غضب مصري من التصعيد في قطاع غزة

غضب مصري من التصعيد في قطاع غزة

02 نوفمبر 2019
تتعالى أصوات اليمين بإسرائيل لصالح مهاجمة غزة (فرانس برس)
+ الخط -

أغضب التصعيد الأخير في قطاع غزة مسؤولي الملف الفلسطيني بجهاز المخابرات العامة المصرية بعد إطلاق رشقة صواريخ على مستوطنات غلاف غزة، مساء الجمعة، على الرغم من اتفاق مصري مع حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي على التزام ضبط النفس وعدم افتعال أي أزمات في الفترة الراهنة.

وبحسب مصادر مصرية خاصة، فإن اتصالات اتسمت بالحدّة أجراها مسؤولون في الاستخبارات المصرية، مساء الجمعة، بقيادات حماس والجهاد في أعقاب إطلاق صواريخ من القطاع صوب المستوطنات الإسرائيلية، بعد يوم طويل وعاصف من المواجهات مع مسيرات العودة.



وقالت المصادر إن "مسؤولي الجهاز بدوا في موقف حرج للغاية أمام القيادة السياسية، والطرف الإسرائيلي، في ظل تأكيدات بالتوصل إلى اتفاق لتثبيت التهدئة، في الفترة الراهنة مع قيادتي حماس والجهاد، وهو الاتفاق الذي أفرجت مصر بموجبه عن نحو 25 من أعضاء حركة الجهاد الذين كانوا محتجزين لدى القاهرة".

وجدد المسؤولون في جهاز المخابرات العامة المصري، بحسب المصادر، تلويحهم بالانسحاب من اتفاق الوساطة الخاصة بالتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل عدم الاعتداد بالاتفاقات مع القاهرة.

وقالت المصادر: "في الوقت الراهن، لا تدري القاهرة ماذا سيحدث خلال الساعات القادمة وهل ستتطور الأمور لمواجهة شاملة أو لا، خاصة في ظل تصاعد الأصوات داخل إسرائيل بضرورة توجيه ضربة عسكرية قوية إلى القطاع، بخلاف أصوات لسياسيين داخل اليمين المتطرف ببدء معركة عسكرية كحل لإنهاء الخلافات السياسية التي تشهدها تل أبيب وتعطل تشكيل الحكومة حتى الآن".

وبحسب المصادر، فإن الجانب الإسرائيلي أبلغ القاهرة عبْر اتصالات جرت مساء الجمعة، قبل بدء عملية الرد على إطلاق الصواريخ التي انطلقت من القطاع، بأن حركة الجهاد هي من تقف وراء تلك العملية، وهو ما أغضب الجانب المصري الذي توصل إلى اتفاق منذ أيام قليلة مع وفد من الحركة بقيادة أمينها العام زياد النخالة، وقائد سرايا القدس بهاء أبو العطا على تثبيت التهدئة، مقابل مزيد من العلاقات المتطورة بين الحركة والقاهرة.

وتضيف المصادر: "ما زالت هناك مشاورات مصرية بشأن ما إذا كانت تلك العملية تحركاً فردياً من جانب "الجهاد" أو أن الأمر يشتمل على تنسيق أدوار بين حماس والجهاد".

وكشفت المصادر أن هناك ترتيبات داخل جهاز المخابرات العامة المصري لإدخال تغييرات على مسؤولي الملف الفلسطيني الذي يقوده وكيل الجهاز اللواء أحمد عبد الخالق، مشيرة إلى أن الفترة القادمة ستشهد الدفع باسم جديد من بين وكلاء الجهاز لقيادة الملف خلفاً لعبد الخالق، دون أن توضح ما إذا كانت تلك التغييرات جراء فشل في تحقيق الأهداف المصرية، أو أنها ضمن تغييرات روتينية.

وكشفت المصادر أيضاً عن توجه وفد أمني مصري من المخابرات العامة إلى تل أبيب الأسبوع المقبل، حيث من المقرر أن يتوجه أيضاً إلى الضفة الغربية للقاء مسؤولين في السلطة الفلسطينية في رام الله.

وقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في قطاع غزة عقب إطلاق عدة قذائف على المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع في الأراضي المحتلة، وقالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال قصفت مواقع للمقاومة الفلسطينية في شمال القطاع والنصيرات وخان يونس وغرب مدينة.

وأكدت حركة حماس أن القصف الإسرائيلي على مواقع المقاومة يعد استمراراً لمسلسل العدوان والإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وتصعيداً خطيراً بحق المدنيين الأبرياء.

وقال الناطق باسم "حماس" فوزي برهوم، إن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل تبعات القصف وتداعياته، مضيفاً: "حجم الاعتداءات التي طاولت العديد من مواقع المقاومة يعكس نياته المسبقة بالتدمير والتخريب، وإن قتل الأبرياء وتفجير الأوضاع مع المقاومة الباسلة لن يرتدا إلا في وجه الاحتلال".