تكريت تستعصي على المالكي ومئات المتطوعين يرفضون القتال بالفلوجة

تكريت تستعصي على المالكي ومئات المتطوعين يرفضون القتال بالفلوجة

03 يوليو 2014
تسيطر الفصائل على 95% من نينوى (فريق فيريك/الأناضول/getty)
+ الخط -

تمكّنت فصائل المجلس العسكري للعشائر وكتائب مسلّحة متحالفة معها، للمرة الثالثة على التوالي، من صدّ هجوم واسع للجيش الحكومي على مدينة تكريت من ثلاثة محاور. يأتي ذلك رغم الارتباك الذي أصاب الفصائل المسلّحة العراقية خلال الأيام الماضية لكثافة القصف الجوّي ووصول الدعم الأميركي الإيراني حكومة نوري المالكي، في وقت رفض متطوعون من المليشيات الداعمة لحكومة نوري المالكي القتال في الفلوجة.

وقال ضابط في وكالة الاستخبارات الوطنية التابعة لوزارة الداخلية العراقية لـ "العربي الجديد"، إنّ "قوات الجيش مدعومة بالشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب شنّوا هجوماً متعدّد المحاور على مدينة تكريت، بغية السيطرة عليها، ودارت معارك عنيفة تخلّلها قصف جوّي استمر ساعات عدة، من دون تحقيق أي اختراق أو تقدّم، بسبب تلغيم المسلّحين الطرق الرئيسة حول المدينة، فضلاً عن منافذها، واستخدامهم أسلحة ثقيلة ومتوسطة كانوا قد استولوا عليها من قوات الجيش".

وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر أسمه، بأنّ "الجيش تراجع جنوباً الى سامراء بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش والشرطة لم يكشف عن عددهم".

من جهته، قال القيادي في المجلس العسكري لعشائر العراق، الشيخ عبد الله الشمري، لـ"العربي الجديد": إنّ المالكي يسعى بجهد الى تحقيق نصر لرفع معنويات جيشه المنهارة من خلال السيطرة على تكريت، لذا أخذ يحشد للمدينة من جميع الاتجاهات مع تكثيف القصف الجوي عليها". وأوضح أنّ "الفصائل المسلّحة وحدت موقفها، ولن تسمح بأي نصر مزعوم للمالكي، وسنحوّل تكريت الى معارك استنزاف لجيشه".

في هذه الأثناء، رفض 512 متطوعاً جديداً للجيش التوجه للقتال في الفلوجة، في ثاني حالة عصيان تشهدها قاعدة التاجي العسكرية في بغداد، وهي القاعدة المسؤولة عن استقبال المتطوعين وإرسالهم الى تدعيم الجيش.

وأفاد مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، أنّ "المتطوعين رفضوا الصعود في ناقلات الجند عند الساعة السابعة من صباح اليوم، بعدما علموا أن وجهتهم الى الفلوجة، متذرّعين بأنّهم تطوعوا بناءً على فتوى (المرجع الديني علي السيستاني) لحماية المراقد المقدسة والمدن الشيعية، وهو ما خلق حالة فوضى داخل المعسكر اضطرت قيادة الجيش الى نقلهم الى محافظة بابل التي تشهد هي الأخرى معارك مستمرة منذ نحو أسبوع في المناطق الشمالية من المحافظة".

يأتي ذلك مع وصول دفعة أخرى من مروحيات "مي 35" و"مي 28" الروسية الى بغداد ضمن صفقة تجهيز مع موسكو وصفت بأنها الأسرع من نوعها. وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية: إنّ أربع طائرات مروحية قتالية وصلت إلى العراق قادمة من موسكو يوم أمس الأربعاء، وستدخل الخدمة بعد إعادة تجميعها في مطار الرشيد العسكري، حيث وصلت عبره طائرات نقل عسكرية روسية، مضيفاً أن "المروحيات تخصص لمهمات قتالية تتمثل في دعم القوات البرية وترسيخ الأمن في بغداد"، وفق ما ذكر المصدر، الذي رفض كشف هويته، لـ"العربي الجديد".


