تركيا مُطالبة بمكافحة الإرهاب... ومستبعدة عن القرارات

تركيا مُطالبة بمكافحة الإرهاب... ومستبعدة عن القرارات

14 يناير 2015
ميركل أكدت التعاون مع تركيا بمكافحة الإرهاب (فرانس برس)
+ الخط -
تسعى تركيا ومنذ فترة طويلة لإثبات أنها تبذل جهوداً لمكافحة الإرهاب ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق، وكان آخر تلك المحاولات لقاء وزير الداخلية التركية، إفكان آلا، ورئيس جهاز الاستخبارات، حاقان فيدان، بمجموعة من السفراء خلال الاجتماع السنوي للسفراء الذي عقد في أنقرة، وأكد وزير الداخلية خلاله قيام تركيا بترحيل أكثر 1056 أجنبياً ومنع أكثر من 7833 آخرين من دخول أراضيها، قائلاً: "لقد تم تكليفنا بجمع البعثات الدبلوماسية لإخبار العالم بالحقائق"، في إشارة إلى التعاون التركي في ما يخص المقاتلين الأجانب.

وعلى الرغم من تأكيدات المسؤولين الغربيين والأتراك على التعاون التركي لمحاربة تدفق المقاتلين الأجانب للانضمام لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلا أن ما يجري على الأرض يبدو غريباً تماماً، وبحسب محللين، ترتكب الحكومات الغربية أخطاء كبيرة باستبعادها أنقرة عن الاجتماعات الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب، فقد عُقد اجتماع في 11  يناير/كانون الثاني الحالي في باريس لمناقشة أمن الحدود ومشاركة المعلومات الاستخباراتية، ضم عدداً من المسؤولين الأمنيين من دول مختلفة، بينها كندا والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية هي فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، النمسا، بلجيكا، الدانمارك، إيطاليا، هولندا، بولندا، إسبانيا والسويد.

ولم يتم توجيه أي دعوة لأنقرة لحضور الاجتماع، على الرغم من أن تركيا تُعتبر معبراً للمقاتلين الأجانب للانضمام لـ"داعش" وأحد أهم أعضاء حلف شمال الأطلسي.

وفي السياق نفسه، التقى رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في العاصمة الألمانية برلين، وذلك بعد عودتهما من المشاركة في مسيرة الجمهورية في العاصمة الفرنسية باريس، للتنديد بالإرهاب والتضامن مع ضحايا مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة.

بدا داود أوغلو غاضباً من أسئلة بعض الصحافيين خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه بالمستشارة الألمانية، إذ إن هذه الأسئلة أعادت الاتهامات نفسها لتركيا بتسهيل مرور المقاتلين الأجانب نحو كل من سورية والعراق للانضمام إلى تنظيم "داعش"، ليؤكد على الجهود التي تبذلها تركيا في ما يخص مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن أنقرة وضعت حتى الآن أكثر من 7 آلاف اسم من "المقاتلين الأجانب" الذين يشتبه في نيتهم الانضمام إلى "داعش" على لائحة الممنوعين من دخول تركيا، كما قامت بترحيل أكثر من ألفين آخرين لبلدانهم الأصلية، لتؤكد ميركل التعاون الوثيق الذي يجمع البلدين فيما يخص محاربة الإرهاب.

كما أشار داود أوغلو إلى التعاون الذي أبدته الحكومة التركية في المجال الاستخباراتي، إذ إنها قامت بإرسال معلومات مهمة عن حياة بومدين، المتهمة الثالثة باعتداءات باريس، وذلك قبل أن تطلب منها الحكومة الفرنسية ذلك، قائلاً إن "حياة بومدين قدمت من مدريد إلى إسطنبول وبقيت فيها حتى الثامن من يناير/كانون الثاني الحالي، لتغادر بعد ذلك نحو سورية، أي أنها كانت في تركيا عندما حصلت اعتداءات باريس"، لافتاً إلى أن "الحكومة الفرنسية لم تقدّم لنا أية معلومات استخباراتية من قبل حول بومدين لنقوم باعتقالها وترحيلها، والأولى لوم السلطات الإسبانية التي سمحت لها بمغادرة مطار مدريد"، مضيفاً أن تركيا لن تقوم مطلقاً بإغلاق الحدود السورية التركية لمنع الإرهابيين من العبور، بينما لا يزال هناك لاجئون هاربون من هجمات النظام السوري.

جاءت هذه التصريحات بعد ساعات من تأكيد رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية، هانز جورج ماسين، في مقابلة تلفزيونية، أن تركيا "بلد رئيسي" في مواجهة "داعش" و"المنظمات الإرهابية الأخرى"، لأن "أكثر من 90 في المائة من المتطرفين سافروا إلى سورية عبر تركيا". كما حث الحكومة التركية على اتخاذ المزيد من الإجراءات.

يُذكر أن اجتماعين من الأكثر أهمية، في ما يخص مكافحة الإرهاب، سيُعقدان في فبراير/شباط المقبل، أولهما اجتماع اللجنة الأوروبية الذي من المقرر أن يُعقد في 12 المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل، وعلى الرغم من كون تركيا مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولاعباً رئيسياً في المنطقة، إلا أنها لم تتلق أية دعوة لحضوره حتى الآن، أما الثاني فسيُعقد في 18 فبراير/شباط في العاصمة الأميركية واشنطن، تحت رعاية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لكن أيضاً لم تتلقَ الحكومة التركية أية دعوة لحضور هذا الاجتماع بعد.