرهابي المروع".
وذكر البيت الأبيض في بيان أن "الرئيس قال بوضوح إن هذا كان هجوما على العالم المتحضر"، مضيفا أن بايدن "شدد أيضا على التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل".
استشهاد فتى مقدسي متأثراً بجراحه وإصابة خمسة فلسطينيين برصاص مستوطن جنوبي نابلس
إلى ذلك، استشهد فتى فلسطيني، في وقت متأخر من مساء الجمعة، متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال قبل يومين، خلال مواجهات اندلعت في بلدة سلوان، وسط مدينة القدس.
ونقل مركز معلومات وادي حلوة (حقوقي غير حكومي) عن محامي المركز محمد محمود قوله إنّ "الفتى المقدسي وديع عزيز أبو رموز، البالغ من العمر 16 عاماً، استشهد متأثراً بإصابته مساء الأربعاء، خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في بلدة سلوان".
وتدور مواجهات عنيفة في معظم أحياء وبلدات القدس المحتلة مع نشر شرطة الاحتلال أعداداً كبيرة من عناصرها في هذه الأحياء، في إطار عمليات البحث عن "مشتبهين" ربما يكونون قد قدموا مساعدة لمنفذ العملية.
وتتركز أعنف المواجهات حالياً في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، حيث أعلن عن استشهاد الفتى أبو رموز. وأفاد شهود عيان في البلدة بأنّ الشبان يردون على إطلاق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي بإلقاء الزجاجات الحارقة باتجاههم.
كما تشهد بلدة العيسوية وحي الشياح، مسقط رأس الشهيد علقم، ومخيم شعفاط مواجهات مماثلة، بعد خروج أعداد كبيرة من الفلسطينيين احتفاء بالعملية وسط إطلاق المفرقعات النارية وتوزيع الحلوى.
كذلك أصيب خمسة شبان فلسطينيين، مساء اليوم الجمعة، بجروح، بعدما أطلق مستوطن النار عليهم على مدخل بلدة بيتا جنوبي نابلس،شمالي الضفة الغربية.
وقال الكاتب مجدي حمايل من بيتا، لـ"العربي الجديد"، إنّ بعض الشبان كانوا قد خرجوا احتفالاً بعملية القدس، ووصلوا إلى مدخل البلدة، وأحرقوا نقاطاً عسكرية يستخدمها جيش الاحتلال كحواجز، وفي ذات الوقت، مرّ مستوطن بمركبته وأطلق النار باتجاه الشبان، ما أدى لإصابة خمسة منهم نقلوا إلى المستشفى.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان لها، بأنّ إصابة خطيرة برصاص مستوطن وصلت إلى مستشفى رفيديا الحكومي من بيتا جنوبي نابلس، شمالي الضفة.
تغطية صحفية:"اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال على مفرق بلدة بيتا جنوب نابلس". pic.twitter.com/393wrY1aRr
— فلسطين بوست (@plespost) January 27, 2023
ووفق بيان للهلال الأحمر الفلسطيني، فإنه جرى نقل 5 إصابات بجروح بالرصاص الحي في وضع مسقر من بيتا إلى مستشفى رفيديا الحكومي بمدينة نابلس.
من جانب آخر، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ طواقمه تعاملت مع إصابتين بجروح بالرصاص الحي في الأرجل في مواجهات شهدتها بلدة العيزرية جنوب شرق القدس، تم نقلهما إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله.
إلى ذلك، ألقى شبان زجاجات حارقة وألعابا نارية باتجاه قوات الاحتلال الموجودة على حاجز عسكري قرب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فردت قوات الاحتلال بإطلاق النار، من دون وقوع إصابات.
وشهدت بلدة سلواد شرقي رام الله، وسط الضفة الغربية، مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الجمعة، كما شهد مخيم العروب شمال الخليل مواجهات أخرى. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، أحد الشبان الذي كان يوزع الحلوى ابتهاجاً بعملية القدس.
مباركة من "حماس" و"الجهاد"
وفي ردود الفعل، بارك القيادي في حركة حماس بقطاع غزة مشير المصري عملية إطلاق النار في القدس المحتلة، وقال، في تصريح إعلامي، إنّ هذه العملية "تأتي رداً سريعاً على مجزرة جنين، وهي دليل على حيوية المقاومة وجهوزيتها وقدرة المقاومين على الرد في قلب الكيان، ليدفع ثمن حماقاته ويشرب من ذات الكأس"، مضيفاً أنّ "المقاومة ستبقى للعدو بالمرصاد".
من المواجهات الآن في بلدة الطور بالقدس المحتلة pic.twitter.com/Abgxs6uh2d
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) January 27, 2023
من جهته، قال المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن الضفة الغربية، طارق عز الدين، تعقيباً على عملية القدس: "نبارك في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عملية القدس الفدائية المباركة، التي جاءت في الزمان والمكان المناسبين رداً على مجزرة جنين، هذه العملية رد طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومقدساتنا في كل مكان"، مضيفاً، في تصريح إعلامي، أنّ "هذه العملية المباركة تثبت للقاصي والداني أن مقاومتنا، كما شعبنا، حية وحاضرة في كل الساحات، ولن تسمح لهذا الاحتلال بتنفيذ جرائمه بحق شعبنا الأعزل من دون عقاب يناسب حجم جرائمه".
إدانات من أميركا وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة
ودانت الولايات المتّحدة "بشدّة" ما وصفته بالهجوم المسلّح في القدس، وأعربت عن تضامنها مع إسرائيل قبيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين: "هذا مروّع للغاية (...) إنّنا ندين بأشدّ العبارات هذا الهجوم الإرهابي الواضح. التزامنا بأمن إسرائيل يبقى صارماً، ونحن على اتّصال مباشر بشركائنا الإسرائيليين"، مضيفاً أنه لا يتوقع أي تغيير في رحلة بلينكن إلى إسرائيل المقررة الأسبوع المقبل.
وقال البيت الأبيض إنّ الرئيس الأميركي جو بايدن "وجّه فريقه للأمن القومي بتقديم المساعدة لنظرائهم الإسرائيليين". وقالت كارين جان-بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان أوردته "رويترز": "ندين بشدة الهجوم الشنيع المروع الذي وقع هذا المساء في معبد يهودي بالقدس، نشعر بالصدمة والحزن بسبب فقدان الأرواح". وأضافت: "الهجوم وقع بشكل درامي في اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست الذي يحيي فيه العالم ذكرى من ماتوا في الهولوكوست".
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الجمعة، عن "إدانته الشديدة" لـ"الهجوم" على كنيس يهودي في القدس، ووصفه بأنه "شنيع"، وفق ما ذكره المتحدث باسمه في بيان أوردته "فرانس برس". وقال ستيفان دوجاريك: "إنه من الشنيع للغاية أن الهجوم استهدف مكان عبادة، وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست".
وأدان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي العملية، وقال في بيان عبر موقع "تويتر": "الهجوم على مصلين في معبد في يوم ذكرى المحرقة (الهولوكوست) و(عشية) السبت (يوم الراحة الأسبوعية لليهود)، أمر مروع. نقف مع أصدقائنا الإسرائيليين".
بدورها، دانت فرنسا مساء الجمعة "الهجوم الإرهابي المروّع" في القدس، وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: "هذا الهجوم على مدنيين في وقت الصلاة، وفي اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة، شنيع للغاية".
