العراق: حماية المواكب الحسينية تعيق محاربة "داعش"

العراق: حماية المواكب الحسينية تعيق محاربة "داعش"

02 نوفمبر 2014
داعش قتل 200 من عشيرة البونمر (حماد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
تنشغل الأجهزة الأمنية العراقية، في الآونة الأخيرة، باستنفار طاقاتها وجهدها كافة في خطّة أمنيّة لحماية الزائرين، الذين يحيون ذكرى عاشوراء، الأمر الذي يرى البعض أنّه قد يعيق من قدرتها على التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية"،(داعش).

وقتل تنظيم "داعش" خلال اليومين الماضين نحو 200 من عشيرة البونمر، في محافظة الأنبار، غرب البلاد، وخطف نحو 100 آخرين، بعد أن نفّد سلاحهم وعتادهم خلال معارك خاضوها في مواجهة التنظيم.

ورأى عضو لجنة الأمن البرلمانية، حسن جهاد، أنّ "مراسيم عاشوراء مستهدفة، ومن المفترض أنّ تتوفر لها الحماية، لكن ليس على حساب الوضع الأمني في المناطق الأخرى"، مؤكداً أنّ "أبناء العشائر لهم الدور الأساسي في حسم المعركة مع تنظيم داعش، وقد قاتلوا بكل شجاعة  وما كان في مقدور التنظيم أن يتقدم لولا نفاد سلاحهم، ويجب على الحكومة أن تقدم الدعم لهم وتعيد ثقتهم بها".

وأوضح جهاد، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أنّ "موقف عشائر الأنبار واضح في قتالها ضد (داعش)، وعلى الحكومة في المقابل أن توضّح موقفها من تسليحهم، وتتجاوز الروتين والتأخير واللامبالاة وإهمال الموضوع".

من جهته، انتقد الخبير الأمني، أحمد السعيدي، "تركيز الحكومة على حماية الزوّار، في وقت توجد فيه جبهات قتال متعدّدة في العراق مهملة بلا سلاح ولا عتاد ولا حماية".

ولفت السعيدي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "هناك سوء تخطيط وإهمالاً، قد يكون متعمداً، من الجهات المسؤولة عن الملف الأمني (العراقي)، فلا يوجد تركيز على مواقع الخطر، التي ينشط فيها التنظيم، الذي أصبح قوة لا تغفل، كما لا يوجد استثمار للجهات الحقيقية، التي تستطيع مواجهته والتصدي له (وهم العشائر)".

واعتبر الخبير الأمني أنّ "هذا الأمر قد يؤكّد أنّ خطة رئيس الحكومة الحالي، حيدر العبادي، لحماية المواطنين قد تكون خطة عبثيّة تهمل الجبهات الخطيرة، وتركز على الأمور الثانوية".

ودعا السعيدي، في الوقت نفسه، الجهات المسؤولة عن الملف الأمني العراقي إلى "إعادة صياغة خطة تنسجم مع حجم المخاطر، واستغلال السلاح والعتاد والجهد بوقف تقدم (داعش) خارج بغداد وإدراك حجم الخطر المحدق بالعراق".

وكانت عضو لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، أشواق الجاف، قد تساءلت خلال حديث مع"العربي الجديد"، أمس السبت، عن الخطة والاستراتيجية، التي وضعها العبادي والقادة الأمنيون لحماية المواطنين، ومدى قدرة الخطة على توفير الحماية اللازمة، مطالبة العبادي ووزيري الدفاع والداخلية بالحضور إلى البرلمان، لمعرفة ما هي خطتهم لحماية المواطنين، وهل هناك خطة موضوعة؟ وما هي أولوياتها؟ هل بتسليح العشائر أم زيادة القصف أم ماذا؟.

وتشهد المحافظات، التي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"،(داعش)، أوضاعاً مأساوية، فضلاً عن نزوح أهلها ومعاناتهم، بينما تُرك الباقون صيداً سهلاً أمام التنظيم، بعدما استنفدوا سلاحهم في مواجهته، ولم تصلهم أية إمدادات من الجانب الحكومي.

وكان وزير الدفاع، خالد العبيدي، قد زار أمس السبت كربلاء للاطلاع على الخطة الأمنية الخاصة بزيارة العاشر من محرم الحرام، وأعلن من هناك استخدام الجهد الجوي في الخطة الأمنية لزيارة عاشوراء، من خلال الطوق الخارجي للمدينة.

دلالات

المساهمون