ترهيب إسرائيلي وتدخلات غربيّة لتطويق تظاهرات الداخل الفلسطيني

ترهيب إسرائيلي وتدخلات غربيّة لتطويق تظاهرات الداخل الفلسطيني

06 يوليو 2014
يلتقي غنايم مع ليفني بصفة شخصية غداً (نضال وتد)
+ الخط -


أكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى، في لجنة "المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل"، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، أن "السفارتين البريطانية والفرنسية، تدخلتا لدى قيادات عدة في الداخل الفلسطيني لطلب الهدنة، ووقف التظاهرات المتواصلة في الداخل الفلسطيني".

وأوضح المصدر، الذي رفض نشر اسمه، أن "السفارة البريطانية اتصلت برئيس اللجنة القطرية، مازن غنايم، وعرضت عليه الأمر، وتم الاتفاق على دعوته وأعضاء اللجنة القطرية (رؤساء البلديات)، إلى جانب رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، لاجتماع، يتم خلاله أيضاً تناول القضايا الملحة للعرب في الداخل".

وأشار إلى أنه "إلى جانب هذه الاتصالات واتصال الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، ووزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، أمس، لطلب التهدئة، فقد تلقت الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، توجهات من جهات رسمية وأخرى غير رسمية، دعت من خلالها إلى الضغط باتجاه التهدئة ووقف التظاهرات".

وأكد رئيس اللجنة، محمد زيدان، لـ"العربي الجديد"، أن "غالبية الحضور أجمعوا على رفض المبادرة للاتصال بالجهات الحكومية الإسرائيلية، أما في حال بادرت الحكومة للاتصال، فلا بأس في طرح المواقف لعرب الداخل، على ألا يقوم أي طرف بخطوة منفردة".

وأقرّ بأنه "جرت اتصالات حكومية مع الجبهة ومع غنايم، المقرر أن يلتقي غداً، بصفة شخصية، وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، لبحث التطورات والتصعيد الحاصل في الداخل". كما لم ينف زيدان الدعوة البريطانية وخلفياتها.

ولفت إلى أن "لجنة المتابعة العليا أقرّت، اليوم الأحد، تنظيم تظاهرة، يوم الجمعة المقبل، في الناصرة بعد تنسيق الأمر مع رئيس البلدية، علي سلام". وأضاف أن "اللجنة شدّدت على وجوب أن توقف الحكومة الإسرائيلية، أولاً كل الانفلات العنصري والتحريض الدموي ضد الجماهير العربية، وقياداتها. وفي مقدمة ذلك تحريض وزير الخارجية، إفيغدور ليبرمان، ضد النائبة حنين زعبي، وتهديدها بالقتل، واللهجة التحريضية التي يتبعها أهرونوفيتش، ضد المتظاهرين العرب".

وقال إن "اللجنة أقرت بحق الفلسطينيين في الداخل بالتظاهر، احتجاجاً على القمع في الأراضي المحتلة، وعلى التحريض الدموي ضدها، خصوصاً بعد أن بات الفلسطيني في الداخل يخاف على نفسه ويفتقد للأمان العام".

إلى ذلك، اشتكى رؤساء البلديات العربية، خلال جلسة لجنة المتابعة، اليوم الأحد، بأن جهات حكومية هددتها، أمس السبت، بمنع موظفيها من دخول البلدات العربية. فقد أعلن رئيس بلدية أم الفحم، خالد حمدان، أمام اللجنة، أن "وزارة الصحة أبلغته رسمياً، أمس السبت، بأنها أصدرت توجيهات لمفتشي الصحة بعدم دخول أم الفحم باعتبارها مدينة غير آمنة".

في غضون ذلك، تواصلت مساء اليوم، التظاهرات الصاخبة التي تجددت في الناصرة، وطمرة وقرية الفريديس، فيما دفعت شرطة الاحتلال بقوات معززة لقمع المتظاهرين، مستخدمة القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع، كما شنّت حملة اعتقالات واسعة. واعتقلت في طمرة وحدها أكثر من 14 متظاهراً، وعدداً آخر من القاصرين في الناصرة.

وقام أهرونوفيتش بزيارة "تفقدية" للناصرة، ومنطقة العين في مركز المدينة، مجدداً تهديداته بأن "الشرطة لن تسمح بإغلاق الطرقات، وأنها ستقمع كل مَن يعرقل حركة السير، ويحاول إغلاق الطرق". وزعم  بأن "الناصرة مدينة سياحية مهمة ولا يجوز إلحاق الأضرار فيها".

ووفقاً لمركز "عدالة لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل"، فقد تجاوز عدد المعتقلين في السجون الاسرائيلية، أمس السبت واليوم الأحد، الـ70 معتقلاً. وأشارت المحاميّة في مركز "عدالة"، سهاد بشارة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى "ممارسات خطيرة انتهجتها الشرطة بشكلٍ مفرط وبأوامر من قيادة مركز الشرطة، حيث منعت القاصرين (وبعضهم من مواليد العام 1998 و1999) من لقاء محام قبل التحقيق، ومنعتهم من تواجد ولي أمرهم معهم خلال التحقيق، كما حققت معهم في ساعات الليل المتأخرة، وهي كلها أمور محظورة قانونياً". وسيتأنف مركز "عدالة"، أمام المحكمة المركزيّة على قرار تمديد اعتقال الموقوفين.

المساهمون