واشنطن: ترامب يريد التوصل لاتفاق ينهي حرب أوكرانيا بحلول 8 أغسطس
استمع إلى الملخص
- شهدت كييف هجومًا روسيًا بالصواريخ والطائرات المسيّرة، مما أدى إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 135 آخرين، بينما أعلنت روسيا استهدافها لمطارات عسكرية ومستودعات ذخيرة، نافية استهداف المدنيين.
- أعلنت روسيا سيطرتها على مدينة تشاسيف يار، وهو ما نفاه الجيش الأوكراني، وتسعى أوكرانيا لتعزيز قواتها من خلال السماح للرجال فوق 60 عامًا بالتطوع وتقديم مزايا مالية لجذب الشباب.
أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبّر بوضوح عن رغبته في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الروسية على أوكرانيا بحلول الثامن من أغسطس/ آب. وقال الدبلوماسي الأميركي البارز، جون كيلي، أمام المجلس المكوَّن من 15 عضواً: "يتعين على كل من روسيا وأوكرانيا التفاوض على وقفٍ لإطلاق النار وعلى سلام دائم. لقد حان الوقت للتوصل إلى اتفاق. أوضح الرئيس ترامب أنه يجب تحقيق ذلك بحلول الثامن من أغسطس، والولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ تدابير إضافية لضمان تحقيق السلام".
وكان ترامب قد صرّح، يوم الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة ستبدأ بفرض رسوم جمركية وإجراءات أخرى على روسيا "في غضون عشرة أيام"، إذا لم تُحرز موسكو أي تقدم نحو إنهاء حربها في أوكرانيا. وعقدت كييف وموسكو ثلاث جولات من المحادثات في إسطنبول هذا العام، أسفرت عن تبادل أسرى ورفات جنود، لكنها لم تحقق أي تقدم نحو إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات. وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أمام المجلس: "نعتزم مواصلة المفاوضات في إسطنبول"، لكنه أضاف: "رغم الاجتماعات في إسطنبول، لم يختفِ حزب الحرب في الغرب... لا نزال نسمع أصوات أولئك الذين يرون في الدبلوماسية مجرد وسيلة لانتقاد روسيا وممارسة الضغط عليها".
من جانبها، قالت نائبة السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة، كريستينا هايوفيشن، إنه تجب مواجهة روسيا "بالوحدة والعزيمة والعمل". وأضافت أمام المجلس: "نسعى إلى سلام شامل وعادل ودائم، يقوم على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وليس أقل من ذلك. ونؤكد مجدداً أن الوقف الكامل والفوري وغير المشروط لإطلاق النار هو أمر أساسي. إنها الخطوة الأولى لوقف حرب روسيا العدوانية على أوكرانيا".
وفي اتصال مرئي أثناء مؤتمر صحافي بمناسبة مرور 50 عاماً على توقيع "اتفاقية هلسنكي" بشأن احترام الحدود وسلامة الأراضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "أرى أنه من الممكن الضغط على روسيا لإنهاء هذه الحرب". وأضاف: " لكن ما لم يسع العالم إلى تغيير النظام في روسيا، فإن ذلك يعني أن موسكو ستواصل محاولة زعزعة استقرار البلدان المجاورة حتى بعد انتهاء الحرب".
قتلى بهجوم روسي على كييف
في السياق ذاته، أعلن مسؤولون في أوكرانيا مقتل 12 شخصاً، بينهم طفل يبلغ من العمر ستة أعوام، وإصابة 135 آخرين في هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيّرة على العاصمة كييف، في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس. وشارك أكثر من 1200 عنصر من رجال الشرطة والإنقاذ في التعامل مع تبعات الهجوم. وقالت وزارة الداخلية إن عمليات البحث عن المحاصرين تحت الأنقاض استمرت حتى ما بعد الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش.
وقال زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 300 طائرة مسيّرة وثمانية صواريخ. وكتب زيلينسكي عبر تطبيق "تليغرام": "شهد العالم اليوم مجدداً رد روسيا على رغبتنا في تحقيق السلام بالتعاون مع أميركا وأوروبا. لذا، فإن السلام من دون قوة مستحيل". وأعلنت السلطات في مدينة كييف أن يوم غدٍ الجمعة سيكون يوم حداد على أرواح الضحايا.
