انطلاقة إيجابية لحوار برازافيل الليبي

انطلاقة إيجابية لحوار برازافيل الليبي

12 سبتمبر 2017
اجتماع وفدي مجلسي النواب والدولة على هامش القمة الأفريقية(تويتر)
+ الخط -
أكّد رئيس لجنة الحوار التابعة لمجلس الدولة الليبي موسى فرج، أنّ اللقاء الأول الذي تم بالعاصمة الكونغولية برازافيل بين لجنتي الحوار (اللجنة التابعة لمجلس الدولة واللجنة التابعة للبرلمان) كان "إيجابياً وأنه عقد وسط أجواء من التفاؤل"، مشيراً إلى أن اللجنتين اتفقتا على عقد لقاءات داخل ليبيا دون وجود أي وسيط.

وقال موسى في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن "لجنتي الحوار اتفقتا على إعداد صياغتين لتحديد النقاط المراد تعديلها بالإضافة إلى شكل التعديل للبدء في الجلسات والتي يرجح أن تكون خلال الأسبوع الأخير من هذا الشهر". ورجح موسى أن تستمر الجلسات لأكثر من جلسة، لكنه استدرك قائلاً "لا أعتقد أنها ستطول للوصول إلى مرحلة التعديل الأخيرة".

وأضاف "لقد أبدى وفد لجنة الحوار عن البرلمان نيته في تقديم تنازلات كما وعدنا بذلك من أجل إنهاء الأزمة في أقرب وقت، وأن لا نترك البلاد تسير باتجاه فراغ سياسي".

ويعد اتفاق لجنتي الحوار السياسي عن البرلمان ومجلس الدولة الليبيين، القاضي بالبدء في جلسات تعديل الاتفاق السياسي، أبرز مخرجات قمة "برازافيل" بشأن الملف الليبي.

وعقدت اللجنة رفيعة المستوى المعنية بليبيا التابعة للاتحاد الأفريقي، اجتماعها الرابع على مستوى رؤساء الدول والحكومات، يوم السبت الماضي، لمناقشة الأزمة الليبية في العاصمة الكونغولية برازافيل.

وفي السياق، كشف مصدر مقرب من رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أن "قادة الاتحاد الأفريقي ضغطوا بشدة على ممثلي الأطراف الليبية بضرورة إشراكهم في حل الأزمة الليبية، ورفضوا استبعادهم وترك البلاد ساحة الصراع الفرنسي الإيطالي"، مضيفاً أن "حملة ضغط قادتها الجزائر التي تملك صلات واسعة مع قادة أفارقة".

وأكد المصدر في حديث لـ"العربي الجديد"، وجود "تقارب جزائري مصري في الآونة الأخيرة من أجل بلورة رؤية موحدة للحد من النفوذ الأوروبي، لا سيما الفرنسي الحليف الأقرب للواء المتقاعد خليفة حفتر". لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن "هذا التقارب غير صلب ويمكن للقاهرة أن تتراجع تحت الضغط الفرنسي والخليجي".

وعن إمكانية نجاح الجولات المقبلة بين لجنتي الحوار السياسي، اعتبر المصدر أن الأمر مرهون بفك حدّة الأزمة بين إيطاليا وفرنسا، مؤكداً أن إيطاليا كانت قريبة جداً من دعم الحراك الأفريقي الذي يخشى من تزايد تواجد فرنسا في ليبيا وسعيها للانفراد بمقاليد الأمور هناك.

كما لفت إلى أن "الحضور الأقوى واللافت في قمة برازافيل كان الحضور لطرف طرابلس، لا سيما مجلس الدولة، والذي يرأسه عبدالرحمن السويحلي المقرّب من ساسة إيطاليين". وبحسب المصدر نفسه، فقد "استطاع السويحلي أن يقصي حفتر من حضوره في القمة أو وجود تمثيل عسكري له". لكنه اعتبر في المقابل، أن الضغط الأفريقي لن يضعف حفتر بشكل كبير.

من جهته، رأى، المحلل السياسي الليبي، صالح العزومي، في حديث مع "العربي الجديد"، "أن حفتر قد بدأ يدندن بلغة السلاح لممارسة ضغط جديد لصالح معسكره"، قائلاً إن "الحشود العسكرية الضخمة التي أعلنت قيادة حفتر، أمس الإثنين، عن وصولها إلى منطقة بن جواد تحت ذريعة ملاحقة فلول داعش، والتي ظهرت في منطقة جنوب سرت والنوفلية مجدداً ستكون لها وجهة أخرى". ورجح أن تكون وجهة حفتر الجديدة سرت.

ولفت العزومي إلى أن "حفتر سيمارس ضغوطه على معسكر البنيان المرصوص بعد أن تمكن من تحييد سرايا الدفاع عن بنغازي خصمه العنيد، الذي كان يعسكر في الجفرة"، مبيناً أن "شماعة داعش وتحركاته الأخيرة ستكون ذريعة للتحرك باتجاه سرت".

وأضاف أن "حفتر يسعى لفتح جبهات قتال جديدة لإطالة أمد الأزمة وصولاً إلى نهاية العام، حيث سيعطيه انتهاء مدد الأجسام السياسية الحالية ذريعة للاستحواذ على البلاد عسكرياً تنفيذاً للمهلة التي ضربها للقادة السياسيين منذ يوليو/تموز الماضي".

وفي هذا الصدد، قال العزومي إن "حفتر لم يحظ بترحيب أفريقي خلال القمة الحالية كما هو واضح، والرفض العلني لرئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي وجود حفتر ممثلا للمؤسسة العسكرية في قمة برازافيل يعني عدم القبول بحذف المادة الثامنة من الاتفاق السياسي وبالتالي لن يصل إلى طموحاته من خلال تعديل الاتفاق السياسي"، معتبراً أن خيار حفتر الوحيد التصعيد العسكري ومحاولة الاقتراب من طرابلس ومصراته وإطالة أمد الأزمة وصولاً إلى نهاية العام.