هل تمهد "نصيحة" أوجلان للتفاوض بين أنقرة و"قسد"؟

هل تمهد "نصيحة" أوجلان الطريق أمام مفاوضات بين أنقرة و"قسد"؟

07 مايو 2019
تعتبر تركيا "قسد" امتداداً لحزب العمال الكردستاني (Getty)
+ الخط -
أكد مصدر مقرب من "الإدارة الذاتية" التابعة لأحزاب كردية في شمال شرقي سورية أن الرسالة التي وجهها مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التي تتبنى أفكاره، ودعا فيها للسعي إلى حلول في سورية بأساليب أخرى غير الصراع، تأكيد على استعداد الجانب الكردي التفاوض مع الحكومة التركية، فيما شككت رابطة الأكراد السوريين المستقلين في قدرة القوات على اتخاذ هذه الخطوة.

وأشار الباحث السياسي المقرّب من "الإدارة الذاتية" الكردية، إدريس نعسان، في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن القائد العام لـ"قوات سورية الديمقراطية"، مظلوم عبدي، قد أشار خلال لقاء العشائر السورية في بلدة عين عيسى (شمال الرقة)، الأسبوع الماضي، بوضوح، إلى وجود حوار غير مباشر بين قواته والحكومة التركية".

وحث الزعيم التركي الكردي المسجون منذ 20 عامًا، عبد الله أوجلان، في بيان صدر عنه الإثنين، "قسد"، التي تشكل وحدات "حماية الشعب" الكردية ثقلها الرئيسي، على حل مشكلاتها في سورية دون صراع. ودعا أوجلان "قسد" إلى وضع الحساسيات التركية في سورية في الاعتبار وبهدف إرساء ديمقراطية محلية في إطار احترام وحدة الأراضي السورية".

ويرى نعسان أن "رسالة أوجلان تأتي تأكيدًا على استعداد الجانب الكردي التفاوض مع الحكومة التركية وحرصه على إجراء حوار بنّاء يفضي إلى حل القضايا الإشكالية المتعلقة بحل القضية الكردية في شمال كردستان وتركيا، ووقف نزيف الدم الناجم عن الصراع الكردي -التركي".

وأضاف: "الكرد السوريون كانوا دومًا حريصين على إقامة علاقات حسن جوار مبينة على الاحترام المتبادل التي من شأنها تعزيز أمن المنطقة وتهدئة مخاوف الطرفين وفتح آفاق جديدة أمام علاقات ذات منفعة متبادلة على الجانبين".
وتسيطر "قسد" على أغلب منطقة شرقي نهر الفرات التي تعادل ثلث مساحة سورية، منذ انتزاعها من تنظيم "داعش" بدعم من التحالف الدولي على مدى أكثر من 3 سنوات من المعارك.

وتعتبر تركيا هذه القوات نسخة سوريّة من حزب العمال الكردستاني (PKK) المصنف في خانة التنظيمات الإرهابية، وتتعامل معها على أنها تنظيم إرهابي يستهدف الأمن القومي التركي من خلال محاولتها إنشاء إقليم ذي صبغة كردية في شمال شرقي سورية الذي يشكل العرب غالبية سكانه.

من جهته، شكك رديف مصطفى، نائب رئيس رابطة الكرد السوريين المستقلين، بقدرة قوات "قسد" على بدء حوار مع الجانب التركي "لأن قيادات العمال الكردستاني لا تملك قرارها"، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "هي فعليًا تتبع لعدة جهات دولية".