مجلس الأمن يناقش وضع غزّة: خطابات لا توقف العدوان

مجلس الأمن يناقش وضع غزّة: خطابات لا توقف العدوان

19 يوليو 2014
مجلس الأمن يعاود الاجتماع الأسبوع المقبل (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -

عقد مجلس الأمن جلسة خاصة، مساء الجمعة، في نيويورك بطلب من الأردن، كممثل عن الدول العربية، لمناقشة الوضع في قطاع غزة المحتل. واستمرت الجلسة المفتوحة والنقاشات لأكثر من ساعتين. وتحدث جميع مندوبي الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى كل من سفراء فلسطين وإسرائيل ومسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة وممثل الأمين العام، جيفري فيلتمان.

وقدم فيلتمان إحاطة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تحدث فيها عن نية الأخير التوجه، اليوم السبت، إلى المنطقة "بغية العمل على وقف العنف وإيجاد سبيل للمستقبل". وجاءت كلمة فيلتمان متطابقة مع روح البيانات والتصريحات الصحافية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة في الآونة الأخيرة والتي تحمّل "الطرفين المسؤولية عن التصعيد والعنف في غزة". 

ولمّح فيلتمان إلى مسؤولية الطرف الفلسطيني عن تجدد العنف بعد "الهدنة الإنسانية"، وإنْ بصورة غير مباشرة، حيث قال: "بعد انتهاء الهدنة بين الطرفين وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وهو ما أشار إلى انتهاء الهدنة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن إطلاق عمليات اجتياح برية على غزة".
وتحدث فيلتمان عن قيام القوات الإسرائيلية بأربعة توغلات برية منذ ذلك الحين، "قامت خلالها بـ90 هجمة جوية، وأطلقت 91 صاروخاً في منطقة محدودة والتي تم توسيعها إلى حدود ثلاثة كيلومترات".
وأضاف ممثل الأمين العام، إن القوات البرية الإسرائيلية "أطلقت 357 قذيفة، أما البحرية الإسرائيلية فأطلقت 150 قذيفة أخرى على قطاع غزة منذ انتهاء الهدنة الإنسانية". وتحدث كذلك عن أن "المقاتلين أطلقوا 127 صاروخاً و27 قذيفة ضد إسرائيل".

وأكد فيلتمان "قلق الأمين العام لاستهداف إسرائيل لأربعة أطفال على شاطئ غزة، ومقتل ثلاثة أطفال آخرين بالأمس"، وطالب بوقف العنف، ورحب من جهة ثانية "بالمساعي المصرية لوقف إطلاق النار بما يتجاوب مع روح اتفاق نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012". وشدد على الحاجة الماسة "للعودة إلى طاولة المفاوضات وعقد مؤتمر للمانحين بغية إعادة إعمار غزة". وأكد أن الأمين العام يدرس في الوقت الحالي الطلب الفلسطيني الذي أرسله الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وطالب فيه الأمم المتحدة "بوضع الشعب الفلسطيني تحت الحماية الدولية".

وحذر فيلتمان من أن منظمات الأمم المتحدة، التي استقبلت حتى الأن آلاف الفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي داخل قطاع غزة، لن يكون بوسعها قريباً مساعدة عدد أكبر. وطالب بوقف "عملية تهريب الأسلحة، وفتح المعابر، وعودة غزة تحت سيادة السلطة الفلسطينية".

أما سفير فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور، فتحدث عن أزمة وجودية يواجهها الشعب الفلسطيني، وتطرق بإسهاب إلى موت الأطفال الفلسطينيين والمدنيين بسبب "الاحتلال الإسرائيلي البربري وشن قواته هجمات وحشية على القطاع".

