اليمن: الإمارات وأتباعها يتحضرون للتمدد نحو شبوة وحضرموت

اليمن: الإمارات وأتباعها يتحضرون للتمدد نحو شبوة وحضرموت

02 سبتمبر 2019
تواصل أبوظبي دعم أتباعها بالسلاح (نبيل حسن/فرانس برس)
+ الخط -
مع مواصلة الإمارات وأتباعها إحكام قبضتهم على عدن ومحيطها، واستمرار الاعتقالات والاغتيالات ضد خصومهم والموالين للسلطة الشرعية اليمنية في المنطقة، بدأت تبرز مؤشرات على تخطيطهم للتمدد نحو المناطق الشرقية، أي أبين وشبوة وحضرموت، وإعادة قواتهم للسيطرة على منطقة بلحاف ومينائها على البحر العربي، الذي يوجد فيه أكبر مشروع استثماري في اليمن، وهو مشروع الغاز المسال المستثمر من قبل شركة "توتال" الفرنسية.

وذكر مصدر مقرب من أتباع الإمارات لـ"العربي الجديد" أن اجتماعات في غرفة العمليات العسكرية الإماراتية ووكلائها في عدن عُقدت خلال اليومين الماضيين، وتم وضع خطة جديدة للتمدد نحو المناطق الشرقية، أي أبين وشبوة وحضرموت، ويتم حالياً إعادة ترتيب صفوف قوات "النخبة الشبوانية"، التي وصل عديدها إلى عشرين ألفاً قبل أن تتشتت مع سيطرة الشرعية على شبوة، وحالياً تسعى أبوظبي إلى تجميع هذه القوات من جديد ودعمها بعناصر جديدة وآليات عسكرية كبيرة، وغطاء جوي. وقال المصدر إن هناك محاولات إماراتية لإقناع الكثير من القيادات القبلية في شبوة بالتخلي عن الشرعية وقياداتها مقابل مبالغ مالية كبيرة، وبالتهديد بأن منازلها ستكون مستهدفة بالقصف من الطيران الإماراتي، وهي الرسالة نفسها التي تُوجّه لقيادات في أبين توالي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

في هذه الأثناء، ذكرت مصادر حقوقية في عدن لـ"العربي الجديد" أن الاقتحامات والاعتقالات مستمرة في المدينة ومحيطها، ليصبح مصير أكثر من خمسمائة شخص مجهول. ومن بين الاقتحامات المستمرة مداهمة منزل رئيس هيئة الأركان اللواء الركن عبدالله النخعي (ينتمي إلى أبين) في منطقة خور مكسر وسط عدن، فضلاً عن اقتحام وإحراق منزل قائد عمليات محور تعز العميد عدنان رزيق القميشي (ينتمي إلى شبوة). كذلك تمت تصفية الشيخ عبد الباري ثابت علي الردفاني، إمام وخطيب مسجد البناء الردفاني، في منطقة الشيخ عثمان، بعد خطبة ألقاها ضد أصحاب الفتنة. ووفق المصادر، فإن المعلومات المتوفرة شحيحة وطرق الوصول إلى المعلومة محفوفة بالمخاطر، لكن بحسب المتوفر يتم تجهيز ملفات وتقارير حول هذه الانتهاكات غير القانونية.


في السياق، أكد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، أن الدولة والحكومة الشرعية ستواجهان التمرد المسلح الذي قامت به مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" بدعم إماراتي، وأن استمرار هذا التمرد ستكون له تبعات اقتصادية وإنسانية سيئة ستضاعف من حدة الأزمة الكارثية القائمة. وأكد خلال لقائه السفير السويدي أن ما تعرّض له الجيش الوطني من قصف بالطيران الحربي الإماراتي، بينما كان يقوم بواجبه لتطبيع الأوضاع واحتواء التمرد المسلح، أمرٌ مرفوض ويُمثل خرقاً للقانون الدولي والقرارات الدولية وأهداف تحالف دعم الشرعية.

مقابل ذلك، بدأ الرهان على السعودية من قبل السلطة الشرعية يتسبّب بخلافات في صفوف الشرعية ويطرح خيارات كثيرة تهدد كيان الحكومة اليمنية وتؤثر على الدور السعودي في اليمن، على خلفية صمت الرياض حيال ما تقوم به أبوظبي.
وذكر مصدران سياسيان في الشرعية لـ"العربي الجديد" أن هناك خلافات برزت خلال اليومين الماضيين تجاه الموقف السعودي من جرائم الإمارات، واستباحتها الأراضي والسيادة الوطنية وتجاوز الأهداف التي جاء من أجلها التحالف إلى اليمن، وتوفير السعودية غطاء سياسياً وعسكرياً لإنهاء الشرعية، منذ استهداف أبوظبي للجيش اليمني، وما تلاه من حرب إماراتية معلنة في عدن ومحيطها، وما تقوم به أبوظبي وأتباعها من اعتقالات ومداهمات وتصفية، وإنهاء وجود الشرعية، فيما لم تخرج السعودية بموقف ضد هذا التطور، بما يشير إلى أنها تنتظر حتى تثبّت الإمارات ووكلاؤها سيطرتهم وانقلابهم في جنوب اليمن.
وبحسب المصدرين، فإن هذا كان أحد أبرز أسباب التباين داخل الشرعية، وسط دعوات لقيادة الشرعية لمغادرة الرياض، وبدأ بعض المسؤولين اليمنيين فعلياً في المغادرة، فيما يستعد آخرون لذلك، في ظل الواقع الذي بات يتشكّل خارج خيارات التحالف والرافض لسياساته في اليمن والتي تساعد وتخدم الحوثيين وإيران.

وفي السياق، كشفت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" أن جنوداً موالين للشرعية يقاتلون عند حدود السعودية، طلبوا ترك الحدود والعودة إلى المناطق اليمنية احتجاجاً على موقف الرياض من الحرب التي شنّتها أبوظبي ووكلاؤها في جنوب اليمن واستمرار استهداف قوات الشرعية اليمنية وإرسال الإمارات المزيد من التعزيزات العسكرية والسلاح إلى عدن ومحيطها.