الجيش السعودي على الحدود العراقية؟

ووسط هذه الأجواء، ذكرت بعض وسائل الإعلام، اليوم الخميس، أن "السعودية نشرت 30 ألف جندي على حدودها مع العراق بعد انسحاب الجنود العراقيين من المنطقة"، إلا أن بغداد نفت الخبر، وأكدت أن الحدود لا تزال تحت سيطرتها الكاملة. وأفاد المتحدث باسم الجيش العراقي، اللواء قاسم عطا، أن "هذه أنباء كاذبة هدفها التأثير على الروح المعنوية للشعب والجنود البواسل". وأضاف أن "الحدود التي تقع في أغلبها في منطقة صحراوية خالية، تحت السيطرة الكاملة لحرس الحدود العراقي". وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، قد ذكرت أن العاهل السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، أمر باتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المملكة من أي "تهديدات إرهابية" محتملة. وتتشاطر الدولة التي تحتل المرتبة الأولى في صادرات النفط في العالم، حدوداً مشتركة تمتد 800 كيلومتر مع العراق.

ميدانياً، لا تزال الفصائل المسلحة تحكم سيطرتها على مدن شمال وغرب العراق إضافة الى حزام بغداد الجنوبي والغربي والشمالي ومناطق من محافظتي بابل وواسط.

ويظهر آخر مسح ميداني لـ"العربي الجديد"، أنّ الفصائل المسلّحة تسيطر على مدن محافظة نينوى، وهي الموصل وسنجار والشرقاط والحضر والشورة والغابات وسهل نينوى والعكرة وربيعة وتلعفر وتل الرمان وقرى وبلدات أخرى صغيرة بواقع 95 في المئة، فيما تبسط سيطرتها بمحافظة صلاح الدين على مدن: تكريت والدور والعودة والضلوعية والإسحاقي وبيجي والصينية والهاشمية وذراع دجلة وبلد وأجزاء من الدجيل ويثرب وجميع مناطق وادي وسلسلة جبال حمرين المحاذية لكركوك، التي يسيطر المسلّحون فيها على مدن الحويجة والرياض والخناجر والزاب والبشير، إضافة الى 23 قرية صغيرة تحيط بكركوك العاصمة، فيما تفرض الفصائل المسلحة سيطرتها بالأنبار على الكرمة والفلوجة والصقلاوية والسجر والجزيرة والازركية والجزء الغربي والجنوبي من الرمادي، إضافة الى جميع مدن أعالي الفرات صعوداً الى الحدود مع الأردن والحدود مع سورية، باستثناء مدينة حديثة المحاصرة، والتي تخضع لمفاوضات مع قوات الجيش منذ أيام بغية دخولها من دون قتال، مقابل عدم التعرّض للجنود وأفراد الشرطة المحاصرين في داخلها.

وفي ديالى، تسيطر الفصائل المسلحة على مدن جلولاء وخانقين والمقدادية والمنصورية ودلي عباس وشيرون وقرى شمال شرق بعقوبة ومناطق شهربان الجنوية القريبة من الحدود الإيرانية. كما تسيطر على بلدات جرف الصخر وجرف لملح والإسكندرية والبحيرات بمحافظة بابل، فيما تطبق الفصائل المسلّحة على مناطق أبو غريب والتاجي والطارمية وقصر الباشا وصدر اليوسفية واليوسفية الجنوبية وأجزاء من الرضوانية بمحاذاة مطار بغداد الدولي.

كما تسيطر الفصائل بشكل غير ثابت على بلدة المدائن وسلمان بيك شرق محافظة واسط ولمحاذية للحدود مع بغداد. ويلاحظ أنّ تلك المناطق تحت سيطرة واضحة لفصائل المجلس العسكري وباقي الفصائل الوطنية والاسلامية الأخرى على حساب تنظيم "الدول الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، الذي ينتشر على شكل خلايا بين تلك الفصائل، ويتفوق في الجانب الإعلامي عليها من خلال مؤسسات ضخمة تدير عمليات تصوير وتوزيع للرايات السوداء، التي تمثل علم التنظيم.

ويرى الخبير العسكري العراقي والضابط السابق في الجيش، العميد صفاء المشهداني، أن المالكي تمكن من تخفيف الزحف على بغداد من خلال الغطاء الجوي واستمرار القصف العشوائي. ويضيف المشهداني لـ"العربي الجديد"، أنّ "الغطاء الجوّي لن يكسر الفصائل أو ينهي الحراك المسلح، لكنه سينجح في تقليل خسائر الجيش الحكومي على الأرض ويؤخر ساعة الحسم، كما أنه لم يحسم المعركة على الأرض في ظل بعثرة الفصائل المسلّحة للقوات البرية الحكومية".

إلى ذلك، أصدرت رئاسة الوزراء بياناً جاء فيه: إن العفو الذي أعلنه المالكي أمس، عن المتورطين بأعمال ضد الحكومة يشمل ضباط الجيش السابقين.

انتشار

المساهمون