استمع إلى الملخص
- فصائل المعارضة أطلقت عملية "ردع العدوان"، محققة تقدماً في ريف حلب الغربي والجنوبي، وسيطرت على مواقع استراتيجية، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف النظام.
- النظام السوري اعترف بقطع طريق دمشق - حلب الدولي، مدعياً الحرص على حياة المدنيين، بينما اعتبرت المعارضة ذلك مناورة إعلامية.
سقط أكثر من 50 قتيلاً وجريحاً، اليوم الخميس، جراء القصف الجوي والبري المتواصل من قبل قوات النظام السوري وروسيا والمليشيات الموالية للنظام، على مدن وبلدات شمال غربي سورية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة. وأوضحت منظمة الدفاع المدني السوري أنّ الحصيلة الأولية للقتلى شمال غربي سورية بلغت 20 شخصاً، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، إضافة لسقوط 33 جريحاً، بينهم تسعة أطفال وخمس نساء. ولفت الدفاع المدني إلى أنّ عدداً إضافياً من الجرحى سقط جراء قصف بصواريخ تحمل قنابل عنقودية استهدف بلدة فيلون في ريف إدلب الجنوبي.
وفي السياق، ارتفع عدد القتلى في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي وحدها اليوم، جراء قصف الطيران الحربي الروسي، إلى 16 شخصاً، بينهم خمسة أطفال وامرأتان، بينما أصيب جراء القصف خمسة مدنيين، بينهم طفلان، وفق المنظمة.
مجزرة دامية ارتكبتها طائرات حربية تابعة لحلف نظام الأسد وروسيا، أزهقت فيها أرواح 16 مدنياً بينهم 5 أطفال وامرأتان وأدت لجرح 5 مدنيين بينهم طفلان، اليوم الخميس 28 تشرين الثاني.#العداون_الروسي #الأسد_قاتل_السوريين #الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/kDrSmEcIzj
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) November 28, 2024
وبالتوازي مع عمليات القصف، أكد الإعلامي المنحدر من مدينة الأتارب عبد الله الملحم، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ نحو 70% من سكان المدينة نزحوا قبل ارتكاب الطيران الحربي المجزرة فيها، لافتاً إلى أنّ عمليات النزوح مستمرة عقب التصعيد غير المسبوق والقصف المكثف لمناطق شمال غربي سورية.
وشهد اليوم الثاني من العملية العسكرية التي أطلقتها فصائل المعارضة المسلحة شمال غربي سورية تحت مسمى "ردع العدوان" تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الروسي الذي شنّ غارات جوية على مناطق واسعة طاولت مسجد ريف المهندسين الثاني غربي حلب، وبلدة داديخ وجبل الزاوية في ريف إدلب. كما تعرّضت مدينة أريحا في ريف إدلب الغربي لقصف مدفعي وصاروخي من قوات النظام وروسيا، ما أدى إلى أضرار كبيرة في المخبز الآلي بالمدينة.
وأوردت غرفة العمليات المشتركة لمعركة "ردع العدوان" على تطبيق تليغرام أنّ اليوم الثاني للمعارك أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل في صفوف قوات النظام إضافة لمئات الجرحى. وأكدت أنّ مقاتليها يواصلون تقدّمهم على جبهات ريف حلب الغربي والجنوبي، وسط اشتباكات وصفتها بالعنيفة مع قوات النظام السوري وحلفائه، مؤكدة سيطرة مقاتليها على بلدة الزربة وكتلة الشؤون الإدارية وعقدة عالم السحر وتلة الراقم الاستراتيجية غرب حلب، بالإضافة للاستيلاء على أربعة مدافع ميدانية وعربتي فوزديكا ومستودع قذائف كبير في جمعية الكهرباء غرب حلب.
كذلك تمكّنت الفصائل من السيطرة على قريتي بشقاتين وباشنطرة وجمعيتي الرحال والكهرباء الثانية غرب حلب بعد معارك مع قوات النظام. وأعلنت الفصائل، مساء اليوم الخميس، السيطرة على قريتي بابيص غرب حلب والبرقوم في جنوبها.
من جهته أفاد المقدم حسن عبد الغني، المتحدث باسم "ردع العدوان"، بأسر ثمانية عناصر من قوات النظام، مشيراً إلى أن عدد الأسرى منذ بداية العملية وحتى اليوم بلغ 20 عنصراً. وأضاف القيادي العسكري: "نفذت كتائب شاهين عملية نوعية أسفرت عن تدمير راجمات صواريخ في مدرسة الشرطة، غرب حلب، والتي كان يستخدمها النظام لاستهداف المناطق المحررة".
قطع الطريق الدولي
إلى ذلك، اعترف النظام السوري بقطع طريق دمشق - حلب الدولي، وذلك "حرصاً على حياة المدنيين"، بحسب ادعائه وفق وسائل إعلام تابعة له، إذ طلب من شركات النقل إيقاف حركة الحافلات في الوقت الحالي.
من جانبه، صرّح الناطق باسم فصيل "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور لـ"العربي الجديد" بأنّ إعلان النظام عن قطع طريق دمشق - حلب "هو مناورة إعلامية من أجل حفظ ماء الوجه". وقال في هذا السياق: "الطريق سقط خلال تقدّم المقاتلين ووصولهم إلى منطقة الزربة وإلى منطقة البرقوم، وإلى عدد من النقاط التي تقع شرق الطريق، وبالتالي أصبحوا على الطريق، وهو ما دفع النظام الى إعطاء تعليمات بقطعه، وذلك للتمويه أيضاً على المدنيين في مناطق سيطرته بخطوة ادعى أنها للحفاظ على حياة المدنيين كي لا يعترف بسيطرة الفصائل عليه".
وأضاف بكور: "أن النظام يعمد إلى استخدام سيارات المدنيين لنقل الذخائر والأسلحة، وهذا أمر ليس جديداً عليه، هو دائما يحاول التمويه من خلال إجبار المدنيين على استخدام سياراتهم لنقل الذخائر والأسلحة والعناصر في مناطق المواجهة، وهذا دليل على إفلاسه وعلى أن مستوى جاهزية آليات النظام متدن جداً، لذلك يستعين بسيارات المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها".