سورية: "داعش" يستغل خلافات الفصائل ويسيطر على دير الزور

سورية: "داعش" يستغل خلافات الفصائل ويسيطر على دير الزور

16 يوليو 2014
دير الزور في قبضة "داعش" (أحمد عبود/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

رأى قياديون في المعارضة السورية المسلحة في دير الزور، أن سبب خسارة المدينة مؤخراً لصالح تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، هو قلة الدعم، والفرقة الحاصلة بين ألوية "الجيش الحر" بعضها مع بعض، ومع باقي التنظيمات، في مقابل الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه "داعش"، مستغلا تقدمه في العراق.

وساعدت السيطرة على ريف دير الزور الشرقي بالقتال ثم البيعة، ومن ثم ضمان الريف الغربي بالبيعة، عناصر "داعش" لبسط السيطرة على المدينة بشكل أسرع من المتوقع، إذ كان جزء من قادة "الجيش الحر"، قد أعلنوا البيعة سابقاً لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في حين التزم جزء آخر الحياد بحجة عدم قتال المسلم للمسلم، كـ"كتائب محمد"، وبقيت عناصر "جبهة النصرة"، وحركة "أحرار الشام" تقاتل عناصر التنظيم.

ومثّل الإعلان الاثنين، عن مقتل قائد "جبهة النصرة" صفوان الحنت الملقب بأبي حازم، خلال محاولته الهرب إلى قرية حطلة للحاق عناصر من "النصرة" باتجاه درعا والقلمون وإدلب، بداية دخول "داعش" إلى المدينة، حيث اقتحمتها أربع سيارات عبر الجسر الكبير (المعبر البري الوحيد للأحياء الخاضعة لسيطرة "الجيش الحر" في مدينة دير الزور، ويصل تلك الأحياء مع الريف بشكل مباشر، ويقع على الفرع الكبير لنهر الفرات)، والذي كان بعض المبايعين للتنظيم قد قاموا بنزع العبوات الناسفة، التي وضعت تحته تمهيداً لدخول المدينة.

وأوضح أبو عمار، وهو أحد القادة الميدانيين الذين غادروا مدينة دير الزور، لـ"العربي الجديد"، أن الثوار في المدينة كانوا غير قادرين على صد الهجوم الذي ينفذه "داعش"، وذلك نتيجة امتلاك التنظيم أسلحة ثقيلة ومتنوعة، مضيفاً أن المدينة تحت الحصار منذ أكثر من شهر، ولا توجد إلا كميات قليلة من الذخيرة لصد محاولات الاقتحام.

من جانبه، كشف قائد المنطقة الشرقية سابقاً المقدم محمد العبود، أن أحد أهم أسباب سيطرة "داعش" على مدينة دير الزور، أن "الدول التي تقدّم نفسها على أنها داعمة للثورة السورية، لم تقدّم طلقة واحدة لدير الزور منذ يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بل وتقصدت إهمال المنطقة تماماً".

وأوضح القيادي، الذي كان أحد الموقّعين على بيان استقالة جماعية من هيئة أركان "الجيش الحر" قبل نحو شهر، لـ"العربي الجديد"، أن "السبب الآخر هو الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه "داعش" من العراق، إضافة إلى الفرقة الحاصلة بين ألوية "الجيش الحر" بعضها مع بعض ومع باقي التنظيمات، متحدثاً عن وضع مأسوي بالنسبة للمدنيين، الذين فضل جزء كبير منهم النزوح خصوصاً إلى تركيا".

من جانب آخر، رأى قائد المجلس العسكري الثوري في دير الزور، مهند طلاع، أن "داعش" لن يصطدم مع المقاتلين المعارضين له في المدينة، لأنه في حال طلب البيعة، فإن المعارك ستندلع بين الطرفين، أو سيغادر جزء كبير من مقاتلي "الجيش الحر" الى خارج المدينة إن اضطروا لذلك.

وأكد طلاع لـ"العربي الجديد" أن "المعارضة الحقيقية هم المقاتلون الموجودون على الأرض، وليس من في الخارج، الذين لم يكلفوا أنفسهم بالسؤال ماذا يحدث في دير الزور".

يذكر أن عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطروا على الأحياء الخاضعة لمقاتلي "الجيش الحر" و"الكتائب الإسلامية"، خلال اتفاق صلح بين الطرفين.

ومن المتوقع أن ينتشر "داعش" اليوم الأربعاء، في أحياء العمال، المطار القديم، الخسارات، الحويقة، الحميدية، الشيخ ياسين، الرشدية، الجبيلة، الموظفين. في حين يبقى لعناصر القوات النظامية حيي القصور والجورة، والجبل المطل على المدينة، ما يضع كل من "داعش" والنظام أمام اختبار حقيقي حول حقيقة ما يتم تداوله عن ارتباط بينهما بعد أن بقي للنظام نقطة تمركز وحيدة في عمق الخلافة التي أعلن عنها تنظيم "داعش" واستشرس في طرد كل قوات المعارضة منها.

وتُعتبر دير الزور ثاني أكبر محافظة سورية من حيث مساحتها التي تبلغ 33 ألف كيلومتر مربع.

المساهمون