وقرأ السفير الفلسطيني قائمة بأسماء عدد من الأطفال والمدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا في القطاع وأعمارهم أمام الحضور. وقال إن "الرئيس عباس يبذل جهداً لوقف إطلاق النار والسعي للتهدئة، في الوقت الذي تصر فيه إسرائيل على شن حرب على شعبنا".
وأكد منصور أن الأزمة الإنسانية بسبب الحصار، وأن "العدوان الإسرائيلي لم يأتِ للدفاع عن النفس، وإنما ارتُكب وخُطّط له من قبل القوات القائمة بالاحتلال".
وأشار إلى أن أحد أهداف الحملة الرئيسية تدمير الوحدة الفلسطينية. ووجه كلمة بالعربية، كما في جلسة الخميس الماضي، إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال إننا "نعود للمجلس مرة أخرى بعدما فشل في إدانة ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني"، ثم تابع، بعد توقف لبعض الوقت وكان يحاول حبس دموعه: "ننحني أمام أهلنا في غزة احتراماً لصمودكم الرائع وشهدائنا الأبرار الذين سقطوا في هذا العدوان الهمجي الإسرائيلي".
وبعد توقف مرة أخرى عن الكلام، تابع قائلاً: "أنتم على حق في غضبكم على هذا المجلس الذي لم يوقف العدوان عليكم، وأنتم على حق في غضبكم في أن العالم يراكم تعانون وتفقدون أطفالكم وأفراد أسركم ولا يفعل شيئاً لكي يوقف العدوان والظلم عنكم". وأضاف منصور: "لكن شعوب العالم بأسرها تنظر لكم بكل فخر واعتزاز وأنتم تناضلون وتضحون بالغالي والنفيس من أجل حريتكم. إننا نعرف أنكم ستنجحون في وقف العدوان والبطش الإسرائيلي". كما أشار منصور إلى أنه إنْ لم يتمكن المجتمع الدولي من حماية الشعب الفلسطيني، فلن يبقى أمام السلطة إلا "التوجه إلى المنظمات الدولية القضائية للأمم المتحدة".

وجاءت كلمتا سفيرة الولايات المتحدة، سامنثا باور، وسفير المملكة المتحدة في مجلس الأمن، ليال جرانت، متشابهة في فحواها. وبدأت باور كلمتها بإعلانها عن قلق بلادها إزاء الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة المحتل على إسرائيل، وأعربت عن قلقها كذلك "إزاء سقوط الضحايا المدنيين من الطرفين"، كما تحدثت عن اتصال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يوم الجمعة، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليعرب "عن وقوف بلاده ودعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". ورحبت بفتح "إسرائيل تحقيقاً بمقتل الأطفال الأربعة على شاطئ غزة يوم أمس". وأشادت بالمبادرة المصرية الرسمية للتوصل إلى تهدئة، وأعربت عن "أسفها لعدم تأييد حماس هذه المبادرة". وتحدثت عن قلقها إزاء الوضع الإنساني في غزة. 

أما مندوب الصين في الأمم المتحدة، ليو تشي بيه، فبدأ كلمته بالتعبير عن استياء بلاده الشديد من التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة. وقال إنه على الرغم من النداءات المتكررة من المجتمع الدولي بالتهدئة، فإن "إسرائيل تواصل عملياتها البرية والجوية، ما أدى لخسائر كبيرة في الأرواح المدنية بين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال والنساء".
وقال إن الصين تدين أي أعمال تتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين. وعبّر عن خيبة أمل بلاده من أن الهدنة الإنسانية لم تؤد إلى وقف دائم لإطلاق النار". وطالب الجهات الإسرائيلية بـ"سحب قواتها العسكرية من قطاع غزة بالكامل، وفك الحصار الشامل عنه والسماح بوصول الوكالات الإنسانية إلى القطاع". كما طالب المجلس باتخاذ موقف قوي تجاه ما يحدث في غزة والعمل من أجل إنهاء الاحتلال، وقال إن مسألة فلسطين "هي لب النزاع في الشرق الأوسط". وتحدث ليو تشي بيه عن دعم الصين لحل الدولتين على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية كعاصمة لفلسطين، وأعرب عن ترحيب بلاده بانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى.

هذا، ومن المقرر أن تعقد جلسة إضافية، الثلاثاء المقبل، للبت مجدداً بالوضع في فلسطين. ومن غير الواضح حتى اللحظة ما إذا كانت أي من الدول العربية أو دول أخرى ستتقدم بمسودة مشروع قرار لشجب الحرب الإسرائيلية على القطاع.

المساهمون