تشكيل "الفيلق الخامس" في ريف إدلب لإسقاط النظام السوري

تشكيل "الفيلق الخامس" في ريف إدلب لإسقاط النظام السوري

07 سبتمبر 2014
تتقدم المعارضة السورية في القنيطرة (أحمد علي/الأناضول/Getty)
+ الخط -
اندمج عدد من تشكيلات المعارضة المسلحة، اليوم الأحد، في ريف إدلب كلياً، تحت مسمى "الفيلق الخامس" التابع لـ "الجيش الحر"، بهدف إسقاط النظام وتحقيق الأمان للشعب السوري، في حين واصلت قوات النظام غاراتها الجوية على محافظة الرقة شرقي البلاد.

وذكر قادة الفصائل العسكرية في بيان، أنه "تم اعتماد علم الثورة السورية كراية واحدة لجميع تشكيلات الفيلق، والعمل ضمن هيكلة عسكرية واحدة يقودها مجلس عسكري مشترك، مهمته الأساسية إسقاط نظام بشار الأسد وتأمين الاستقرار والأمان للشعب السوري".

ودعت قيادة الفيلق الذي يضم الفرقة "13"، والفرقة "101 مشاة"، وألوية "فرسان الحق"، واللواء "الأول"، ولواء "فرسان الحق"، ولواء "صقور جبل الزاوية"، الفصائل كافة العاملة على الأراضي السورية إلى التوحد والعمل المشترك.

وفي هذا الإطار، قال قائد لواء "فرسان الحق"، المقدم فارس البيوش لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الخطوة تأتي ضمن العمل من أجل التجمّع، بغية تشكيل جيش موحد ضد قوات النظام وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، وكل من يقف في وجه الثورة السورية".

وأوضح البيوش، أن "أي منطقة عسكرية في إدلب حالياً، وفي سورية لاحقاً، هي هدف حتى تحرير كل التراب السوري". ونفى الأنباء عن تلقي "الفيلق" دعماً أميركياً للمشاركة في الحلف الدولي الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي بارك أوباما للقضاء على "داعش" في سورية والعراق.

وسبق أن شُكّلت الكتائب العسكرية في مدينة سرمدا في ريف إدلب "مجلس قيادة الثورة"، أمس السبت، بناء على توجهات المجلس الأعلى للثورة السورية، واستكمالاً لمبادرة "واعتصموا".

ميدانياً، يشهد ريف إدلب تطورات مهمة لصالح المعارضة، بعد بدء معركة "الجسد الواحد" قبل نحو شهر، والتي مكنت المعارضة من السيطرة على عدد من حواجز قوات النظام قرب معسكري وادي الضيف والحامدية، بينما بدأت قبل نحو أسبوع معركة جديدة تحت شعار "الجيش الواحد"، بهدف فتح طريق يمتد من إدلب حتى حماة.

وفي إدلب أيضاً، قال قائد "جبهة ثوار سوريا" جمال معروف، إن "مقاتلي الجيش الحر هم الثوار الحقيقون". وأشار إلى أنّهم "ماضون في هدفهم نحو إسقاط النظام وتحرير سورية من عصابات أبو بكر البغدادي التكفيرية"، في إشارة إلى زعيم "داعش".

وأكد معروف، خلال كلمة ألقاها أمام جمع من مقاتلي "الجيش الحر" في جبل الزاوية في ريف إدلب الغربي، وبثت على موقع التواصل الاجتماعي "يويتوب"، أن "الحر سيسترجع محافظتي الرقة ودير الزور من التنظيم، وسيسعى كذلك إلى فك الحصار عن حلب".

إلى ذلك، واصلت القوات النظامية السورية غاراتها الجوية على محافظة الرقة، ما تسبب بسقوط مزيد من القتلى والجرحى.

وقال الناشط الإعلامي أبو بكر لـ"العربي الجديد"، إن "الطيران الحربي شن ست غارات اليوم على محافظة الرقة، وأسفرت إحدى الغارات التي استهدفت أحد المنازل، إلى مقتل مدنيين اثنين وسقوط عدد من الجرحى".

وكانت حصيلة القتلى قد وصلت السبت إلى نحو 50 مدنياً، وأكثر من 60 جريحاً، جراء شن النظام ثماني غارات على مدينة الرقة بالصواريخ، استهدفت إحداها مخبزاً في شارع الرئيسي.