من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت مطارات عسكرية ومستودعات ذخيرة في أوكرانيا، بالإضافة إلى منشآت وصفتها بأنها تابعة للمجمّع الصناعي العسكري في كييف. وقالت وزارة الداخلية إن 11 طفلاً أُصيبوا، وهو أعلى عدد من الإصابات بين الأطفال في هجوم واحد على المدينة منذ بدء الغزو الروسي الشامل قبل نحو ثلاثة أعوام ونصف العام.
وقد كثّفت روسيا، التي تنفي استهداف المدنيين، هجماتها الجوية في الأشهر القليلة الماضية على بلدات ومدن أوكرانية بعيدة عن خط المواجهة. وقال مسؤولون إن من بين المباني المتضررة في العاصمة 27 موقعاً، تشمل مدارس ومستشفيات. وكتب زيلينسكي على منصة إكس: "كان الهجوم خبيثاً للغاية، ومحسوباً بشكل متعمد لإرهاق منظومة الدفاع الجوي". ونشر مقطعاً مصورًا يُظهر أنقاضاً مشتعلة، مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً ما زالوا عالقين تحت أنقاض مبنى سكني دُمّر جزئياً.
الجيش الروسي يؤكد السيطرة على تشاسيف يار شقي أوكرانيا
وفي المقابل، أكد الجيش الروسي اليوم سيطرته على مدينة تشاسيف يار، وهي مركز مهم للجيش الأوكراني في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. وتشهد تشاسيف معارك واسعة منذ أشهر. من جانبه، نفى الجيش الأوكراني الخميس أن تكون روسيا استولت على بلدة تشاسيف يار بشرق أوكرانيا، على ما أعلن متحدث باسم وحدة تقاتل في تلك المنطقة لوكالة فرانس برس. وقال المتحدث باسم "مجموعة القوات الاستراتيجية العملياتية خورتيستيا" فيكتور تريغوبوف: "أنصح دائما بعدم اعتبار وزارة الدفاع الروسية مصدراً للمعلومات. إنهم ببساطة يكذبون بشكل ممنهج".
وكانت السلطات الأوكرانية قد أعلنت، أمس الأربعاء، مقتل ثلاثة جنود وإصابة 18 آخرين جراء قصف صاروخي روسي لموقع تدريب للجيش الأوكراني، في أحدث هجوم شكّل حرجاً للمسؤولين العسكريين الذين يواجهون صعوبة في تعويض النقص الحاد في الأفراد خلال حرب بدأت منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام ونصف العام. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القصف الصاروخي أسفر عن مقتل أو إصابة نحو 200 جندي أوكراني.
وأفادت الوزارة بأن مركز التدريب الأوكراني الـ169، الواقع قرب هونشاريفسكي في منطقة شيرنيهيف، تعرض لقصف بصاروخين من طراز إسكندر، أحدهما مزود بذخائر فرعية ضد الأفراد، والآخر محمل بمتفجرات شديدة الانفجار. ورغم أن قوام الجيش الأوكراني يتجاوز المليون فرد، بما في ذلك الحرس الوطني ووحدات أخرى، فإنها لا تزال في حاجة ماسة إلى المزيد من الأفراد.
وذكرت القوات الجوية الأوكرانية، أمس الأربعاء، أن روسيا واصلت حملتها الجوية المكثفة ضد أهداف مدنية أوكرانية، حيث نفذت هجمات بـ78 طائرة مسيرة هجومية خلال الليل، من بينها ما يصل إلى ثماني طائرات مسيرة نفاثة مطورة حديثا، وأسفرت هذه الهجمات عن إصابة خمسة أشخاص على الأقل.
ووقّع زيلينسكي، أمس الأول الثلاثاء، قانوناً يسمح للرجال الأوكرانيين الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً بالتطوع وتوقيع عقود مع القوات المسلحة. ويتيح القانون للأشخاص الذين يرغبون في المساهمة بخبراتهم ومهاراتهم، خاصة في الأدوار غير القتالية أو المتخصصة، الانضمام إلى الخدمة.
وبدأت وزارة الدفاع الأوكرانية، في فبراير/ شباط الماضي، في تقديم مزايا مالية جديدة وغيرها، والتي تأمل من خلالها بأن تجذب الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما للانضمام إلى الخدمة العسكرية. ويتم إعفاء الرجال في هذه الفئة العمرية من التجنيد الإلزامي في البلاد، والذي يشمل الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و60 عاما. وخفضت أوكرانيا سن التجنيد الإجباري من 27 إلى 25 عاماً، لكن هذا الإجراء لم يفلح في سد النقص في الصفوف أو تعويض الخسائر في ساحة المعركة.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)