القنيطرة

في سياق متصل، أحرز مقاتلو المعارضة تقدماً جديداً في منطقة ريف القنيطرة الحدودية مع الجولان المحتل من إسرائيل، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، تسببت في مقتل 26 عنصراً من قوات النظام و17 مقاتلاً، حسبما ذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان".

وتتواصل المعارك في هذه المنطقة منذ أواخر أغسطس/آب عندما تمكن مقاتلون من "جبهة النصرة" و"جبهة ثوار سوريا" وكتائب إسلامية، من السيطرة على معبر القنيطرة الحدودي.

وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إن مقاتلي الكتائب المعارضة تمكنوا منذ ذلك الوقت من السيطرة على "عدد من التلال الحدودية أو القريبة من الجولان المحتل، وقرى في محيطها، ما أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين".

وأضاف، أن "النظام حاول أمس استرجاع بلدة مسحرة، لكنه فشل في ذلك"، مشيراً إلى "مقتل 43 عنصراً من الطرفين".

نزوح جماعي
في المقابل، تشهد مدينة جرمانا القريبة من دمشق منذ البارحة عمليات نزوح للسكان، بعد تسلل مقاتلي المعارضة إلى أحد أحيائها (الدخانية)، أعقبه استنفار أمني وعسكري وإعلامي للنظام، ما تسبب بحالة هلع لسكان المدينة البالغ عددهم نحو 400 ألف نسمة.

وأفاد مصدر مطلع من داخل المدينة، لـ "العربي الجديد"، أن أصوات الاشتباكات لا تزال تسمع في الأحياء الشمالية، ما أدى إلى حالة فرار جماعي".

في المقابل، استقدم النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة، وأغلق مداخلها أمام حركة السيارات، على الرغم من إقرار النظام بتسلل مقاتلي المعارضة إلى الحي، وأسر عدد من "الشبيحة".

من جهتها، أكدت التنسيقيات سقوط الحي بيد المعارضة، وضرب حاجز الكباس على المتحلق الجنوبي المحاذي لجرمانا، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر النظام.

وكانت فصائل المعارضة المسلحة أكدت سابقاً أنها لن تدخل جرمانا، داعيةً المرجعيات الدينية من الدروز والمسيحيين، إلى عدم تمكين النظام من استخدام مدينتهم لضرب الجوار، لكن تلك المطالب، بحسب أحد ناشطي المدينة، كانت في الواقع فوق طاقة تلك المرجعيات.

ويستدرك الناشط موضحاً، بأنه وبعد اقحام المدينة في "الحملة العسكرية للنظام على البلدات المجاورة، وخاصة الحملة على المليحة، وتحويلها إلى نقطة تجمّع وانطلاق لعملياته، إزدادت المخاوف من مغامرة قتالية من قبل كتائب المعارضة لدخول المدينة، بهدف ضرب المراكز الأمنية والعسكرية للنظام".

ورصدت تنسيقيات الغوطة الشرقية، 3 طائرات "ميغ" في سماء العاصمة دمشق، قالت أنها أغارت على أحياء في جوبر والكباس وعين ترما وأطراف دويلعة. كما رصدت نحو 30 غارة نهاراً وأكثر من خمسة ليلاً، وأكثر من 300 قذيفة على مدار اليوم، خصوصاً في جوبر ووادي عين ترما، المحاذي لحي الدخانية.

وأضافت، نقلاً عن شهود عيان، بأن سيارات الإسعاف في دمشق لا تتوقف على جميع المحاور، والتعزيزات العسكرية تتوجه إلى كل نقاط التماس، والاستنفار على كل حواجز دمشق.
ويرى الناشط المعارض، بأن التقدم اليوم لقوات المعارضة في محيط جرمانا، يهدف إلى تخفيف الضغط على جبهة حي جوبر الدمشقي، الذي يتعرض إلى حملة عسكرية غير مسبوقة منذ نحو 10 أيام، ويجري قصفه بمختلف أنواع الأسلحة، في محاولة من النظام لتسويته بالأرض والعبور منه الى الغوطة الشرقية.

المساهمون